وقد انقضى أول عشر من رمضان وهو عشر المرق حيث انهمكت المرأة بإعداد المائدة التقليدية العامرة بأطيب أنواع الطعام، ولكن أغلب الناس لم يستمتعوا بما لذ وطاب لأن همهم الأول كان الشراب فكان العرقسوس والتمر هندي أهم لإطفاء لهيب الجوف من اللحوم والشحوم، بسبب ارتفاع الحرارة خلال الأيام العشرة الأولى من الشهر.
وحل ابتداء من العشر الثاني عشر الخرق، وتعني الخرق في بلاد الشام قطع القماش، مع أن المفهوم السائدة للخرقة قطعة قماش لا قيمة لها.
وبسبب الحرارة المرتفعة في النهار هذا العام أصبح التسوق لشراء الألبسة يتم ليلا بعد انقضاء التراويح حيث تبقى مفتوحة إلى ما بعد منتصف الليل.
وقد كانت العادات من قبل شراء القماش وخياطته في البيت أن عند خياط، ولكن مصانع الألبسة الجاهزة قضت على هذه الظاهرة تماما إلا ما ندر، وقد أنشأت عدة أسواق لبيع الأقمشة والألبسة الجاهزة تتوزع في أرجاء متفرقة من المدينة بعد أن كان شوق الأقمشة يقتصر على سوق الحميدية والأسواق المجاورة له.
نشير هنا إلى أن حلول العشر الثاني من رمضان له معنى آخر، وهو بداية العد التنازلي لانقضاء الشهر، وقد قالوا في الأمثال:(إذا عشر بشر)وعشر بتشديد الشين والمقصود أن دخول العشر الثاني للشهر مؤشر على استعداده للرحيل.