وقال محمود حمود مدير دائرة آثار ريف دمشق لوكالة سانا إن البعثة عثرت ضمن هذه المباني على أفران وأجران حجرية مختلفة الأحجام وأدوات وأوان بازلتية جلبت من مناطق أخرى، وعلى طبعات أختام كانت توضع على أفواه وحوامل الأواني الفخارية تدل على هوية مالك هذه الأواني مشيرا إلى أن أهمية الموقع تأتي من كونه يعود إلى فترة ازدهار الممالك الآرامية ووقوعه على طريق حملات الملوك الآشوريين ضد مملكة دمشق حيث عثرت البعثة في موسمها التنقيبي الأول العام الماضي على كسرة فخارية عليها بعض الأحرف الآرامية التي قد تشير إلى وجود معبد في الموقع، وأن البعثة الوطنية العاملة في موقع جبل مار تقلا ببلدة عين منين أنهت أعمالها في الموقع بترحيل بعض الأنقاض واستكمال الكشف على قاعات منحوتة موجودة داخل الموقع.
وبين حمود أن إحدى هذه القاعات تحتوي في واجهتها على محراب كبير تتقدمه مصطبة حجرية منحوتة ما يشير إلى الوظيفة الدينية لهذه القاعة التي تعود إلى القرون الأول والثاني والثالث من العصر الروماني قبل أن تستخدم في فترات لاحقة في أغراض ووظائف سكنية.
يشار إلى أن هذا هو الموسم التنقيبي ال13 في موقع جبل مار تقلا كما أن دائرة الآثار تعتمد على كوادرها الفنية في تشكيل بعثات التنقيب.
كما عثرت دائرة آثار طرطوس خلال أعمالها التنقيبية الموسمية والطارئة لهذا العام في تبة برمائيل الواقعة إلى الشمال الشرقي من ناحية الحميدية على عدة دلالات أثرية تعود إلى فترات زمنية متعاقبة.
وقال مروان حسن رئيس دائرة آثار طرطوس إنه تم الكشف عن مجموعة من القبور الفردية وبعض الجدران الرملية وأرضية هامة جداً من الفسيفساء ربما تعود لمبنى ديني وتحمل رسوماً هندسية بشكل دوائر تصل بينها جدائل ملونة بالأبيض والأحمر والأسود مشيراً إلى أنها تعرضت لتخريب أجزاء منها نتيجة حراثة الأرض بغية الأعمال الزراعية وعملية الدفن التي تمت فوقها ضمن قبور فردية في فترات زمنية لاحقة.
ولفت حسن إلى أنه تم الكشف في أحد الأسبار عن جدار بعمق 70 سنتمتراً عثر تحته على سراج فخاري يحوي بداخله 57 قطعة نقدية ذهبية تعود للفترة البيزنطية مشيراً إلى أن الدائرة بصدد دراسة وتوثيق هذه القطع بشكل دقيق.