تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


التضليل الإعلامي عدوان بأساليب جديدة... المشاركون: بدأنا نستعيد زمام المبادرة

ثقافة
الأثنين 15-8-2011
عمار النعمة

التضليل الإعلامي..عنوان عريض لندوة أقامتها جمعية الصداقة الفلسطينية - الإيرانية والمستشارية الثقافية الإيرانية بدمشق وذلك بمشاركة المحلل السياسي د.طالب إبراهيم،

‏‏

وحسين مرتضى مدير مكتب قناة العالم بدمشق، ومحيي الدين محمد مدير تحرير صحيفة تشرين.‏‏‏

وقد افتتح الندوة السيد حسين مرتضى الذي تحدث بداية عن التضليل الإعلامي والحرب الناعمة، و خصوصا أن لديه العديد من التجارب في هذا الإطار فقال: لقد عشت مرحلة الأحداث التي جرت في إيران والتظاهرات التي حدثت بعد الانتخابات وكيف تعاطى الإعلام الغربي والعربي مع هذه الأحداث وكيف بدأ يروج لهذه الأحداث قبل وقوعها، فقد كان هناك نوع من التضليل الواضح وخطورة الموضوع انه كان هناك نوع من الإنجرار من قبل البعض إن كان في الداخل أو الخارج نحو هذا الإعلام لذلك كان له التأثير الكبير في تجيش الشارع ونقل الصورة غير الواقعية عن إيران.‏‏‏

كذلك التجربة التي عشتها عندما كنت في حرب تموز وتحديداً عندما كنت على الحدود اللبنانية وكنا نتابع الأخبار، ونرى كيف تقوم بعض القنوات بنشر الأخبار الكاذبة، والتجربة الآن التي أعيشها في سورية أكدت مفهوم من يحاول تأكيد التضليل الإعلامي.‏‏‏

وركز مرتضى في مداخلته على تفنيد المراحل التي مرت بها الأحداث في سورية وكيف تعاطت وسائل الإعلام الغربية والعربية مع الأحداث في سورية، وكيف أصبح شاهد العيان هو المحور الأساس في هذه المعركة، مشيراً إلى أنه يجب علينا أن نتعاطى مع التطورات التي تشهدها الساحة السورية، من خلال تقوية الإعلام وخصوصاً أن المعركة منذ اليوم الأول كانت هي بالأساس معركة إعلامية.‏‏‏

التضليل مستمر‏‏‏

وفي تصريح خاص للثورة أكد مرتضى أن التضليل الإعلامي سيستمر ولكن هناك شريحة كبيرة من الشعب العربي السوري ومن مواطني الدول العربية بدأت تدرك أن هناك عملية تضليل يقوم بها الإعلام الغربي. وقال: يجب أن أشير إلى أن الإعلام المحلي لم يكن بحجم الهجمة الشرسة التي تتعرض لها سورية، ونحن نتحدث كبيت واحد، وحتى الآن لم نصل إلى مرحلة الهجوم فنحن لا نزال في مرحلة الدفاع.‏‏‏

في البداية كان هناك ضعف في الإعلام السوري ولم تكن هناك متابعة للإحداث، وربما كان السبب هو عدم الخوض في تفاصيل ما يجري، ولذلك علينا أن نقدم الصورة الحقيقية للقارئ والمتابع، فالآن نحن نعيش في فضاء رحب وواسع,وهناك تسليط ضوء على حقيقة ما يجري وقد بدأنا نستعيد زمام المبادرة، واعتقد أن هذه الأمور من شأنها أن تساهم في إيجاد استراتيجية واضحة للإعلام السوري.‏‏‏

واختتم مرتضى انه خلال الفترة القادمة سيكون هناك تصعيد سياسي من الخارج وسيحاولون أن يمرروا ما يردون قبل نهاية شهر آب، وما نشاهده من حركات دبلوماسية من بيان مجلس التعاون الخليجي إضافة إلى التصريحات التركية هي تأتي في نفس الإطار، ولكن بالمقابل كلما كانت الدولة قوية مسيطرة على الوضع الميداني على الأرض فإنهم لم يستطيعوا أن يحققوا أي شيء.‏‏‏

استهداف إعلامي‏‏‏

بدوره السيد محيي الدين محمد تحدث عن التضليل الإعلامي ومفهومه الذي يعتمد على أخبار ومعلومات مزيفة أو يختلق معلومات أخرى لتحقيق أهداف سياسية تخدم صاحب الوسيلة الإعلامية أو الدولة التي تمتلك هذه الوسيلة الإعلامية‏‏‏

وقال: الآن نشهد التضليل الإعلامي وفبركة الصور...الخ وذلك للتجييش ضد سورية، ونحن نعلم أن هذا الاستهداف لسورية هو استهداف إعلامي باعتبار أن الإعلام هو رأس الحربة لاحتلال العقول والدول فيما بعد، باعتبار أن الإعلام يحسم أكثر من 75% من أي معركة كإحدى أهم القوى الطرية التي تعتمد عليها الولايات المتحدة الأميركية.‏‏‏

كما تناول محيي الدين في مداخلته محطة الجزيرة التي اعتبرها الذراع الطري للقوة العسكرية الأميركية في منطقة الخليج وكيف نذرت هذه المحطة نفسها لخلق الأكاذيب والتحريض ليس في سورية فقط وإنما بكل الدول العربية.‏‏‏

أما حول استراتيجية الإعلام السوري فأشار إلى أننا لم نتقدم حتى الآن كي نكون قوة إعلامية تعادل هذه القوة الإعلامية الموجهة ضدنا باعتبار أن الإعلام صناعة تحتاج إلى رؤوس أموال كبيرة، ولكن نحن بإمكاناتنا المتواضعة نحاول قدر الإمكان وبالاستناد إلى الحقيقة فضح هذه الأكاذيب وهذا التضليل الإعلامي الذي يمارس.‏‏‏

الآفاق الممكنة‏‏‏

أما د.طالب إبراهيم: فقد تحدث عن دور الإعلام السوري، كيف بدا في فترة الأزمة وما الآفاق الممكنة أمام هذا الإعلام ؟ وأين تكمن المشكلة الحقيقية في الأداء الإعلامي السوري لأن يرتقي إلى مستوى الحدث على الرغم من وجود إعلاميين متميزين ومحترفين ووجود إمكانيات كبيرة تقدمها الدولة في سورية ؟‏‏‏

وقال: التضليل الإعلامي واستخدام الأقنية الفضائية يأتي في سياق القوة الناعمة ضمن نظرية القوة الناعمة التي اعتمدتها الإدارة الأميركية، أي انه شكل من أشكال الحرب ولكن هي حرب ناعمة ليست باردة، بل هي خبيثة تهدف إلى احتلال العقول والقلوب والإرادات وإلى شن حرب نفسية منظمة.‏‏‏

وأضاف إبراهيم: إن هناك ثمة أجندة واضحة تشنها القنوات الفضائية لحرب نفسية حقيقية تدار في غرف الاستخبارات، ولا نشهد إعلاماً بالمعنى الحقيقي ولا نشهد إعلاماً محترفاً بمنطق الصورة وبمنطق نقل الخبر، حتى في منطق العرض تُعرض صور قديمة على أساس أنها جديدة، وتعرض معلومات منقوصة.‏‏‏

إذاً: هناك حرب على مستوى الصورة والمعلومات وهناك حرب نفسية تستهدف نفسية المشاهد ككل.‏‏‏

وفي تصريح خاص للثورة قال د. إبراهيم: سيكون هناك تصعيد في الضغوط السياسية على سورية وهذا التصعيد يعكس فشلاً للجماعات الإرهابية التي تريد تخريب الحياة السياسية والاقتصادية والاجتماعية في سورية، هذه الجماعات بعيدة عن الحراك السلمي والقضية الإصلاحية وهي لاتخدم الأجندة الوطنية.‏‏‏

إذاً: سيكون هناك تصعيد سياسي ولكن اعتقد أن الوضع على الأرض لن يشهد تغيّراً كبيراً بل على العكس أتوقع أن تكون هناك نجاحات ملفتة للقيادة في سورية ومن الضروري عدم مبادرة التصعيد الإعلامي العربي والغربي بتصعيد آخر بل يجب امتصاص الحملة وترك الآخرين يقولون ما يريدون، المهم شرح كل الأفكار إلى الرأي العام السوري في الداخل بكل دقة وشفافية، لأنه لايمكن لأي قوة أن تؤثر على سورية إذا كان شعبها كما هو الآن متماسكاً ومتلاحماً خلف قيادته.‏‏‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية