|
|
سلافة معمار ..أعتبر أنني محظوظة لمشاركتي في (علاقات عامة ) و ( تحت السقف) فنون
سلافة معمار لها حضورها في الكثير من الأعمال الفنية الجيدة كما أنها حريصة دوماً على علاقتها بالمسرح, ومؤخراً كان لها مشاركتها عبر الفيلم السنيمائي( علاقات عامة) الذي شارك في مهرجان دمشق السينمائي الرابع عشر, عن دورها قالت الفنانة: يدور الفيلم حول علاقة ثلاثية, ركزت على ثلاث شخصيات وأنا أجسد المحور في هذه العلاقة إذ أقوم بدور امرأَة متزوجة في السر من رجل مسؤول يتم التعمق في بيئة العمل وعلاقاته الاجتماعية ليعطي صورة عن مجمل التركيبة والظروف التي أفرزت شخصيات وصولية وقد أمست نموذجية لكثير من الشباب, أما تلك المرأة فتصل إلى الحد الفاصل عندما تعلن رغبتها بالانجاب, فيرفض الزوج وتأتي هنا شخصية انتهازية تلتقي مع رغبة تلك المرأة, باحتفاظها بجنينها, محاولة للاستفادة عبر منطق نفعي بشع ويقبل الزواج بمقابل مصلحته الخاصة فترفض الأخرى, فيصور العمل هنا من خلال مستوياته المطروحة كيف تكرست تلك النماذج وكادت تبرر سلوكياتها الانتهازية وغير الأخلاقية. ماذا أضافت تلك التجربة...? كانت فرصة متميزة وقد واتتني الفرصة للمشاركة عبر عملين سينمائيين مشاركين في المهرجان, الأول ل سمير ذكرى/ والثاني ل نضال الدبس وقد استفدت كثيرا على صعيد التقنية حيث الممثل عليه أن يلتقط تفاصيل كثيرة وأداؤه يتطلب الكثيرالكثير منها, لتكثيفها وإيصال الحالة الشعورية أي تكثيفها بتفصيل كما أن أي دقائق مجانية في الأداء يهدم اللحظة السينمائية وبالنسبة إلى تلك التجربة تركت أثرها المهم عندي وكانت تطويراً لتقنياتي أمام الكاميرا, وأعتبر نفسي محظوظة لهذه الفرصة. كيف تنظرين إلى النقد الدرامي خلال هذه الفترة? النقد إن تم بالشكل العلمي الصحيح فهذا إغناء للأعمال, أما أن يتم من قبل أناس يحتاجون لأبسط المفاهيم النقدية فهذه مشكلة حقيقية ولا أعلم لماذا ينظر إلى الدراما كأنها درس تعليمي أو أن تبتعد عن التابوهات. لكن لا بد من القول بأنه إذا ما أراد أحد أن ينقد الدراما فعليه أن يعرف أولاً ما الدراما, وأن يقرأ جيداً, لأنه ما من مرجع على الإطلاق يقول بأن الدراما تقدم الدروس التعليمية بل تكسب جماليتها عندما تكون قريبة من الواقع وتفاصيله المطروحة بصدقية. وعلينا أن ننظر في النهاية ماذا وراء هذه الشخصية وحالاتها, وماذا يقف وراء سلوكياتها رفضناها أم قبلناها, ويتوجب رؤية العمل بنظرة عميقة ومن خلال رؤية ثقافية متطورة. هل تفضلين المشاركة في عمل متميز, على حساب دورك فيه..? بالطبع فعلى سبيل المثال تمنيت لو شاركت عبر دور صغير في التغريبة الفلسطينية لأنه يجمع عناصر فنية مهمة, ففيه مادة نصية جيدة جداً والإخراج متميز, والممثلون أيضاً, ويعالج قضية حيوية أعيدت إلى الواقع من خلال جوانب إنسانية رائعة, فكان فيه كل العناصر المطلوبة بأحسن حالاتها. هل يجب على الفن أن يكون ناقلاً للواقع ومشكلاته? أم أن معالجاته تتخذ شكلاً متطوراً عنه? المهم في الدراما ألا يقف بوجهها ما يؤطر طروحاتها وشخصياتها فدوماً حالاتها خاصة لأن الدراما بالأساس يهمها الحالات الاستثنائية التي تتحدث عن أزمة معينة أو اشكالية, وتعالجها بعيداً عن الشعاراتية وإملاء الدروس المباشرة. وتقدم ما عندها بصدق وعفوية وعمق, وهذا لا يلغي دراما الرومانسية أو التسلية والكوميديا, فمن الضروري أيضاً لها أن تمتع الناس, وشرط النجاح لها هو الصدق فالحياة والواقع أغنى بكثير من الفن, وإذا ما تحدث الأخير عن الجانب الإنساني فإنه يصل إلى الجميع. ويرتقي العمل الفني بالمشاهد عندما يقدم مقترحاً جديداً أو يطرح الجدل ويحفز الحوار وذاك ما يحيي ذائقته وفكره. إلى أي حد يلعب قرب الشخصية الدرامية من شخصيتك الحقيقية دوره في الاختيار? دائما الممثل تشده الشخصية البعيدة عن شخصيته لأن في ذلك التحدي له, فالمشابهة يلعبها بسهولة أما البعيدة بتكوينها وتفاصيلها, فهي ما تخلق الدافع عنده للعمل, مثلا:رجاء في ذكريات الزمن القادم- نضال: في أشواك ناعمة- رنيم: في خلف القضبان, كلها بعيدة عني, إذ أرغب بالشخصية التي تملك اشكالية معينة ومثيرة للجدل والاهتمام. ماذا تعني لك الدراسة في المعهد على الصعيد الشخصي والمهني? المعهد أفادني كثيراً, خصوصاً بوجود أساتذة كبار قدموا خبراتهم وتجاربهم مثل: نائلة الأطرش, غسان مسعود, ماري الياس, الراحل ممدوح عدوان, والمعهد كمؤسسة تعليمية تمتاز بخصوصية العلاقة بين الطلبة والاساتذة, إذ لامسافة بينهم بل حوار بشكل دائم رغم الاختلاف, وخريج المعهد يمر بتجربة متميزة على الصعيد الانساني والأكاديمي إذ يتمسك بمفاهيم المهنة من خلال المعهد الذي يخط له ما يرغب السير عليه بشكل علمي, علاوة على الإفادة من الناحية الاجتماعية والطلاب الذين يأتون من بيئات مختلفة, مما يخلق الغنى في الآراء والمعارف. آراء كثيرة تطرح فيها تخوفاً على مستقبل الدراما في سورية رغم خطواتها المتقدمة والنوعية فما رأيك? الدراما السورية في حالة بحث حقيقية عن المادة النصية, كي تخرج من التقليدية ورأى أنه كل عام تتطور الدراما وطرحها بشكل أفضل وأكثر جرأة إن كان في القضايا الاجتماعية, أما الأمراض الاجتماعية المختلفة وغيرها ففيها مواكبة للمشاكل اللحظية, ويتسع هذا الأمر عاماً بعد عام, فالأفكار جيدة ومتميزة لكن هناك مشكلة المعالجة الدرامية, لذلك نحن بحاجة إلى كتاب, كما أن بعض الانتاجات ينحصر همها في التسويق التجاري ما ينعكس على العمل الفني وسويته, ويجب ألا تجرنا هذه الآلية إلى مطباتها, طبعاً نحن مع أن يسوق العمل لكن ما المانع أن تكون هذه الصناعة بشروطنا نحن, ويكون الرأسمال الوطني هو المتحكم بذلك فصناعة الدراما يجب أن تدعم في أكثر من اتجاه كي تحافظ على نفسها, إن كان في الاتجاه التقني والسوية الفنية الجيدة أو التسويق أو الهيئات التي تنظمها وترعاها, فلماذا لا يكون لدينا فضائىات تستوعب أعمالنا كي نؤسس لإقبال على أعمالنا بشروطنا التي نريدها.
|
||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
