تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


نيتشه .. عراب الحداثة

عن لوبوان
ثقافة
الخميس 11-8-2011
ترجمة: مها محفوض محمد

لا يـــزال نيتشــــه بأفكـــــاره عــراب الحداثة بين أكثر الفلاسـفة الأوروبــيين هذا ما توصل اليه الباحث ميشيل اونفريه في كتابه الاخير «حياة فريدريك نيتشه غير المعروفة ».

اونفريه المختص بكل من فرويد و نيتشه يسلط الضوء على أفكار هذا الفيلسوف الالماني المولود عام 1844 في روخن و الذي تعتبر طروحاته: موت آلهة القرن العشرين.. العدمية الأوروبية.. انقلاب القيم.. الرجل السوبرمان. من الطروحات التي حاولت إنقاذ أوروبا المنهارة خلال الحربين العالميتين.‏

يقول أونفريه: يعد غوتيه من أشهر الفلاسفة الألمان وأبرز شعرائهم الذين دافعوا عن تطور النباتات و قدموا عرضا لتحول المخلوقات من حالة إلى حالة غير إن نيتشه جاء بدياليكتيكيه تنادي بتحول الحيوانات إلى الانسان كالجمل مثلا وذلك للدلالة على أن هناك مرحلة من مراحل الحياة يتحمل الانسان فيها أثقالا مريرة كالحزن و الالم فهناك زمن للإبداع و هناك زمن اخر لبراءة التحول وهذا هو الزمن الذي دعاه نيتشه بزمن فارغنر.‏

في عام 1865بدأ تاثير شوبنهاور المتشائم يظهر في أفكار و طروحات نيتشه فشوبنهاور الذي رأى أن الحياة على غرار رقاص الساعة تتأرجح بين الألم و السأم اقترح حلاً بإيقاف هذه الحركة و قد استهوت تلك الافكار نيتشه الذي بدأ يعجب بفارغنر وكان يزوره في بيته ولم تنته حرب 1870 حتى ظهرت لنيتشه: «ولادة تراجيديا» تتناول المسرحيات التراجيدية اليونانية والتي عالجها بأسلوب نيتشي.‏

و يتابع أونفريه في حياة نيتشه حين هجر فارغنر وشوبنهاور و عن مشاهداته مآسي الحرب والكراهية التي بدأت تظهر في مؤلفاته، كراهية الحياة و المشاعر و الجسد و كل ما هو مادي حيث راح يكتب في تلك المرحلة مؤلفه الشهير « نيتشه مقابل فارغنر».‏

و كان الموت يؤرق أفكاره وكتاباته انذاك و بدأ المرض يزحف الى جسده بعد أن أصيب على غرار عمه بالسيفليس الذي انتقلت عدواه إليه من إحدى مغامراته و كان في تلك المرحلة يعمل استاذاً لفقه اللغة و يتنقل بين عدة دول أوروبية منها رابالو، سيلفابلانا، سورينتي و البندقية و جنوا، كما هجر المانيا و استقال من منصبه ليتفرغ للكتابة و تدوين مذكراته اذ كتب خلال تلك المرحلة اعترافات لسيرة ذاتية ليس إلا.‏

أما العالم المثالي فهو يرفع من الفكر و يحط من المادة لأن الفكر موجود بحد ذاته و لا يحتاج إلى العالم ليثبت أنه كائن.‏

لخص نيتشه أفكاره في عدة أعمال مثل «المعرفة السعيدة »،« سقوط الالهة » و « هكذا تكلم زرادشت ».‏

و يظهر تأثره في أعماله تلك بكل من أفلاطون وشوبنهاور وكانت وديكارت و يلخص في تلك الروائع فكره بالقول: هناك واقع ملموس هو إرادة القوة،و هي الفكرة المركزية التي تدور حول رائعته « هكذا تكلم زرادشت »، و إرادة القوة ليست بحثاً عن العظمة لكنها مبدأ الحياة فتلك الإرادة هي الحياة.‏

أما في رائعته الاخرى « سعادة المعرفة » يجعل نيتشه من أبقراط معلم الحكمة الوجودية كما يناشد في تطلعاته في تلك المرحلة حديقة أبقراط التي تستعد لاستقبال المفكرين الاحرار.‏

و في تلك المرحلة احتلت كل من الفتاة الروسية وصديقه بوليري مكانة كبيرة في قلب الفيلسوف حيث أقام الثلاثي في منزل واحد جمعهم حب أفلاطوني غير أن حبه لسالومي انتهى بالانفصال.‏

توفي نيتشه مبكراً بعد أن نهشت الأمراض جسده عام 1900.‏

يقول اونفريه: غير أن أفكار نيتشه لا تزال قائمة فهو الذي نادى بموت الآلهة بينما الآلهة ترفض أن تموت ولاتزال تدمّر.‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية