|
|
المخرج عمر عبد العزيز.. وجودنا كسينمائيين في المهرجان تدعيم للموقف السياسي السوري فنون
هذا العالم غاص فيه المخرج المصري عمر عبد العزيز عبر فيلمه الأحدث (فرحان ملازم آدم) الذي عرض في مسابقة مهرجان دمشق الدولي من خلال حتوتة القروي الذي يأتي إلى العاصمة من بلدته (غير الموجودة على الخريطة أصلاً) ليكرس وجود قريته ولكنه فجأة يجد أنه يتورط شيئاً فشئياً في مفاهيم جديدة عليه وتنزلق قدماه في رؤى وأفكار غريبة عليه فتظهر المفارقات الشاسعة وينشأ صراع عنيف بين مفاهيم (ابن البلد) الفطري البسيط وبين خبث مفاهيم المدينة وما تفرزه من آليات تعامل تفرض ضريبتها على الناس .. وفي النتيجة يبقى أمام هذا القروي البسيط أحد خيارين إما العودة أو الرضوخ للأمر الواقع والسعي للقولبة وفق القوانين من الجديدة . بهذه اللغة طرح المخرج فيلمه وبهذه اللغة أيضاً يجيب على الأسئلة عبر هذا اللقاء : كيف وجدت رد فعل الجمهور حول الفيلم ? الحمد لله أتت ردود الفعل متوافقة مع توقعاتنا وتمنياتنا , وبشكل عام إنني أحب دمشق وآتي إليها كثيراً فأنا شامي الهوى وأسعى لحضور المهرجان الذي بات له ثقل وتاريخ مهم . ما الجديد الذي لمسته في هذه الدورة من المهرجان خاصة أنك حضرت عدة دورات سابقة منه ? لقد ذهلت بحفل الافتتاح , فهناك تطور كبير والمهرجان يسير نحو الأفضل كما أن مستوى الأفلام المعروضة فيه جيد , وأرى أن تواجدنا كسينمائيين هذه السنة في المهرجان أراه أنه تدعيم للموقف السياسي السوري وهذا سبب حضوري فلا بد من وقفة عربية خلف الموقف السوري لأنه موقف مشرف أمام قوى غاشمة ومن حسن حظي أن فيلم الذي قدمته يناقش هذه المسألة . بأي عين نظرت لمشاركتك في المسابقة خاصة أنها ضمت أفلاماً ضخمة وقوية عالية المستوى ? التواجد في المسابقة شرف لي بغض النظر عن الجوائز , أما بالنسبة للضخامة في التصوير فللأسف عادة ما تذهب الضخامة لأفلام التي لا قيمة لها لكن في المهرجان الثقل الفكري هو الأهم في أي فيلم . إلى أي مدى الناس القاطنون في الحي العشوائي لديك هم أيضاً خارج الخريطة? إننا نتكلم عن الحي العشوائي والشخص الذي أتى للعاصمة من خارج القاهرة وخرج بنتيجة قال فيها : (الحمد لله أن قريتي ليست على الخريطة) . عموماً كان لا بد أن نطلق صرخة تحذر فهي قنبلة موقوتة . قصة ذاك الفلاح القادم من القرية إلى المدينة تضعنا أمام نهاية من اثنتين فإما سيعود لقريته محافظاً على مفاهيمه أو سيتماشى مع ما يراه ويكمل طريقة بقيم أخرى , ولكن عندما ترى فيلم تعرف ينتفي عنصر التشويق لدى المتلقي !? هناك 36 تيمة فقط فالقصص تتكرر ولكن الجديد يكون عبر الطرح ومعالجة الموضوع , ففي هذا العمل أتت المعالجة مختلفة لا بل هناك أحداث قد تفاجئك , فهو أقام علاقة بين الأم وابنتها , وقرأ الفاتحة على البنت مع أبوها في السجن .. ومثل هذه الأحداث في حد ذاته عامل تشويق في الفيلم , فالمهم المعالجة والتشويق من خلال الأحداث . دائماً نفرح بالانتصارات الصغيرة وفي الحي استطاعوا الانتصار لكن على مجرد مخبر !! المخبر هو السلطة في الحي وعندما انتصروا عليه سلموه لسلطة أكبر والدليل أن العدالة لا بد أن تسيطر وحذار أن تدع السلطة الغاشمة هي التي تسيطر. لماذا كان فرحان مصاب بالدهشة دائماً ومن أي حدث يجري أمامه ? لقد أتى لمكان أكبر منه حتى أنني تعمدت أن يكون أداؤه بطيء بعض الشيء , إنه مندهش من المكان وكلما قام بفعل يجد أنه يضرب أو يهان حتى بدأ يدخل اللعبة فالظروف هي التي فرضت عليه الرجوع للقرية , لفظه الواقع وتم طرده إلى أي مدى يمكن لفيلم حمل مسؤولية تقديم الحلول ? إنني ضد تقديم الحلول في الفن وإلا فسنصبح مكان المسؤولين الذين يقدمون الحلول , إننا نضع الفكرة ونسلط الضوء عليها. لعبة الكوميديا والتراجيديا كانت ظاهرة في الفيلم فالضحكة تنبع من الألم ? إنني أحب هذه الطريقة وأغلب أفلامي الستة والعشرين التي قدمتها كانت تعتمد على مشكلة حقيقية وأقدمها بأسلوب ساخر إلى حد ما . إنها مسألة دقيقة جداً فهناك أفلام كوميدية نجحت لي داخلها مأساة ولكن إن قدمت المأساة فقط سيكون الفيلم ثقيلاً لذلك أشتغل على الخط الساخر وحتى عندما تضحك عينك تدمع . العنوان يوحي أنه عمل خفيف وبالتالي هو لا يعكس قيمة الفيلم ? لو كان السيناريست محسن زايد على قيد الحياة لكنت تناقشت معه لتغيير الاسم . ما العنوان البديل للفيلم برأيك ? ( انتبهوا أيها السادة الجزء الثاني) لأنه كان هناك فيلم بهذا العنوان لمحمود ياسين وحسين فهمي وكنت فيه مساعد مخرج .
|
||||||||||||||||||||||||||||||
