تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


إنه موجود ولكن يشير إلى اللامعقول ...الزاوية الخلفية للرأس هي التي تصنع الحس السليم

عن التايمز
مجتمع
الأثنين 15-8-2011
ترجمة: فداء شحادة

سأل أحدهم صديقه: هل تشعر بالخوف عندما تشاهدهاري بوتر...؟

فجأة سمعنا صوتاً قوياً قادماً من المشاهدين يقول بإطراء : ماذا هل نحتاج حقاً للحس السليم ؟!.. نعم إنه الآن تفكير أغلب القادة السياسيين ورجال الأعمال المهمين الذين احتشدوا في اجتماع دافور في عام 2009م لإيجاد حل للأزمة الاقتصادية بهذه الطريقة إنه شيء نحتاجه في هذه الأيام لكل موقف في حياتنا وباعتقادي لايشير لحقيقة مزدوجة...‏

ولكن دونكان واتس وهو أحد الحضور ومن أهم الأطباء النفسيين الذين تحدثوا عن هذه الظاهرة العلمية التي تهتم بالقدرات البشرية أعتقد أن الحس السليم هو ضرب من ضروب الجنون فهو لايؤمن به ويرى بأنه يدخل الناس بمتاهات عديدة منذ البداية ويقول واتس:‏

ليس من المهم أن يكون لديك الحس السليم ولكن من الأهم أن تفهمه لأنه نسيج من التركيب اللامنطقي والمعتقدات المتناقضة التي تبدو لك صحيحة في وقت من الأوقات ولكنك لاتضمن صحتها في أوقات أخرى .‏

نعم إن الحس السليم رائع كونه يجعلك تشعر بالأشياء قبل حدوثها ولكنك لاتفهمه جيداً لأنك ترى أشياء غيرمنطقية فالمشكلة ليست بآلية استخدام هذا الحس في حياتنا اليومية ولكن المشكلة أنه يخدعنا بمعتقدات عديدة وخصوصاً عندما نتنبأ حدوث أشياء غير ممكنة، الحس السليم يجعلنا نؤمن به ونصدقه فلقد استخدم في الحياة العملية والسياسية والصناعية ومجالات عديدة أخرى ويؤكد واتس أن هنالك من استطاع أن يحل العديد من المشكلات الاجتماعية المستعصية بأساليب علمية منظمة عن طريق الحس السليم.‏

ولكنه أصعب ممايبدو عليه من السهولة في الحقيقة ونحن باستمرار نتعلم عن هذه الظاهرة من خلال الأطباءالنفسيين وكيف تؤثر على حياتنا وحياة من حولنا.‏

لقد توصل واتس لنتائج الحس السليم من خلال أبحاثه العلمية ومبادئه، فبدأ بمجموعة من الدراسات النفسية المفاجئة على ماهية الأشخاص الأكثر تأثراً بهذه الحاسة وقد أجرى هذه البحوث على عشرات الآلاف من الناس واكتشف أن البعض يستخدموه لحل ألغاز مادة الرياضيات والفيزياء فقاس أحدهم سرعة الضوء بوضوح.‏

ولكن واتس شعر بالندم لأنه أضاع الوقت على أشياء كانت واضحة وأدرك الطبيب واتس حقيقة المشكلات الحياتية العامة وتوصل لحقيقة تفكير البشر وعرف أنهم هم من يجب أن يعرفوا أنفسهم وهذه أهم خطوة في الحس السليم ويؤكد على ذلك بقوله:‏

إننا نشعربه بعظامنا ودمائنا وقلوبنا وأحشائنا وحتى بالماء الموجود في أجسامنا ولكن ليس بعقولنا.‏

والحقيقة الأهم هي أننا لانعرف أنفسنا ولاحقيقة صراع البشر من حولنا ولكن هذا النوع من الحس يقودنا لمعرفة كل ذلك. إننا جاهلون بالتنبؤ بالمستقبل مع أننا نحب أن نفعل ذلك ومع ذلك نرفض هذا الأمر بشدة لأنه يبعدنا عن المنطق.‏

