ما يكرّس وجهة النظر القائلة بكون مونرو رمزاً للغموض هي التي عُرفت على الدوام، رمزاً للإثارة و الجمال.
يُقال إن مونرو أرادت أن تُظهر نفسها كممثلة جادة بعيداً عن صورة الإغراء و الإثارة التي أُلصقت بها.. و بسبب هذا التناقض بين رغبتها المكبوتة و ما آل إليه حالها في الفن، أصابتها مشكلات نفسية خضعت على إثرها للعلاج فأدمنت عقاقير طبية.
في إحدى الرسائل التي كتبتها قبل وفاتها، تبين المرارة و الصراع الذي تحياه، بقولها: (لدي إحساسٌ عميق بأني لست حقيقة تماماً، بل إنني زيف مفتعل و مصنوع بمهارة، و كل إنسان يحس في هذا العالم بهذا الإحساس بين وقت و آخر، و لكني أعيش هذا الإحساس طيلة الوقت، بل أظن أحياناً أنني لست إلا إنتاجاً سينمائياً فنياً أتقنوا صنعه).
مونرو.. الأسطورة.. الرمز.. النموذج.. ساحرة الجماهير و معبودتهم.. احتفل مؤخراً بذكرى مرور خمسين عاماً على وفاتها التي تصادف الخامس من آب عام 1962م.. و كان مهرجان كان بنسخته الأخيرة أيار2012 م أحيا هذه الذكرى فزيّنت صورتها الملصق الرسمي للمهرجان.
ولدت مونرو في الأول من حزيران عام 1926م، في لوس أنجليس، كانت ثمرة لعلاقة غير شرعية، عُمّدت باسم نورما جون بيكر نسبة إلى والدتها التي لم تحدد من هو والد ابنتها، تخلت والدتها عن تربيتها فأرسلتها إلى دار للأيتام.. تنقلت الطفلة نورما بين العديد من الأسر البديلة.. و تعرّضت لتحرّشات لا أخلاقية. تزوجت من أحد جيرانها عندما كانت في السادسة عشرة.. لينتهي الزواج بعد أربع سنوات.
عملت مونرو في بداية حياتها بأحد مصانع الذخيرة. هناك لفتت انتباه مصوّر حربي جعل صورتها غلافاً لمجلة (يانك) العسكرية.. ماحقق لها شهرةً واسعة كفتاة مثيرة و هي في عمر التاسعة عشرة.
كممثلة، تمّ اكتشافها عن طريق مشروع لرونالد ريغان حين كان ممثلاً، أراد من خلاله اكتشاف الممثلين الجدد حينها كانت اشتهرت كموديل.. و هكذا ذاع صيت الفتاة نورما فكانت انطلاقتها عام 1945م.. و نصحتها وكيلة أعمالها بتغيير شكلها الطبيعي.. بدّلت لون شعرها إلى الأشقر و وضعت تقويم أسنان.. و يقال إنها عدّلت فكّها و أنفها.. لتنطلق في هوليوود باسم مارلين مونرو.
واكب ظهور النجمة الصاعدة فترة ما بعد الحرب العالمية الثانية الفترة التي أرادت فيها أميركا تحسين صورتها عالمياً.. فكانت الوسيلة الدعائية التي استخدمها ترويجاً لصورة البلد الحلم.. أصبحت مارلين نموذجاً أنثوياً عن المرأة الحلم.. نظيراً مصغّراً عن أميركا البلد الحلم.. و هو ما جعل النقاد يرون أنها (مصنوعة ليس فيها شيء من الحقيقة).
تقول صاحبة كتاب (مارلين من الألف إلى الياء) الناقدة إيزابيل دانيل (عندما يُعترف بموهبتها في التمثيل يأتي ذلك على مضض).. و تضيف (لكننا رأيناها تتقدّم من فيلم إلى آخر).
تزوجت مونرو ثلاث زيجات.. لم تدم أي منها طويلاً. الثانية منها كانت من لاعب البيسبول جو ديماجيو الذي شعر بغيرة شديدة أثناء تصوير إحدى لقطات فيلم من أفلامها.. تلك التي يطير فيها فستانها الأبيض.. فكان الانفصال بعد زواج لم يطل أكثر من أربعة أشهر. ربما كانت زيجتها الثالثة من الكاتب آرثر ميلر الأكثر سعادةً مع أنها لم تخلُ من الخلافات التي أدت إلى إنهاء الزواج لا سيما عندما علمت مونرو أن السبب الوحيد لبقاء ميلر معها هو الشفقة.
و يشاع أنها ارتبطت بعلاقة غامضة مع الرئيس الأميركي جون كيندي. لم تثبت إلى اليوم صحة هذه العلاقة لكنها بقيت سبباً إضافياً لزيادة الاهتمام بالشقراء.
قبل وفاتها بأسابيع، شاركت في جلسات تصوير مع المصور الأميركي بيرت سترن.. حيث ستعرض هذه الصور في مدينة بادربورن الألمانية تحت عنوان (الجلسة الأخيرة).
وفاتها كانت في الخامس من آب عام 1962م في حادثة سُجلت انتحاراً بالحبوب المنوّمة و الكحول.. لكن يرى الكثير من معجبيها أنها ماتت مقتولة بيد المخابرت الأميركية بسبب علاقاتها السريّة وامتلاكها وثائق خطيرة.