وينادي البائع: يللي رماك الهوا يا ناعم، ويسرع الأطفال لشراء أطباق الناعم.
والخبز المعروك يباع في أفران الكعك، على وجهه اليانسون والسمسم. وينادي البائع: ياما عركوك بالليل يا معروك
ولابد من سطل العرقسوس من عند العرق سوساني في الحارة. وعلى وجه السطل قطعة ثلج، وبه عطر من زجاجة عطر، فتفوح منه رائحة عطرة.
ومن جماليات رمضان ( السكبة) سكبة الطعام،ولا سيما من الطعام الفاخر مثل الكبة المشوية التي تفوح رائحتها على الجيران فتغور القلب، والأبوات والسجقات ..
وكان أهل الحي يأكلون من سفرة واحدة وكأنهم أسرة واحدة.
فانوس رمضان
كان الأطفال يمشون بالفانوس الصغير في مساء يوم رمضان.. والفانوس الكبير في واجهة المحال وفي بيوت الأثرياء . والصانع يتفنن في صنع الفانوس وفي زينته وفي تكوينه ليكون تحفة تلفت الأنظار.
وكان الصانع يكتب اسمه على الفانوس الكبير، وهو مربع في أركانه الأربعة فوانيس صغيرة (كالأم التي تحتضن أولادها) وهناك فانوس صغير بداخله شمعة، يوقدها الزائر عند انتهاء زيارته ليلاً. وهناك فانوس لإضاءة الحارة. والدومري هو الذي يزينه ويمسح بلورته ويشعله، والثري في الحارة يضع الفانوس على باب داره.
حلويات رمضان
لابد من الحلويات في رمضان للأغنياء و الفقراء، وأشهرها البرازق والغريبة وتصنع عند الحلواني، وهناك المعمول من العجين والسكر المحشو بالجوز أو اللوز ويصنع في البيت ويشوى في فرن الحارة كذلك القطايف الحقلية والمغمسة بالقطر والقطايف عصافيري المحلاة بالقطر وعلى وجه القرص القشدة، وفي الريف المختص بالعوامة من العجين المغمس بالقطر، وتسمى شمال سورية لقم. ولابد من شرائها بعد الإفطار. وتعتبر تسلية السهرة .
قمر الدين
قمرالدين والنقوع لابد منه، ومن شرابه في رمضان، ولاسيما في أيام الصيف الحارة، فهو رطب يرطب الجوف ويريح الصائم.
الزيارة
الزيارة في رمضان هي للمباركة بالشهر الكريم. وتكون بين أسر الحارة، وبين الأقارب، ثم تكون السهرة العائلية حيث تجمع الأسرة القريب والبعيد في سهرة دوارة كل يوم في بيت. وفي السهرة الحزازير مثل: شي ماله عين لكنه يرى. وتقول كل امرأة مثل . وتتبارى بالزلاغيط. والحكايات مثل حكاية الله العاطي. فالبدوي الذي ذهب الى الملك في مسجد بني أمية بدمشق ليأخذ جائزته منه، وجد الملك يدعو الله ويطلب العفو والمغفرة والرزق.
وقد تجتمع العائلة في بستان للتعارف بين الأحفاد والشباب مثل أسرة التكريتي والقباني بدمشق. وفي النهاية ندعو الله أن يجعل كل أيامنا رمضان، ومن حلاوة رمضان.