وتاريخه ووطنيته وذلك لأسلوب السرد المتبع فيه ولكن وبفضل خبرات وجهود الفريق الوطني وضمن إمكانات بسيطة استطاعوا انجاز تغيير جذري في بعض المواد وتعديل وتطوير في مواد أخرى لتتجه إلى المرونة والسلاسة اكثر .
وحتى نستطيع الغوص أكثر في تفاصيل هذه التغييرات التي طرأت على هذه المواد التقينا بالموجه الأول لكل مادة على حدة فكان اللقاء الأول مع الموجهة الأولى في مادة الجغرافيا السيدة سهام بلوط حيث أجابت على الأسئلة التي دارت حول الجهود التي بذلوها في سبيل هذا الانجاز وعلى المعايير المتبعة في هذا التغيير والهدف منه وهل سيأتي بنتائج ايجابية وملموسة على ارض الواقع فحدثتنا قائلة : التغيير بشكل عام خاضع لوثيقة المعايير الوطنية المنبثقة من السياسة التربوية السورية فلكل مادة معاييرها وقد شكلت مع غيرها من المواد كلا مترابطا ومتكاملا فالجغرافيا لا تنفصل عن مادة التاريخ أو القومية وهي تلامس المواد الأخرى بشكل أو بآخر فتجمع فيما بينها مفاهيم واحدة مثل العلوم واللغات الأجنبية .
وتابعت قائلة : بدأنا بالعمل على بعض النظم تحت اسم دراسات اجتماعية والتي كانت من الصف الأول حتى السادس ومن ثم أصبح لكل مادة هويتها الخاصة بها حتى نهاية المرحلة الثانوية وضمن النهج التربوي السوري فقمنا بالتركيز في المنهاج الجديد على الأجزاء المغتصبة من الوطن العربي مثل فلسطين ولواء اسكندرون وترسيخ القيم الوطنية في الحفاظ على أرضنا وممتلكاتنا ومحاربة الأعداء الصهاينة والدفاع عن حقوقنا وذلك كله في تكامل واضح مع المواد الأخرى فيكمل بعضها البعض، فمثلاً عند دراسة تاريخ سورية يجب أن تكون هناك معلومة جغرافية تتعلق بموقعها, وقد قمنا بشرح واف في هذه المواد وهذا الشرح يكون للفهم والاستيعاب وليس للحفظ البصم يستطيع الاستفادة منها خلال مسيرة حياة الطالب.
ولمساعدة الكادر التدريسي في عمله كان لابد من اتباع دورة الطرق التربوية للمعلمين والمدرسين والتدريب على طرق التقويم الحديثة للطلاب والتي لا تهدف إلى جمع العلامات فحسب بل حتى يتلقى المهارة اللازمة للتعلم و يصبح الطالب مساهماً في العملية التعليمية أيضاً فمثلاً عندما نشرح له مفهوم الموقع فنقوم بشرح هذا المفهوم من الصف الأول حيث نعرفه به من حيث يسكن التلميذ، من البيت الذي يقع ضمن الحي الذي يسكن فيه ويقع ضمن المدينة والتي تقع في سورية وسورية التي تقع ضمن الوطن العربي وهكذا نتدرج في شرح المفاهيم الجغرافية حتى تصبح أكثر تفصيلاً و أوسع في المرحلة الثانوية .
التربية القومية.. وفلسفة المناهج
أما الحديث مع الموجه الأول لمادة التربية القومية السيد محمد اللكود فقد كان لها نكهة أخرى ونبقى ضمن المعايير الوطنية التي من خلالها حصل التغيير في هذه المواد وبما أن لكل مادة معاييرها وأهدافها فكان الهدف من مادة التربية الوطنية كما حدثنا قائلاً : هو ربط التلميذ أو الطالب ببيئته بشكل مباشر وتنمية روح المواطنة لديه والالتزام بالقضايا الوطنية والقومية والعالمية لخلق إنسان علمي بتفكيره ثم قمنا بالتركيز على تنمية المهارات العليا للتفكير والابتعاد عن الحفظ والتذكر حتى أصبح التعليم فعالاً أكثر ومرتبطاً بالواقع مع الاستفادة من خبرة وتجارب هذا الواقع .
