علاقة الجمهور بالسينما وشرط « الصالة »
سينما الأثنين 27-8-2012 فؤاد مسعد مما لا شك فيه أن أحد أهم شروط اكتمال العرض السينمائي هو الصالة ، ومهما حاولنا أن نستعيض عنها باقتراحات أخرى من خلال شاشات متطورة داخل المنزل أو عروض في قاعات
أو مراكز ثقافية ، يبقى للصالة السينمائية طقسها الذي لا ينافسها عليه أحد ، ولكن في ظل ما تعانيه السينما وجمهورها .. هل باتت مشاهدة الفيلم داخل الصالة السينمائية شرطاً لازماً للقول إن لدينا جمهوراً سينمائياً ؟ هل الاتهام الذي يردده بعض السينمائيين حول غياب الثقافة السينمائية صحيح ؟ أليس تهافت الكثيرين على اقتناء أحدث الأفلام وأهمها ومشاهدتها منزلياً وإن عبر أقراص (DVD) يعكس في أحد أوجهه وجود جمهور سينمائي بشكل أو بآخر ؟ لماذا ننسف وجود جمهور يمتلك ذائقة ووعياً وثقافة سينمائية لمجرد انعدام وجوده في الصالات !؟..
ليس خافياً على أحد أسباب هجر الجمهور للصالات ، ولسنا هنا بصدد تكرار الأسباب ، وإنما نسعى للتأكيد على فكرة هامة وهي أن لدينا جمهوراً سينمائياً حقيقياً بغض النظر عن وجود الصالة ، فكل يقوم بالتعبير عن توقه للسينما وعشقه لها بطريقته ،هناك من يتابع التظاهرات السينمائية التي تقدم خيارات مختلفة ومتنوعة ، وهناك من يدفع الثمن المرتفع للبطاقة ويذهب لدور العرض المريحة ذات التجهيزات الراقية ، وهناك من وجد حلولاً أخرى قد تنتقص من شروط العرض ولكنها تقدم في النهاية وجبة سينمائية تغذي الروح والوجدان والعقل .
كلامي هذا لا يعني الاستكانة للوضع الراهن ، ولا بد من نهضة على صعيد الصالات ، فبعد تحديث عدة صالات للقطاعين العام والخاص وافتتاح صالة كندي دمر في دمشق والوعود بإنشاء صالات عرض في المولات التي ستُقام هناك أمل بأن يعود للصالات ألقها (وإن بعد حين) ، ولكن النقطة الارتكازية التي لا بد من أن تؤخذ بعين الاعتبار هي وجود الجمهور الذي يمتلك قسماً كبيراً منه ثقافة سينمائية جيدة ، وإن لم يكن من رواد الصالات إلا أن لديه حافزاً وحباً ليعيش أجواء الحراك السينمائي الحقيقي وهو يعي تماماً أن السينما ليست عبثاً ترفيهياً وإنما هي أداة ثقافية إعلامية ، لا بد أن تأخذ مسارها الطبيعي مع الأيام ، ووجود هذه الأرضية الصلبة التي يشكلها الجمهور تدفعنا للإيمان بأن هناك مكاناً متقدماً للأمل بالقادم من الأيام من أننا سنشهد حراكاً مختلفاً سينمائياً يكون للجمهور دوره الفاعل فيه ، فالسينما في سورية تستحق الدعم و العناية لأنها بأحد أوجهها واجهة حضارية وإعلامية وثقافية ، فإن أخذت مكانها المنشود وتحققت شروط العرض الصحي سرعان ما سيدب الدفء في الصالات الباردة .
|