وسط مخاوف من احتمال انتقال عدوى الاحتجاجات الى الدول الاوروبية الاخرى ولاسيما في ظال معاناة عدد من دول الاتحاد الاوروبي من ازمة اقتصادية خانقة ومشكلات اجتماعية عدة.
الاحتجاجات تلك جعلت الحكومة البريطانية تكثف تعزيزاتها الامنية التي قدرت بنحو 16 ألف عنصر انتشروا في شوارع العاصمة ودفعت كذلك رئيس الوزراء ديفيد كاميرون الى رفع لهجة التهديد والوعيد للمحتجين بمزيد من الاعتقالات.
وفي مؤتمر صحفي عقد امس جدد كاميرون تأكيده ان حكومته لن تستثني شيئا من التدابير الجديدة المتخذة ضد مثيري الشغب ولن تسمح بانتشار ماسماها ثقافة الخوف في الشوارع البريطانية.
وأعلن كاميرون أن الشرطة بدأت حملة اعتقالات استنادا إلى صور التقطتها كاميرات المراقبة معتبرا أن ما سماها حججا مزيفة تتعلق بحقوق الانسان لن تمنع شرطة بلاده من توقيف المشتبه بهم ملقيا اللوم في الاحتجاجات على عصابات ومجموعات مشاغبة التي أصبحت تشكل مشكلة كبيرة في بريطانيا على حد تعبيره.
وفي محاولة منها لاحتواء الاحتجاجات اعتقلت الشرطة البريطانية وفقا لوكالة الصحافة الفرنسية 81 شخصا منذ اول أمس في العاصمة لندن التي شهدت ليلة هادئة بعد نشر تعزيزات أمنية تقدر بـ 16 الف عنصر أي ثلاثة أضعاف عدد الشرطيين الذي ينتشرون عادة في شوارع العاصمة لترتفع بذلك حصيلة حملة الاعتقالات التي نفذتها الشرطة إلى 770 شخصا في أحدث حصيلة حتى الان.
وفي غضون ذلك تضاعفت أعمال النهب والعنف في عدة مدن أخرى ولاسيما نوتنغهام وبرمنغهام وسط بريطانيا وليفربول وسالفورد شمال غرب البلاد وبريستول وغلوسستر جنوب غرب البلاد اضافة الي مانشستر ثالث أكبر المدن البريطانية والتي امتدت اليها أعمال الشغب لاول مرة حيث خرج المئات من السكان في مدينة مانشستر الي الشوارع وأضرموا النار في محلات تجارية وحطموا واجهاتها ونهبوا المتاجر وأحرقوا السيارات في أسوأ أعمال عنف تشهدها المدينة منذ ثلاثين عاما فيما جرح 111 عنصرا من قوات الامن بعدة مقذوفات منذ بداية الاحتجاجات وفقا للشرطة البريطانية.
المعارضة البريطانية تدين
هذا وادانت المعارضة البريطانية بشدة اعمال العنف في لندن واعتبرت ان الاقتطاعات غير المسبوقة في الميزانية التي قررتها الحكومة ساهمت في اثارة شرائح مهمشة من المواطنيين البريطانيين.
مخاوف من انتقال
العدوى إلى دول أوروبية
وفي خطوة تعكس مدى المخاوف من احتمال انتقال عدوى الاحتجاجات الى الدول الاوروبية الاخرى ولاسيما في ظل معاناة عدد من دول الاتحاد الاوروبي من أزمة اقتصادية خانقة ومشكلات اجتماعية عدة سارع وزير الداخلية الالماني هانزبيتر فريدريش إلى اطلاق تصريحات صحافية نشرتها وكالة د ب أ مفادها أنه من المستبعد حدوث أعمال شغب في المدن الالمانية الكبيرة على غرار ما يحدث في بريطانيا حاليا.
وبرر الوزير الالماني استبعاده امكانية حصول مظاهرات في بلاده الى التقدم بشكل جيد جدا في مجال الاندماج الاجتماعي خلال الاعوام الماضية وأن المجتمع الالماني لا يوجد فيه مثل تلك التوترات المجتمعية التي تحدث في انكلترا أو دول أوروبية أخرى وذلك بحسب تعبيره.
سلوفاكيا تحذر رعاياها
وردا على هذه التطورات أطلقت الخارجية السلوفاكية تحذيرا شديدا الى رعاياها في بريطانيا بشدة وأوصتهم بتجنب الاماكن التي تشهد أعمال عنف في بعض أحياء لندن وغيرها من المدن البريطانية ولاسيما بيرمنغهام وبريستول وليفربول وتوتنهام داعية في بيان لها المواطنين السلوفاك الذين يخططون للتوجه إلى بريطانيا أو ايرلندا الشمالية بمتابعة تطورات الاحداث الانية الجارية فيهما والتي بدأت ليل السبت الماضي في منطقة توتنهام شمالي لندن عندما بدأ احتجاج سلمي اثر مقتل الشاب مارك دوغان البالغ من العمر 29 عاما على يد الشرطة البريطانية.
وفي المقابل أفردت بعض الصحف الاوروبية مقالات وتحليلات حول الاحتجاجات في بريطانيا حيث رأت صحيفة ال موندو الاسبانية في عددها الصادر أمس أن بدء أعمال الشغب في بريطانيا من الاحياء الفقيرة يعكس نزاعا مجتمعيا ناجما عن البطالة وغياب الفرص المستقبلية وعدم المساواة الاجتماعية داعية الحكومة البريطانية الي تغيير سياستها والاهتمام بشكل أكبر بالمجموعات المظلومة.
وكانت الشرطة البريطانية تعرض مركز للشرطة في توتنهام اول امس للرشق بزجاجات المولوتوف ما ادى إلى اشتعال النار فيه من دون ان يصاب احد بأذى مشيرة إلى قيامها باعتقال ثمانية اشخاص في الليلة الرابعة على التوالي من اعمال العنف التي تضرب بريطانيا.
استطلاع: أكثرية البريطانين يؤيدون استخدام الرصاص الحي ضد المحتجين
الى ذلك اظهر استطلاع جديد للرأي نشرت نتائجه أمس أن البريطانيين يؤيدون استخدام الرصاص الحي والمطاطي ضد مثيري أعمال الشغب.
وقال ان 75 بالمئة من البريطانيين يؤيدون نشر الجيش في شوارع المدن البريطانية التي امتدت اليها الاضطرابات لليلة الرابعة على التوالي. واضاف الاستطلاع أن 82 بالمئة من البريطانيين يؤيدون فرض حظر التجول و78 بالمئة استخدام الغاز المسيل للدموع و72 بالمئة مسدسات الصعق ضد مثيري الشغب.
واشار إلى أن البريطانيين حملوا السياسيين مسؤولية أعمال الشغب واعتبر 57 بالمئة منهم أن رئيس وزراء بلادهم ديفيد كاميرون تعامل بشكل سيئ مع الازمة بالمقارنة مع 28بالمئة عبروا عن رضاهم عن تعامله معها. وقال الاستطلاع ان 54 بالمئة من البريطانيين انتقدوا تعامل بوريس جونسون رئيس بلدية مدينة لندن المسؤول عن الشرطة والامن بالعاصمة لندن مع الازمة بالمقارنة مع 24 بالمئة اشادوا بأدائه. واضاف ان 42 بالمئة من البريطانيين حملوا السلوك الاجرامي مسؤولية أعمال العنف فيما حمل 26 بالمئة منهم ثقافة العصابات مسؤوليتها و8 بالمئة التخفيضات التي اقرتها حكومتهم في الانفاق العام وميزانية الشرطة.