إنها القيم
عين المجتمع الأثنين 27-8-2012 غصون سليمان في زمن أصبحت فيه تجارة القيم تباع وتشرى كأي سلعة رخيصة بخسة الثمن ، فمن الواجب على مايبدو أن نتذكر اليوم وكل يوم المثل القائل «قل لي من ترافق ، من تصاحب ،
من تعاشر، أقل لك من أنت » على اعتبار أن منظومة القيم التي يمتلكها المرء هي جوهر الإنسان والحياة وبدون هذه القيم الفاضلة فالحياة غير جديرة بأن تعاش ، بعد ماشاهدناه من ممارسات لاأخلاقية ولاتنتمي إلى أي قيمة فاضلة من قبل مصدري لوائح حقوق الإنسان وممولي رعاة البقر ومنفذي الإرهاب والإجرام على الأرض في بلدنا الحبيب.
إن مجموعة القيم النبيلة هي سلوك وممارسة وتعبير وهدف ينير مستقبل أعمالنا في مجتمع متعدد التكوين ننفعل فيه ونتفاعل طالما القيمة يجب ألا تنحصر بمستواها ومكوناتها الفردية المنزوية في لباس الأنانية السلبية بل لابد أن تتفاعل مع محرضات الوعي والإدراك لغنى مفهوم القيم الأخلاقية والتربوية والاجتماعية وكل مايعني الإنسان في حياته ، هذه القيم التي من الواجب أن نتعاون جميعاً على بنائها بدءاً من الأسرة المؤسسة الاجتماعية الأولى مروراً بمؤسسات تربوية نظامية من رياض أطفال ومدارس وجامعات ومنظمات وهيئات المجتمع المدني وأحزاب سياسية وغيرها. كلها يجب أن تعمل ضمن إطار واحد لبناء مواطن يحمل من القيم مايستحق أن ينال شرف المواطنة الحقة وأولى هذه القيم محبة الوطن وقيم الغيرية على الوطن وقيم محبة الآخر والتسامح مع الآخر والسعي بكل الإمكانيات لبناء وتطوير هذا الوطن الذي نعتز به والمحافظة عليه فكل شيء يمكن تعويضه إلا كرامة الوطن التي لاتتجزأ عن مفهوم الانتماء بالهوى والهوية والقول والفعل في الممارسة والسلوك... إنه الوطن القيمة والقيم التي تختصر كل مقومات الحياة على الأرض فلنكبر بقيمنا ونسمو بأفعالنا...
|