مابين الخوف والغضب والعزلة وحزن واكتئاب بالإضافة لتأنيب الضمير وإحساسهم بالعار.. ويمكن أن يصبح الطفل عدائياً مع من حوله ويقع في فخ تعاطي الممنوعات ويتأخر دراسياً بشكل واضح..
قلما يبادر الأطفال في سنواتهم المبكرة للبوح بفعل الاعتداء لأنهم غير قادرين لغوياً وتعبيرياً إيصال الفكرة بشكل واضح لمن يعتبرونه مصدر أمان.. أما الذين هم أكبر سناً فإن الخوف يكون سبباً أساسياً في عدم قص ماجرى لهم.. ويكون الخوف من الشخص الذي اعتدى عليه حيث يقوم بتهديده بالأذى إن أخبر أحداً.. أو أن يخاف من الأسرة التي يخشى ألا تثق بمايقوله.. ولشعوره بالخجل الشديد من ذكر ماتعرض له.. وبعضهم يخاف حدوث مشكلة كبيرة إذا ما عرف من اعتدى عليه..
لذلك علينا الاهتمام الكبير بأطفالنا ومراقبتهم من حيث أنشطتهم ورفاقهم والتعرف عليهم جيداً.. والمحافظة على سلوكنا الصحيح والسليم أخلاقياً أمام أطفالنا..
وأن نعلمهم ألا يثقوا بالغرباء وألا ينقادوا معهم لا بالترغيب ولا بالترهيب وألا تكون ثقتهم وثقتنا زائدة في أي كان، مثل الجيران أو الخدم أوحتى الأقارب..
وأن نعلّم أطفالنا أنه في حال تعرضوا لسلوك غريب من أحد ما ألا يخافوا بل أن يحاولوا الهروب ويخبروا من يثقوا به بما حصل معهم..
ولأن أطفالنا يتأثرون بمن حولهم من أصدقاء وكتب ومجلات وفضائيات مفتوحة علينا الاهتمام بهم ولفترات تسمح لنا بمشاهدة مايتابعون أو يقرؤون... وأن نجعلهم يشعرون بحبنا ورعايتنا لهم..وألا نبخل عليهم بالمعلومة الجنسية الصحيحة بصورة علمية عندما يصبحوا في عمر مناسب يسمح لهم بفهم التفاصيل والتغيرات الجسدية التي تحدث لهم..
اهتمام قليل ووقت أكثر مع أطفالنا يجنبهم ويجنبنا تجارب بشعة قد يتعرض لها أطفالنا تؤثر عليهم كثيراً وتجعلهم فيما بعد ضحية إهمالنا أولاً ومرض نفسي وأخلاقي من أشخاص قد يكونون غرباء عنهم أو حتى أقارب...