تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


ازدواجية حمقاء

حدث وتعليق
السبت 13-8-2011
عائدة عم علي

ما حدث في المدن البريطانية من أحداث شغب ونهب وتخريب والتي استدعت تدخل 16 ألف من جهاز الشرطة لقمع مثيري الاحتجاجات دفعت ديفيد كاميرون لإعطاء الأوامر لإستخدام أقسى التدابير اللازمة ضد المحتجين لاستعادة أمن واستقرار الامبراطورية العظمى التي تعيش حالة الاستنفار لإحتواء أسوأ اضطرابات في تاريخها.

لكن المفارقة أننا لم نسمع أي إدانة من مجلس الأمن، أو من الدول الغربية التي تتشدق بالديمقراطية وحقوق الإنسان، ولم نر ولو حتى بيان شجب، وتنديد أو حتى إسداء النصح للحكومة البريطانية التي تطلق النار على المحتجين.‏

وهكذا ظهرت ازدواجية المعايير التي يمارسها الغرب وسياسة الكيل بمكيالين على حد سواء لما يجري في سورية تجاه دخول الجيش إلى المدن لحماية المدنيين من المجموعات الإرهابية المسلحة التي تمارس القتل والتنكيل والتمثيل بالجثث في إطار المخطط العدواني المعد مسبقاً ضد سورية بهدف زعزعة أمنها واستقرارها. فما يسمى بالمجتمع الدولي نراه يوجه سهامه وانتقاداته ضد سورية متوعداً بالمزيد من العقوبات لكنه لم ينبس ببنت شفة تجاه ما حدث في بريطانيا التي تغذي الفتنة في الدول العربية وتذكي نارها كلما تأججت.‏

المفارقة المثيرة للاستهجان أن ما يجري في لندن لم ير الغرب فيه أية مشكلة بينما يتجند هذا الغرب كله ضد بلادنا عندما يتصدى لإرهابيين مسلحين يهددون حياة المواطنين وأمن الوطن، والقوى العظمى التي تصمت اليوم عما يجري في بلدان أخرى تقوم اليوم بإدانة أي تحرك أو تصرف تقوم به سورية لا بل وتسخر كل طاقاتها وتجيش وسائل الإعلام وتصدر القرارات الدولية وهذا ما يكشف عن عمق واتساع وتعدد أطراف المؤامرة التي تستهدف سورية بهدف عرقلة مسيرة أي اصلاح حقيقي هذا التحريض لن يثني سورية عن مواقفها المبدئية ومواصلة مسيرة الاصلاح المستمر لأنها لا تصغي إلا إلى إرادة شعبها ولا تعمل إلا وفق مصلحتها الوطنية.‏

ما تناقلته صحيفة فايننشال تايمز أن ما يجري في العاصمة البريطانية لطخ سمعة البلاد لأن ما بدا اضطراباً محلياً تفجر إلى عنف وحشي لم تنفع معه قنابل الغاز ومدافع المياه والرصاص المطاطي وعلى الحكومة أن تبحث عما هو أقوى لرد المحتجين، نفهم من كلام فايننشال تايمز دعوة ضمنية لإنزال الجيش البريطاني لقمع المحتجين فيما بريطانيا والغرب يقيمون الدنيا ولا يقعدوها على رأس الدول التي تتبع هذه الطريقة أم أن ما هو حرام علينا حلال عليهم .‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية