تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


إقرار بالفشل والخذلان

نافذة على الحدث
الخميس 11-8-2011
حسن حسن

تصر إدارة الرئيس باراك أوباما على المضي قدماً في سياسات ومواقف وقرارات جلبت للشعوب الكوارث والويلات بدءاً من تدمير دول وتغيير أنظمة والفتك بمئات آلاف البشر، وصولاً إلى إفقار هذه الشعوب ، وتحطيم الاقتصاد العالمي.

عندما يعترف أوباما بأن الاقتصاد الأميركي في خطر ألا يعني ذلك أن الإدارة الحالية هي التي أوصلت أقوى اقتصاد في العالم إلى هذه النتيجة ، ومثل هذه الكارثة لا يمكن لفلفتها بكذبة هنا وخدعة هناك وتضليل هناك، كما درجت عادة هذه الإدارة على مدى الأعوام الماضية، ولو كان بإمكان أوباما اقناع الأميركيين والعالم بأن سبب الأزمة المالية العالمية والأميركية هو سياسات ومواقف سورية وإيران لما توانى لحظة واحدة عن فعل ذلك!!‏

عندما بدأ أوباما بتنفيذ استراتيجياته الجديدة كان يظن أنه يصنع مجداً للولايات المتحدة ويجعلها قائدة العالم بلا منازع على الصعد كافة من السياسة إلى الاقتصاد. وكان يريد للنموذج الأميركي أن يعمم على دول العالم قاطبة.‏

لكن النتيجة المنطقية لكل هذه السياسات والممارسات هي ما نراه اليوم، وما يقوله الخبراء والسياسيون والمؤرخون : العالم صار أكثر عنفاً ورعباً وعدم استقرار وفوضى والنظام الرأسمالي برمته في دائرة خطر الانهيار.‏

الثمن الباهظ لا يدفعه الشعب الأميركي وحده من أموال دافعي الضرائب ودماء الشباب الأميركي الذين أرسلتهم الإدارة الأميركية إلى جحيم أفغانستان والعراق فحسب، بل الثمن تدفعه الشعوب قاطبة. أليس من حق الأميركيين أن يسألوا ادارتهم اليوم عن المكاسب التي جلبتها لهم؟ وهل أثمر اللهاث وراء النفط لنهبه، ووراء محاولات تنفيذ وصايا التلمود والايديولوجية الصهيونية نفعاً ومكاسب ومزيداً من الرفاهية للشعب الأميركي؟‏

وهل صارت الديمقراطية المعلبة على الطريقة الأميركية بضاعة مطلوبة ومرغوباً بها في دول العالم وباتت حقوق الإنسان مصونة، وأيضاً على الطريقة الأميركية المجربة في أبو غريب وغوانتانامو والسجون الطائرة والعائمة؟!‏

اعترف أوباما بأن الاقتصاد الأميركي في خطر. وهذا ليس اعترافاً بل هو إقرار بالفشل والخذلان وبانتكاسة خطيرة للسياسات التي انتهجها هؤلاء . لكن الاعتراف بالخطأ لم يسمعه أحد، فالمكابرة والعناد والعنجهية لا تزال جميعها تسيطر على عقلية هذا الفريق الذي قاد العالم إلى المهالك.‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية