تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


رهانات فاشلة

حدث وتعليق
الخميس 11-8-2011
ناصر منذر

المواقف التصعيدية الخارجية ضد سورية جاءت لتتوج حالة الإحباط والمأزق الذي اصطدم به المراهنون على جر البلد نحو الفوضى وعدم الاستقرار,

فهي ترافقت مع انجاز الجيش لمهمته الوطنية في تطهير حماة وبعض المناطق الأخرى من الجماعات الإرهابية المسلحة بناء على طلب الأهالي الذين روعتهم جرائم تلك المجموعات أولا, وبعد نفاد كل الوسائل والسبل التي اتبعتها القيادة السياسية لإنهاء الأعمال المسلحة ثانيا .‏

فالدول الغربية وعلى رأسها الولايات المتحدة الأميركية وضعت كل ثقلها من أجل استمرار أعمال القتل والتخريب, ودفعت ملايين الدولارات لدعم المجموعات المسلحة لتمرير مشروعها الاستعماري الجديد الذي بدأ يلفظ أنفاسه الأخيرة, ولذلك فهي تريد الآن من خلال تصعيد ضغوطها إعطاء جرعات دعم إضافية للعصابات المتبقية علها تعيد إليها الأمل في تحقيق ما عجزت عنه طوال الفترات الماضية .‏

الجميع بات يعلم حقيقة ما تضمره الدول الغربية تجاه سورية, ولكن المستهجن أن تنساق بعض الأطراف العربية وراء رغبات تلك الدول, مع علمها اليقين بوجود مجموعات إرهابية مسلحة, ولديها من البيانات والدلائل ما يؤكد هذه الحقيقة, فقد سبق لكل سفراء الدول المعتمدين في دمشق أن اطلعوا عن كثب على حقيقة ما يجري, وشاهدوا بأعينهم المقابر الجماعية التي اكتشفت, وآثار التمثيل بجثث الشهداء من أفراد الجيش وقوى الأمن, ومع ذلك فان بياناتهم خلت من أي إشارة أو إدانة لما ترتكبه المجموعات الإرهابية تلك, وتجاهلت كل الخطوات الإصلاحية التي بدأت تطبق على أرض الواقع .‏

حقيقة الأمر أن الدول الغربية يقلقها كثيرا أن ترى سورية قوية منيعة, ويقلقها أكثر التفاف الشعب حول قيادته, وتأييده ودعمه لدور الجيش في مهامه الوطنية, وقد حاولت منذ البداية أن تخلق حالة شرخ بين القيادة والشعب والجيش, لكنها أخفقت بفضل وعي الشعب أولا, وحكمة القيادة ثانيا, وتمسك الجيش بثوابته الوطنية والقومية ثالثا, وعندما أخطأت في حساباتها وتقديراتها عمدت لتصعيد ضغوطاتها وتهديداتها في محاولة يائسة لتأزيم الوضع, ولكن محاولاتها تلك ستبوء بالفشل كسابقاتها .‏

لقد واجهت سورية العديد من المؤامرات والضغوط دون أن تنال من ثوابتها ومواقفها, لأنها لم تصغ يوما إلا لإرادة شعبها, ولم تعمل إلا وفق ما تمليه مصلحتها الوطنية العليا, ولذلك فهي اليوم أكثر عزما وتصميما على مواصلة مسيرتها الإصلاحية, وأكثر تمسكا بنهجها المقاوم والرافض لكل مشاريع الهيمنة والتقسيم .‏

nssrmnthr602@gmail.com

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية