تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


رمضان الجولان.. تشبث بالجذور

الجولان في القلب
الأثنين 15-8-2011
فراس الطالب

أطل رمضان على ربا الجولان متشحاً بغلالة لون الحزن نسيجها الشاحب، مستعيداً كل ما يتعرض له أهلنا في الجولان من عمليات القمع والاضطهاد، هذه العمليات التي تعكس الحقد المشتعل

في الصدر الإسرائيلي على كل ماهو عربي سواء في فلسطين أم لبنان أم الجولان، فالصدر الإسرائيلي عندما يتعلق الموضوع بالحقد على العرب متسع إلى حد غير معقول.‏‏

أهلنا في الجولان كما أهلنا في سورية يتحلقون حول مائدة الإفطار منتظرين انطلاق الأذان ليبلوا عروقهم بعد نهار طويل من الصوم في هذا الصيف الحار.‏‏

كل شيء حول المائدة يشي بعمق الجذور التي تشد هذا الجزء الغالي من سورية إلى تراب الوطن: أصناف الأطعمة الموضوعة فوق خوان الطاولة، طريقة وضع أدوات الطعام من صحون وملاعق وأشواك، أباريق وكؤوس الماء المصطفة التي يتطلع إليها الصائمون بلهفة منتظرين لحظة الانقضاض عليها لإطفاء العطش الذي عانوا من خلال ساعات النهار الطويل.‏‏

لكن على الوجوه ترتسم تلك الأسئلة الحائرة وفي كل إشارة استفهام تلي الأسئلة شوق متجدد للعودة إلى صدر الأم التي تنتظر عودة الابن الحبيب إليها.‏‏

أمام هذا المشهد الذي يؤكد عمق الروابط التي تجمع بين الفرع والأصل يحاول المحتل الإسرائيلي أن يفعل شيئاً يوحي به أن الجولانيين قد نسوا وطنهم الأم سورية، كأن يكثف من حملات الدهم والاعتقال، ويعرقل ذهاب أبناء الجولان إلى المدارس، ويصل الأمر إلى حد التضييق عليهم في كل تحركاتهم ليذكرهم أنهم تحت واقع مرير هو واقع الاحتلال الذي سيزول قريباً إن شاء الله.‏‏

هذه الخطوات التي يقوم بها الصهاينة ليست غريبة علينا، فعندما وقع العدوان الإسرائيلي على الأمة العربية يوم الخامس من حزيران عام 1967 وأصبح الجولان السوري المحتل أسيراً يدنس المحتل الصهيوني أرضه الطاهرة، سارع الصهاينة للزعم أن لهم حقاً مزعوماً في هذه البقعة الطاهرة من سورية الأبية، ولم تكد تمر أيام ثلاثة على احتلال الجولان حتى بدأ الغاصب الصهيوني حملة تنقيب غير شرعية في أراضي الجولان، وأخذت وسائل إعلامه تتبجح معلنة المباشرة بالكشف عما دعته الكنوز الأثرية في العديد من قرى وبلدات الجولان، وغيرها من المواقع والتلال الأثرية، لكن عملية التنقيب لم تسفرعن النتيجة المرجوة التي ارتقبها الصهاينة وعرف العالم كذب الادعاء الإسرائيلي وبطلانه.‏‏

وكتعبير عن الحقد الكبير المشتعل في صدرها، وبعد فشلها الذريع في الحصول على أدنى أثر يثبت صحة دعواها الباطلة، قامت قوات الاحتلال بتدمير الكثير من المواقع الأثرية علها تشفي غليلها، لكن ذلك لم يخمد جمرة الكفاح في صدور أبناء الجولان بل زادها اضطراماً واندفاعاً.‏‏

واليوم تحاول قوات الاحتلال الإسرائيلي التأثير على روحانية هذا الشهر الفضيل والادعاء أن رمضان الجولان لايمت إلى رمضان سورية بصلة فيسقط ادعاؤها الكاذب أمام حقائق التاريخ.‏‏

رمضان الجولان صوم عن الطعام والشراب لكنه رمضان التشبث بالجذور، والإفطار عليه سيكون انتصاراً كبيراً يسجله أبناء الجولان معلنين عودة جولانهم إلى صدر سورية ferasrart72@hotmail.com ">الغالية.‏‏

ferasrart72@hotmail.com ‏‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية