تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


العقاب... آخر الدواء

مجتمع
الأثنين 15-8-2011
أنيسة أبو غليون

لا تظن أن معاقبة ابنك الصغير بالضرب إن أخطأ في أمر ما، أو فعل أمراً مكروهاً، ستكون مجدية، أو ستجعله يفكر طويلاً قبل تكرار ما كان السبب في ضربه، أو ستحول دون ارتكابه الخطأ نفسه مرة ثانية وثالثة... ورابعة.

من المستحسن أن تؤدب ابنك الصغير دون حاجة إلى العقاب، فالعقاب ليس الوسيلة الوحيدة لمنع الطفل من أن يتصرف تصرفاً مزعجاً، أو خارجاً عن حدود الآداب العامة، تماماً كما أن العقاب لا يمنع السارق من السرقة، ولا القاتل من ارتكاب الجريمة، وإنما هو أسلوب قد نلجأ إليه عندما نستنفد جميع الأساليب الأخرى، وهناك عقوبات من الممكن اللجوء إليها قبل الضرب منها.. إظهار عدم استحسانك سلوكه وعدم رضاك عنه.. والإهمال بأن لا تخصه بالتحية، ولا تسأل عما فعل اليوم، كما كنت تسأل.. وإن حدثك لاتعره الاهتمام حتى يشعر بالذنب، حينئذ بين خطأه، ولا تتمادى في إهماله، لأن دورك هو التعليم وليس التعنيف.‏

والحرمان من شيء محبوب «نقود أو نزهة» أو أي شيء يحبه كالدراجة، فأسلوب الحرمان والعقاب والثواب لم يثبت فشله كالضرب الذي يحث الطفل على ارتكاب الأخطاء في الخفاء... وتذكر ألا تضربه بعد وعدك إياه بعدم الضرب لئلا يفقد الثقة بك، وتجنب أيضاً ضربه في حضور من يحب، وامتنع عن الضرب أثناء الغضب الشديد، وتفادي الانفعال خلال الضرب، وينبغي نسيان الذنب بعد الضرب وعدم تذكير الطفل به، ولا تأمره بعدم البكاء خلاله، كذلك لا ترغمه على الاعتذار بعد الضرب وقبل أن يهدأ لأن في ذلك إذلالاً ومهانة، بل أشعره بأنك عاقبته لمصلحته، وابتسم في وجهه، وحاول أن تنسيه الضرب.‏

وفي المقابل تذكر أن الطفل قد يألف الضرب، إن تكرر، فيصبح بليداً، ويلجأ إلى تحقيق ذاته بأساليب منحرفة، واعلم أن هناك دراسات أكدت أن الأطفال الذين يتعرضون للضرب التأديبي يجنحون إلى أعمال الشغب والإجرام أكثر من غيرهم.‏

إن الضرب طريقة غير فعالة لتعديل السلوك، إذ إنها تحط من احترام الطفل لذاته، وتولد الغضب وعدم التعاون لديه، فضلاً عن سلوك العصيان وعدم التواصل الحضاري مع الآخرين.‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية