عمودك الفقري، هي عادة العلامة الأولى لترقق العظام، وهوالاضطراب الذي يحدث للهيكل العظمي الذي يجعل العظام معرضة إلى للتكسر والتحطم حتى من دون سقوط الجسم أو وقوعه، ومع أن الغالبية العظمى تشرب الحليب ومع أن بلدنا مشمس للحصول على فيتامين«د» الهام لتثبيت الكالسيوم في خلايا الجسم إلا أن المشكلة كما تراها الدكتورة وفاء بطحة اختصاصية أمراض الترقق العظمي والمفاصل والروماتيزم ترجع إلى: أن معظم الناس لاتتعرض لأشعة الشمس سواء في الصباح أو المساء ما يمهد للإصابة بالترقق العظمي ذلك المرض الصامت الذي لاينتج عنه أي أعراض مباشرة ليظهر فجأة عند حدوث كسر ما وهنا برأي د.بطحة يجب التعرف على مكامن الخطورة للكشف على هشاشة العظام بقياس كثافة المعادن في العظام، أي كمية الكالسيوم والمعادن الأخرى، وأفضل وسيلة لتقييم مخاطر الكسور هي حساب كثافة المعادن عند العمود الفقري والورك وهو الأسلوب الوقائي المبكر لكشف المرض قبل استفحاله، ويجب البدء بذلك بأعمار مبكرة ويكون ذلك بعد انقطاع الطمث بسنة عند النساء وبعد سن الستين للرجال فكما أن ثلث النساء تثبت إصابتهن بترقق العظام فإن 20٪ من الرجال معرضين للإصابة بترقق العظام
أهمية الغذاء الصحي
وتؤكد د. بطحة على ضرورة إيلاء المغذيات الحيوية والوجبات الغذائية الصحية الأهمية الكافية فهي تحافظ على قوة العظام عن طريق تأمين المواد الغذائية الأساسية مثل البوتاسيوم والمغنيزيوم والفوسفور، وبالطبع الكالسيوم وفيتامين «دي» فإن كنت لاتحصل على كفايتك من الكالسيوم، فإن جسمك سيحصل عليها من عظامك، وإذا كانت وجباتك الغذائية لاتؤمن لك المقدار الكافي من الكالسيوم (1000 إلى 1200 مليغرام يومياً) تناولي مكملاً لها على شكل أقراص أو غيرها، والأمر ذاته ينطبق على فيتامين «دي» ويوصي الخبراء بـ 800 إلى 1000 وحدة دولية من فيتامين «دي» يومياً (والنساء اللواتي يعالجن من نقص فيتامين «دي» عليهن تناول كميات أكبر ويمكن التركيز على الحليب ومشتقاته والموز والبرتقال والأوراق الخضراء (الأوراق اليابسة لاتحوي على فيتامين دال) وسمك السردين والتونا مع الحد من المشروبات الحاويةعلى الكافيين (شاي وقهوة) وخاصة عندما يتم تناولها بفترات متقاربة مع الوجبات الغذائية.
التمارين الرياضية
وتشير بطحة إلى أن هناك نوعان من التمارين المهمة لمقاومة ترقق العظام، حمل الأثقال وتمارين المقاومة، وتمارين حمل الأثقال هي تلك التي يقوم خلالها القدمان والساقان بحمل وزن الجسم الكامل، وهذا مايضع ثقلاً على عظام الجزء الأسفل من القدم والعمود الفقري، وبالتالي محاكاة نشاط الخلايا العظمية، وتشمل تمارين حمل الأثقال، العدو، والعدو الخفيف (الهرولة)، والمشي السريع، والقفز، وممارسة رياضة كرة المضرب، وتسلق السلالم، أما تمارين المقاومة فتشمل حمل الأثقال الحرة الصغيرة، ومط وسحب الشرائط المطاطية، أو وزن الجسم الكامل مثل رفع الجسد عن الأرض والدفع والكبس باليدين وتعريض العظام إلى الضغط عن طريق العضلات.
كما توجد بعض الإرشادات التي أشارت إليها تتمثل بالامتناع عن التدخين وإليكم سبباً آخر لضرورة عدم التدخين.
الكآبة والوزن
وترى الدكتورة هيام مارديني أن النساء اللواتي لديهن تاريخ في الإصابة بالكآبة العميقة لهن كتلة عظمية منخفضة عند الورك والعمود الفقري مع مستويات عالية من الكورتيزول، وهو هرمون للتوتر يرافق عادة فقدان الكتلة أو الكثافة العظمية، ومنذ ذلك الحين وجدت دراسات كثيرة علاقة مشابهة كما ربط الباحثون أيضاً بعض مضادات الاكتئاب المختارة من زمرة (حاصرات سيروتونين ريابتايك) «serotonin reuptake inhibitor مع كسور العظام، لكن سبب ذلك وتأثيره لم يمكن بالإمكان معرفتهما، وقد يمضي وقت طويل قبل أن يتوضح هذا الأمر، في هذا الوقت قد ترغب بعض النسوة اللواتي يعالجن من الكآبة التحدث إلى أطبائهن حول إجراء اختبار BMD.
الوزن وفقدانه
وأشارت مارديني إلى أن الوزن أو مؤشر الكتلة الجسدية يعد عامل خطورة بالنسبة إلى ترقق العظام، وبغض النظر عن مؤشر الكتلة الجسدية فإن فقدان الوزن خلال فترة الدخول في سن اليأس (أوائل الفترة التي تسبق انقطاع العادة الشهرية والسنوات الأولى القليلة بعد ذلك)، من المحتمل أن يقود إلى فقدان بعض الكثافة العظيمة، وينبغي هنا تفادي الوجبات الغذائية ذات السعرات المنخفضة جداً والوجبات الغذائية الخالية من أغلبية الأطعمة الكاملة، واعلمي ياسيدتي إن فقدان الكتلة العظمية يتسارع خلال فترة انقطاع العادةا لشهرية، لذا إن كنت تحاولين فقدان بعض الوزن في هذه الفترة يتوجب عليك تعزيز تناولك للكالسيوم وفيتامين «دي» والتمارين التي تقوي العظام.