وتابع قوله : كان الأسلوب في المناهج الأولى يعتمد على سرد المعلومة للطالب أو التلميذ باعتباره متلقياً للمعلومة ولا يستطيع مناقشتها أو تحليلها أو اتخاذ موقف منها أما الآن فالمناهج المطورة قائمة على تقديم أساسيات المعرفة وبعدها يترك للتلميذ والطالب المعلومة لاستكمالها بمناقشتها وتحليلها واتخاذ المواقف منها من خلال تعزيز مهارات التفكير العليا من تحليل وتركيب ويساعد على ذلك وجود منظم متقدم ومستندات ضمن الدرس ساعدت على تحقيق هذه الغاية ما جعل التلميذ أو الطالب يشارك في الفهم وشرح الدرس كما يساعد هذه المنهاج على تعزيز المهارات لدى التلميذ فكلما ارتفعنا بسلم التعليم إلى أعلى بشكل عامودي أو أفقي بما يوازي الانطلاق من المحسوس إلى المجرد والاستفادة من المعارف العلمية المتراكمة من المهارات المعززة كلما زاد السلم التعليمي مهارات ومعارف في البعد الأفقي وهذا الأسلوب في التعليم يدعى الشكل اللولبي .
آلية التأليف
بشكل عام تشمل المعلومات في الصف التاسع القضايا الوطنية ثم القومية وفي بعض المواضيع ذات التخصص العالمي مثل المنظمات الدولية والمفاهيم السياسية فالنص يعطينا فكرة متجانسة ومترابطة بالإضافة إلى إعطاء جرعة علمية أكثر من الكتب السابقة والتركيز على المواطنة العالية والحقوق والواجبات وعلى مؤسسات الدولة والحفاظ على الممتلكات العامة والخاصة وربط التعليم بالواقع فهو كتاب علمي سياسي بآن واحد وهذا يساعد في تنمية شخصية الطالب ويربطه بواقعه ويحس بوجوده بشكل أقوى .
التاريخ بعد التعديل ....
أما في مادة التاريخ فقد حدثنا الموجه الأول الأستاذ أحمد صالح قائلاً: لقد قمنا بتنزيل دروس إلى الصف الثامن وقللنا بذلك من عدد الدروس في التاسع ومنها على سبيل المثال ( اليقظة العربية والاستعمار العثماني وثورة عرابي ونابليون ) الآن في منهاج التاسع بدأنا بالحكم العربي من الثورة العربية إلى الحكم العربي في سورية والاتفاقيات الاستعمارية وأصبحت المعلومة تعتمد على التفكير من خلال المقارنة بين اتفاقية واتفاقية أخرى .
وقد جمعت الدروس المتعلقة بسورية مع بعضها بدءاً من إنذار غورو ومعركة ميسلون حتى الحقبة المعاصرة وهي مرحلة التطوير والتحديث .
وقد زود الكتاب بجملة من الوثائق والصور والخرائط التي تساعد الطالب على البحث وأصبحت المعلومة فيها عمق أكثر وترابط وتسلسل تاريخي أكثر وهذا يأتي بالتوازي والتكامل مع المواد الأخرى فالكل مرتبط بعضه ببعض، بالإضافة إلى تعزيز القيم الوجدانية كالاعتزاز بأبطال الوطن والدفاع عن الأرض والتشبث فيها واستعادة الأراضي المحتلة وكلها نراها من خلال الدرس وطريقة التدريس التي تجعل الطالب أو التلميذ فاعلاً ومشاركاً أكثر ويوجد ما يسمى ( دليل تدريسي للمعلم) يساعده في التحضير للدرس بشكل أفضل .
أما في الثانوية فتصبح المعلومات نفسها في التاسع ولكن بشكل موسع وبشكل أكبر يتناسب مع الطلاب في هذه المرحلة .