إلى عالم الأجساد علَّني أجد هناك جسداً غضاً طرياً
شتته أظافر الزمن وصفعته الحياة بأيامها لأتذكر من خلاله جسداً متصدعاً كان قد ارتداه أخي في عالم الإنسانية.
أطلب من القدر أن يأخذني معه إلى عالم الأصوات علَّني أجد صوتاً طفولياً يختبئ هناك خلف الحناجر المبحوحة التي أرهقتها آهات الألم لأتذكر عند سماعه أنيناً خافتاً هرب من صوت أخي.
أسأل الليل عن شاب يانع مازال يكمل ربيعه الأول وهو مدفون تحت أقدام الحياة أسأل الجبال والأنهار والأيام عسى قد شاركت أخي عيده السنوي وأقامت له عرسه المنسي أطلب من القدر أن يأخذني إلى عالم الأرواح إلى عالم لا بشر فيه لا موت فيه لا خوف فيه علَّني أجد هناك تلك الروح النقية التي هربت من جسد أخي لتختبئ هناك في عالم اللامكان تاركة وراءها كل شيء للزمن وأخيراً أعود مسافرة على متن سفينة الماضي علَّني أجد عند موانئها يوماً جميلاً قضاه أخي في سجنه البشري أنشر شراعي القديم وأفر من نفسي مؤنبة القدر على اختطافه ذلك الجسد البريء الذي ما زالت صورته في دفاتر النسيان.
أضمد الجرح القديم وأغرس بالقرب منه جرحاً آخر ولد مجدداً ومزقته الأيام بأصنافها فآلمه الوقت وعندها أعود حاملة كلماتي التي بدأت تفر وتتناثر قبل وصولها إلى حافة الكلام لألقيها على مسامع الحياة علَّني أسمع منها الرد السريع.
أنظر إلى القدر نظرة ملّها التعب وأضناها الغموض علَّه يشفق عليَّ بأيامه ويطلب من الحياة أن تنتهي قصتها الحزينة وأن تسدل عليها ستار الأمنيات.