لأجلس بانتظارك على منضدة متعبة في زاوية مقهى مبعثرة أوراقي...ممزقة ذكرياتي. رقص أمثالك فوق الجراح الخجولة...ولكنك يا سيدي تنهار أمامي بسذاجة كل الأشياء أراك منعدماً مهجوراً تجرف الليل وتحطم
رعونة الأرصفة...ما عاد ذلك الصوت يصرخ في مخيلتي ولم أعد أرسمك حنيناً ووطناً.
ما عدت أسرق منك عطرك ولا أصنع من فضائك فسحة مني.
ما عدنا نقرع حكايا القديسين فقد ضاق بنا الغيم في لحظة أخيرة أرهقتك وأرهقتني كررتك كثيراً وكررت نفسي أكثر..على رصيف شاحب برسم البيع في سماء قاحلة وأرض غائمة..كنت أفهم تفاصيلنا في تلك القصيدة الحمقاء..كنت أستسيغ فيك رائحة العطش...
وكم رقصنا معاً..كم ارتكبت مني حماقات وارتكبت فيك أكواناً..وكم بررت لنفسي وكم بررت لنا...أن نسرق شعور الشجر في ليلة ماطرة..أن نصنع من دمية ثرثارة قبراً لنا ونحن نحترق.
أن نغيب أنفسنا تحت موقد السماء لعل اقتحام الدنيا يكون أسهل..لعل السقوط في وقت الخريف أرحم من الإغراق في المطر.
تعبت..تعبت من إفراطي في رقصتي الأولى..تعبت من غربتي واستغرابي ما أصعب التورط في رجل وعاصفة وغربة..ما أصعب أن أكتشف أن الرحيل فقط للغرباء وأن أنسى أني غريبة وأنك أغرب...
الخنساء أنا..وإن شئت زنوبيا..بلقيس تحاكيني وكليوباترا حكاية مني.
يا أيها الهيكل القابع في جوع الأرض والأخيلة.
أتظن أنك ترسمني ثم تمحوني..إنك تابعي منذ تكويني..ما أنت إلا وشاح من غبار يخنقني..يدفئني على عنقي بلا حاجز يسميني بلا عنوان...