لوأخذنا على سبيل الاعتبار هاري بوتر الفيلم الذي جذب الكثير من المشاهدين وكما يبدو إنه المادة الأكثر بيعاً في الأسواق ولكن خبراء النشر والصحافة اعتبروه مستوى متدنياً من التفكير وراهنوا على أنه نوع من الجنون واللامنطق وفشل كبير في عالم الفن في زمن من ازدهار العلم والتكنولوجيا كالانترنت بمافيها من الغوغل والفيس بوك.‏

ولاأحد يعرف ماالهدف الحقيقي من هذه الأفلام ومع ذلك كان المادة الأكثر بيعاً مع أنها رفضت لوقت طويل من الزمن كونه لايحتوي على شيء من الاختراعات والعبقرية والبراهين المنطقية ولكن المشكلة الحقيقية أن التاريخ في حياتنا اليومية يأتي مرة واحدة وليس آلاف المرات بطريقة علمية مفتعلة .‏

ويتحدث واتس عن الفيلم قائلاً :‏

لقد استطاعوا أن يحركوا التاريخ أكثرمن مرة وجند المؤلف العديد من الآلات الموسيقية وعرض الألحان الموسيقية بنطاق جديد وغير معروف من الذبذبات لتخدم فكرة معينة ولكي يقيم واتس الموسيقا في الفيلم طلب من مجموعة من الموسيقيين أن يصنفوا جدارة كل لحن من الألحان دون رؤية مشاهد لأي شخص منهم وهكذا يحكم واتس فيما إذاكانت أغاني الفيلم جيدة أم سيئة وحصلت أغاني الفيلم أيضاً على مجموعة الأفضل خمس أغان أوماتدعى بالتوب فايف كأغان ناجحة.‏

كلنا نستطيع أن نعلم أن الحياة مليئة بنسب مختلفة من الناس يهتم كل منهم على حدى بالوقت بطريقته ولكن دراسة الوقت في هذا الفيلم كانت رائعة ومميزة.‏

،لكن أهم إنجاز اعتبره الطبيب واتس كان بإعادة التاريخ مرة أخرى وقال: إنه نجاح مميز وليس ظاهرة غريبة .‏

يطلب السياسيون من الناس أن يتعلموا من التاريخ ولكن الحياة لدى واتس تبدو معقدة كونه يصنع قرارات استراتيجية ويراه دليلاً للمستقبل، فالموناليزا مثلاً هي أفضل لوحة فنية في العالم لأنها تناسب كل الظروف التاريخية وكذلك فيلم هاري بوتر الذي حصل على أفضل نجم سينمائي يجب أن يكون مميزاً ولايشبهنا ويملك طريقته الخاصة ماجعله في القمة .‏

لقد أعجب الطبيب غلادويل بالفلم وقال :‏

إنه يشير لحالة نفسية علمية تدعى الدرجة السادسة من الانفصال وجدها لدى مئات من الناس منذ عام 1960 وهذه الحالة تشيرإلى إننا جميعنا متصلون ببعض من خلال 6أشخاص آخرين، واستمتع غلادويل جداً عندما شاهد هذه الحالة مجسدة بفيلم هاري بوتر على أرض الواقع.‏

ويعتبر الطبيب واتس هذه الحالة فناً رائعاً نستطيع من خلالها أن نكون كالأطفال الأبرياء الذين يواجهون البرد والألم والفوضى خارج منازلهم، إن القصة كلها تدور حول فكرة واحدة ومهمة وهي كيف يعمل العالم من حولنا ؟!...‏

والناس تكره هذه الفكرة وترفض الإصغاء إليها، لقد كتبت هذا الكتاب وأفكر كل الوقت بهذه الطريقة ولكن يجب أن يعترف أحدهم بها لأنها الحقيقة.‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية