(العاشق) إخراج عبد اللطيف عبد الحميد ، (هوى) إخراج واحة الراهب ، (صديقي الأخير) إخراج جود سعيد وهو فيلم من إنتاج مشترك مع القطاع الخاص، الفيلم الوثائقي الطويل (نوافذ الروح) إخراج الليث حجو . وهناك فيلمان قصيران سيُنجزان ضمن هذه السنة . ولكن السؤال ، هل يعتبر إنتاج خمسة أفلام حالة خاصة أو طفرة طرأت على عملية الإنتاج أم أنها خطوة نحو أفق أرحب وخيارات أوسع يمكن أن ترخي بظلالها على العملية الإبداعية ككل وترسخ حضور الفيلم السوري بشكل أكبر ؟..
هل يستمر الحراك المتصاعد للانتاج؟..
لقد بات من شبه المؤكد أن هذه السياسة الإنتاجية ستستمر وتتطور ، فالإنتاج في العام القادم سيكون (على الصعيد الكمي) بالمستوى نفسه الذي كان عليه في هذا العام إن لم يكن أفضل ، إذ يؤكد المدير العام للمؤسسة العامة للسينما الناقد محمد الأحمد أن ميزانية الإنتاج لعام 2012 تؤهل المؤسسة لإنتاج خمسة أو ستة أفلام طويلة .. حول طبيعة وملامح الخطة المرتقبة للإنتاج في العام القادم يقول الأحمد :
ما يمكنني الإعلان عنه للعام القادم أن المخرج سمير ذكرى أبدى رغبة في إنجاز فيلم ونحن في انتظار ورود السيناريو منه ، والمخرج ريمون بطرس أكد أنه بصدد كتابة سيناريو من وحي الأجواء القائمة في سورية ونحن في انتظاره ، وهناك سيناريو كلّف به الفارس الذهبي وهو عبارة عن أربع قصص قصيرة يجمعها لحمة واحدة وهذه طريقة السينما الإيطالية في سبعينيات القرن الماضي وممن أنجزوا أفلاماً بهذه الطريقة أذكر فيلليني وبازوليني حيث يتم تقديم ثلاث قصص ضمن فيلم واحد ، وهناك سيناريو سيكتبه ويخرجه أنور القوادري عن مسرحية للدكتور رياض عصمت وسيكون فيلم نعول عليه ليكون فيلماً موسيقياً جميلاً , عموماً حتى الآن الخطة الإنتاجية غير متضحة بشكل كامل ومتى وصلتنا تلك السيناريوهات سيصار إلى قراءتها وتقييمها .
ويتابع القول : العجلة سارت ولكننا اليوم ننتظر تقديم موضوعات سينمائية بعيدة عن النخبوية تخاطب الناس فنحن بحاجة إلى سيناريوهات جيدة ، خاصة أننا في فترة معينة قدمنا أفلاماً ربما لا تخاطب الناس وهذه مشكلة حقيقية في السينما السورية ، وبكل أسف باتت موضة ، وقد ورثت جزءا منها فحاولنا اللجوء للأدب السوري ، ونحاول شيئاً فشيئاً التخلص من إطار نخبوي لم يوصل الأفلام السورية إلى القلوب ، ربما أوصلها إلى جائزة هنا أو هناك ولكن هناك أفلام لم تخاطب الناس ، ونحن اليوم مُطالبون بأفلام تخاطب الناس وقريبة من قلوبهم .
مما لا شك فيه أن يتم إنتاج خمسة أفلام طويلة في العام الواحد هو أمر يحدث ربما للمرة الأولى في المؤسسة ، لا بل لم تتوقف ورشات التصوير المنتشرة هنا وهناك رغم الظروف التي مرت بها سورية (اعتبرنا أن الإنتاج في هذه الظروف تحدياً واستطعنا تطبيق خطتنا الإنتاجية بأكثر مما كنا نتوقع) هذا ما يشدد عليه الأحمد في حديثه عن آلية تطبيق الخطة الإنتاجية للعام الحالي ، ولكن ماذا عن الفيلم القصير؟.. ما مصيره وأين حصته من الإنتاج ؟ هل سيكون له مكان في الخطة الحالية والخطة القادمة من إنتاج المؤسسة ؟ وأين دور الشباب فيه ؟.. ضمن هذا الإطار يؤكد الناقد محمد الأحمد على قناعته بأن الفيلم القصير ينبغي ألا تنتجه المؤسسة وإنما أن ترعاه إنتاجياً ( في كل الدنيا المؤسسة الرسمية ترعى ولا تُنتج) ، يقول : هناك شباب موهوبون جداً وتبدت لي هذه القناعة أثناء انعقاد دمشق عاصمة للثقافة العربية ، فيومها بالاتفاق مع الأمانة العامة للاحتفالية أنتجنا مجموعة كبيرة من الأفلام ، هم قدموا المال ونحن قدمنا المعدات فاكتشفت أنه تم تقديم أفلام قصيرة لهواة جميلة جداً لا بل وأفضل من الأفلام التي ننتجها فكانت هناك مواهب مدفونة تم اكتشافها .. وهذا لا يعني أننا سنتوقف عن الإنتاج ولكنني شديد الميل الآن لأن أعلن في العام القادم مشروع ضخم لدعم سينما الهواة ، فنفكر في المؤسسة العامة للسينما بأن نرعى إنتاج حوالي عشرين فيلما قصيرا العام القادم ، حيث نقدم المعدات ومبلغا معين من المال لنكتشف السينمائيين الجدد الذين ليس أمامهم طريقة سوى احتضان من هذا النوع .