فالغضب هو حالة انفعالية، يتدرج من الغضب البسيط كالاستثارة والشعور بالضيق حتى الغضب الشديد المتمثل بالتمزيق والتدمير والهياج الشديد قد يصل إلى حد العنف.
يظهر الغضب لدى الطفل كلما تعرض إلى مشكلة لايستطيع فهمها أو حلها أو تجاوزها، لذا نرى الرضيع يبكي بحرقة إذا أحس بالجوع، ولايستطيع الوصول إلى زجاجة الحليب التي بجواره، كذلك يصرخ الطفل عند حرمانه من لعبته المفضلة، فيشعر الطفل بالغضب آنذاك، ويستخدم صوته وجسده للتعبير عن شعوره.. فماهو الشعور بالغضب؟ هو إثارة العواطف لدى الطفل يتمثل التعبير عنه بسلوك حماسي قوي، إما بتعبير لفظي أو حركي أو بسلوك عدواني يصعب في معظم الأحيان ضبطه والسيطرة عليه.. كما يحدث عند بعض الكبار، فيصبح الجسم موضع التبادلات الفسيولوجية والعصبية، ممايؤدي إلى احتقان الوجه في حال توسع الشرايين أو يشحب إلى درجة الاصفرار في انقباض الشرايين، كما تزداد سرعة التنفس والتصبب عرقاً.. وهناك نوعان للغضب، هما الغضب الإيجابي، الذي يظهر على صورة صراخ واهتياج وتمزيق وتدمير الأشياء، وعادة مايصاب بهذا النوع الأطفال الانبساطيون .. أما النوع الآخر، وهو الغضب السلبي الذي يظهر بصورة انسحاب وانطواء مع كبت، وكتمان للمشاعر، حيث يرفض الطفل تناول الطعام أو الذهاب إلى المدرسة أو الخروج للنزهة، وتظهر هذه الحال لدى الأطفال الانطوائيين.
أسباب ومصادر ..
إن معظم أسباب ومصادر الغضب لدى الأطفال تأتي من الآخرين، وبالأخص من الوالدين والإخوة أو زملاء المدرسة، إن من أهم هذه الأسباب إجبار الطفل على القيام بعمل مالايريده، كإعطاء أخيه جزءاً من الحلوى التي معه، أو إحضار غرض لأخيه الأكبر..
إصدار الأوامر العديدة والمتكررة غير المبررة من قبل الوالدين، ممايساهم في تراكم الضغوط النفسية لديه التي بالتالي تجعله يقوم بالانفجار غضباً في لحظة ما، كأن تأمره والدته بألا يرتدي هذا البنطال مراراً وتكراراً أو لايستذكر دروسه أمام التلفاز أو عدم التحدث لصديقه مما يعرقل من حرية الطفل ونشاطه.
تكليف الطفل بأعمال تفوق قدرته، وتأنيبه عند التقصير، كأن يحفظ جزءاً كبيراً من درسه أو إنهاء واجباته المدرسية في زمن قليل أو أن يقوم بتحضير غير المطلوب منه من دروس، مما يصيب الطفل بحالة من الإحباط النفسي، فمعرفة قدرات الطفل في أداء الواجبات المفروضة عليه أمر مهم جداً على الوالدين التنبه له.
عندما يفقد الطفل أحد ألعابه المفضلة أو أن يقوم أخوه بأخذها أو كسرها، يشعر بالغضب كرد فعل طبيعي.
كذلك يثور الطفل عند انتقاده أو لومه أو توبيخه أمام أشخاص لهم مكانة لديه.
التد ليل الشديد للطفل والاستجابة لجميع طلباته، فإن حدث عدم تلبية لرغبة ما ولسبب ما، يتسبب ذلك في نوبات من الغضب الشديد، والعكس صحيح ، فالقسوة الشديدة وعدم تلبية أي من رغبات الطفل يؤدي إلى الشعور بالحرمان والاضطهاد الذي بدو ره يؤدي إلى ظهور نوبات الغضب والعدوانية لدى الطفل.
إن إزالة جميع الأسباب المزعجة التي يمكنها إثارة الطفل والمؤدية إلى نوبات الغضب من الأمور المهمة والأساسية في العلاج، كعدم تعريض الطفل لأوامر كثيرة وعدم تكليفه بأمور تفوق طاقته وقدراته ، وفي حال غضب الطفل يجب على الأم التزام الهدوء والتحكم في ثورتها أمام الطفل والكف عن التوبيخ والصياح حتى تستطيع امتصاص غضب الطفل وتهدئته .
- تخصيص وقت كاف للعب مع الطفل ومشاركته طفولته وأفكاره... وعدم إخضاعه لجدول غير مرن من حيث مواعيد الدروس، والنوم .
- تجنب التناقض بين الوالدين في تربية الطفل، الأمر الذي قد يزلزل تفكيره ويجعله في حالة تخبط وانزعاج شديد مما يؤدي إلى انطوائه ، كما أن الابتعاد عن إثارة الطفل بالانتقاد أو التخويف أو الإذلال من أهم سبل علاج نوبة الغضب لديه، الأمر الذي يساعد على تهدئته.
- البعد عن الانفعال في تقييد حرية الطفل أو إرغامه على الطاعة بدون إقناع أو حوار ينمي ثقته وتجنبه الشعور السلبي بالإحباط ، مما يجعله شخصية سوية لا تلجأ لحالات الهياج والصراخ للتعبير عن الغضب أو الرفض.
- إعطاء الطفل الفرصة لممارسة هواياته والوقت الكافي للعب والتنفيس عن طاقته ، فالطفل الغضوب محروم من ممارسة اللعب واللهو، كما يجب مكافأته عند قيامه بالواجبات والأعمال المفروضة عليه .