إنها المؤامرة التي شهدنا فصولها وأبعادها ومقاساتها بطولها وعرضها ومحيطها ودائريتها.. إنها مؤامرة العرب المستعربين، هذه هي الحقيقة فهم يتسابقون اليوم لتنفيذ أوامر أسيادهم من وراء البحار موجهين سهامهم إلى سورية.. هذه الدرّة التي ماصدئت يوماً ولاغابت نجوميتها.. ولا أفل بدرها.. سورية هذه لمن يريد أن ينعش ذاكرته بعد أن دخلت في غيبوبة قسرية.. هي البلاد الوحيدة في هذا الشرق الذي لم يصادر أحد دورها والتي لم تؤجريوماً مواقفها وترهن قرارها.. هذه الدّرة بقيت عصية بطبيعتها، حرة بأهلها وشعبها.. مستقلة برجالاتها الوطنيين، أبية ممانعة بحكمة قيادتها السياسية ومقاومة بجيشها العقائدي البطل كانت ومازالت مساندة لكل حركات التحرر في هذا العالم، وليس على الصعيد العربي فقط.
ولكن مع هذا الفضاء المتسع للحق العربي السوري ثمة شيء لايحتمل، بل لايطاق من حجم التآمر والخيانة بحق هذا البلد، الذي أصبح الشغل الشاغل لكل حكومات الغرب والشرق التي تتوق إلى الاستعمار مجدداً لدرجة أن أخبار هذا البلد دخلت في سياق أخبارهم المحلية؟!.
فيما أدوات الفتنة المدعومة من العرب تدق اسفينها المسموم كل ثانية ودقيقة وساعة في جسد هذه الأمة الفاضلة والتي ماقدمت يوماً إلى الخير لهذه الدول والدويلات والإمارات والممالك، لكن على مايبدو أن الملح السوري أنكروه من طعامهم؟ لأنهم لم يكونوا يوماً كحكومات أعراب بالفعل بل أدوات تكره، طفيليات تعيش وتزحف وتتسلق على مزابل التاريخ حيث رفضها أصحاب الكرامات والمواقف الشريفة والنبيلة، لذلك لانستغرب مساحة القذارة والإسفاف حين يتلفظ بها ممّن يدعون المشيخة كحال الشيخ محمد الهايف عضو مجلس الأمة الكويتي المتشدق بالإسلام؟! عندما يفتي هذا الوغد بهدر دم السفير السوري في هذا البلد متطاولاً أكثر من مرة في هذا الشأن.
أي فكر حقير هذا الذي يعيش في رؤوس هؤلاء وأي سكين حادة وقاطعة تريد أن تقطع أوصال ماهو مجزأ من جسد هذه الأمة.. ألم تشبع غريزتهم بعد وشهيتهم النهمة من حجم المؤامرة على بلدي؟ وإذا كان الجواب سالباً يعرف هؤلاء.. فإن الجواب الصحيح أن الشمس تشرق وتغرب من ديار وطني وأمتي تحرق بلهيبها من يتطاول غدراً وتدفء من يقترب محبة ورحمة.. هذه سورية لاتجربوها أكثر؟!