حضرت قينة - جارية مغنية - مجلساً فتغنت فأجادت، فقام إليها شيخ من القوم،
فجلس بين يديها وقال:
- كل مملوك لي حر، وكل امرأة لي طالق، لو كانت الدنيا كلها صرراً في كمي - صرر نقود - لقطعتها لك - أي أعطيتك إياها - فأما إذا لم يكن، فجعل الله كل حسنة لي لك، وكل سيئة عليك علي، قالت:
- جزاك الله خيراً، فوالله ما يقوم الولد لوالده بما قمت به لنا.
وهنا، قام شيخ آخر وقعد بين يديها وقال لها:
- كل مملوك لي حر، وكل امرأة لي طالق إن كان وهب لك شيئاً، ولا حمل عنك ثقلاً، لأنه ما له حسنة يهبها، ولا عليك سيئة يحملها عنك، فلأي شيء تحمدينه؟!
- وذكر صاحب «ذيل زهر الآداب» أن أحمد بن أبي طاهر، كان قبيح الوجه، وكان له جارية من أحسن النساء، فضحك لها يوماً، فعبست في وجهه، فقال لها:
أضحك في وجهك فتعبسين في وجهي!
فقالت:
- نظرت أنت إلى ما سرك فضحكت، ونظرت أنا إلى ما ساءني فعبست..