تقول دعاء: تطور حاسة السمع لدي ضاعف من قدرتي على التركيز والحفظ وفهم ما يراد من السؤال بسرعة في حين اعتمدت على آلة الكتابة بطريقة بريل الخاصة بالمكفوفين لتدوين موضوع التعبير.
دعاء واحدة من 95 شاباً وشابة من طلاب الصفين السابع والعاشر ممن اشتركوا في المرحلة النهائية لمسابقة التمكين للغة العربية التي أقامتها منظمة الشبيبة بالتعاون مع وزارة التربية والتعليم العالي ومجمع اللغة العربية واللجنة العليا لتمكين اللغة العربية وذلك في مجمع صحارى السياحي وعلى مدى ثلاثة أيام كانت حافلة بالعمل والنشاط والتحلي العالي بالانضباط والمسؤولية.أسست على ما تم إنجازه
المسابقة أسست على ما تم انجازه في العام الماضي هكذا اعتبر فؤاد عاصي عضو قيادة اتحاد شبيبة الثورة ومدير المسابقة وقال إن المسابقة أفرزت جيلاً من الشباب المتميزين في مجال اللغة العربية والقادر على حمايتها لتبقى حافظاً لتراثنا وتاريخنا ومستقبلنا كمشروع قومي لافتاً إلى الجهد الكبير الذي بُذل من المنظمة ووزارة التربية ولجان التحكيم للوصول بالمسابقة إلى مرحلتها النهائية باختيار الأكثر تميزاً من الشباب في الصفين السابع والعاشر مؤكداً أن المنظمة ستتابع عملها بهذا الخصوص وستحرص على تطوير المسابقة شكلاً ومضموناً بما يخدم الهدف المرجو منها.
المسابقة كما يؤكد مديرها جاءت لحث الشباب على الاهتمام بلغتهم الأم وبالتالي لامتلاك القدرة على التميز بها لتعطيهم القدرة على الإبداع، لأن لغتنا لغة إبداع بما تمتلكه من خصوبة وحيوية وقدرة على التجدد ومواكبة التطورات العلمية والتكنولوجية.
ويتابع: المسابقة جاءت لتشكل فضاء مؤسساتياً نكتشف من خلاله حالة التميز لدى الشباب بموضوع اللغة، وبالتالي لتشجع هؤلاء الشباب للاهتمام والحصول على الثقافة بشكل أو بآخر، حيث من الممكن أن نكتشف أيضاً من خلال هذه المسابقة المواهب الأدبية بكل أنواعها وأشكالها.
--------------------------------------------------
على قدر المسؤولية
جاءت هذه المسابقة استجابة لتوصية من اللجنة العليا للتمكين للغة العربية، حيث أوصت بالاهتمام بهذه الشريحة من الشباب وتمكينهم من لغتهم، ويقول الدكتور سهيل الملاذي عضو اللجنة المشرفة على المسابقة إن اللغة بحد ذاتها متمكنة لكننا نحتاج أن تحتل دورها في حياتنا المعاصرة باعتبارها رمز هويتنا الوطنية ومن هنا جاءت المسابقة الأولى في العام الماضي حيث أفرزت تلك المسابقة مجموعة من المواهب والإمكانيات والكفاءات وخصوصاً في الفنون المتنوعة كالقصة والمقالة والشعر، في العام الماضي أقام الشباب بأنفسهم حوارات فكرية واستمعنا إلى آراء يمكن أن نقول إنها ناضجة جداً وتدل على أن هذا الجيل يستوعب العصر ويستوعب الثقافة ويحتاج إلى من يمكن له من أن يقوم بدوره في هذه الحياة وهذا المجتمع.
ويضيف المسابقة الماضية تم على هامشها لقاء فكري ضم جميع الناجحين في المحافظات على مستوى الفروع وأقيم ذلك اللقاء في كلية العلوم السياسية وقد استمتعنا بما طرحه هؤلاء الشباب من آراء وأفكار ومن إنتاج أدبي متميز في تلك الفنون الأدبية ونحن نأمل لهؤلاء الشباب الذين فازوا في العام الماضي وفي هذا العام أن يحتلوا دورهم في مستقبل هذا الوطن، هذا اللقاء الذي يعقد الآن في دمشق دليل على أن وطننا بخير ولا يزال بخير.
------------------------------------------------
مرحلة قطاف الثمار
المرحلة النهائية وباختباراتها الكتابية والشفوية وببرنامج تعزيز القدرات كانت على حد قول ليلى محمد الموجهة الاختصاصية لمادة اللغة العربية في وزارة التربية مرحلة قطاف الثمار مشيرة إلى أن الطلاب بذلوا جهودا واضحة للوصول إلى هذه المرحلة وصار لديهم تمكن جيد من ثقافة الحوار وإدارة النقاش والكثير من المهارات اللغوية، وتضيف حاولنا من خلال هذه المسابقة أن نركز على المهارات الشفوية ونقول للطلبة والمعلمين وأولياء الأمور إن هذه المهارات جزء أساسي في التمكن من اللغة العربية.
واعتبرت أن أكثر ما يجب التركيز عليه تمهيدا للمسابقات القادمة هو تعزيز القدرات لدى المدرسين والطلاب لتقوية المهارات الشفوية التي لا تتوافر لدى الجميع في حين أنها معيار أساسي للتميز بمجال اللغة العربية وهي تبدأ بتطوير مهارة الاستماع.
----------------------------------------------------
تحفيز للقدرات
ولعل جديد هذا العام الذي ميز المسابقة عن العام السابق هو برنامج تحفيز القدرات الذي سبق الاختبارات وهنا يشير حسام السعدي الموجه الاختصاصي للغة العربية في وزارة التربية إلى أن البرنامج ركز في جانب منه على المهارات الشفوية بحيث تم تدريب طلاب الصف السابع على كيفية إبداء الرأي وعرضه على الجمهور في حين تدرب طلاب الصف العاشر على كيفية إعداد عرض تقديمي تفاعلي حول هيكلية المعلقات الشعرية مضيفا إن البرنامج في جانبه الكتابي استخدم بعض النصوص لاختبار مهارات الطلاب الكتابية ومدى الفهم والاستيعاب لديهم.
وأوضح أن اللجنة العلمية للمسابقة هدفت إلى فتح قناة تواصل عميقة بينها وبين الطلاب ما أدى لاكتشاف جوانب غنية جداً من شخصياتهم من خلال النقاش التفاعلي الحر.
وحول البرنامج بينت ضحى مهنا من طلاب الصف العاشر من محافظة طرطوس إنها استطاعت بفضله اكتشاف قدرات زملائها ومواهبهم ما مكنها كمتسابقة من تطوير قدراتها وتعزز إمكانات التواصل الاجتماعي لديها لاسيما بالنسبة للتعبير والإلقاء الشعري وإبداء الرأي في مواقف حياتية وظواهر اجتماعية.
من جانبه لفت مالك العلو من طلاب الصف العاشر من محافظة درعا إلى أهمية برنامج التحفيز والتدريب في تهيئة الطالب لجو الامتحانين الكتابي والشفوي وكيفية الاستعانة بالأدلة والشواهد والتغلب على نقاط الضعف كالتأتأة ورتابة الأفكار والإلقاء.
---------------------------------------------------
أكثر من فوز .. أكبر من فرحة
الشباب المشاركون في المسابقة وأولئك الفائزون فيها قدموا شكرهم لكل من ساهم في إنجاح هذه المسابقة وخاصة منظمة الشبيبة وكوادرها في المحافظات.
وبين الفائز بالمرتبة الأولى من الصف العاشر محمود خليل أن المسابقة خلقت أجواء لا تنسى من التنافس الممتع والعلاقات الأخوية الرائعة بين الطلاب من مختلف المحافظات موضحا أن استمرار هذه الفعالية يعني مواصلة السير باللغة العربية إلى الأمام عبر تبني المواهب الواعدة في النثر والشعر والفكر والنقد.
كما عبرت الفائزة بالمركز الثاني من الصف السابع جودي عبد الحنان عن سعادتها لتخطي جميع مراحل المسابقة بنجاح بالاعتماد على تشجيع الأهل وتعاون القيمين على المسابقة ومحاولتهم الأخذ بأيدي الطلاب واصفة المواهب التي أظهرها زملاؤها بأنها كبيرة وتستحق الرعاية المستمرة من أصحابها والمعنيين.
أما دعاء يونس من محافظة حمص أبدت ارتياحا لأدائها طيلة مراحل المسابقة واختباراتها، وأكدت أنها ستشترك في كل مسابقات اللغة العربية وستكمل تحصيلها الدراسي حتى الحصول على شهادة الدكتوراه في اللغة العربية.
تصوير: ظافر الأسدي