تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


هلع في أسواق المال الأوروبية..البنك الدولي يحذّر من عاصفة تهدد اقتصاد ومنطقة اليورو جديدة

دمشق
سانا- الثورة
الصفحة الأولى
الأثنين 15-8-2011
في ظل تحذيرات البنك الدولي من العاصفة الجديدة التي تهدد اقتصادات دول منطقة اليورو وعملتها الموحدة تتواصل المحاولات الاوروبية المستميتة لانقاذ اقتصاداتها من الازمة التي تفاقمت بفعل تخفيض التصنيف الائتماني المالي للولايات المتحدة وذلك خشية انتقال عدوى الديون الخانقة الى ايطاليا واسبانيا وقبرص بعد أن عصفت هذه الازمة بدول اليونان وأيرلندا والبرتغال.

فقد وصف رئيس البنك الدولي روبرت زوليك في مقابلة نشرتها الصحيفة الاسترالية الاسبوعية ويكند استراليان الازمة الاقتصادية في منطقة اليورو بأنها بداية عاصفة جديدة تختلف عن أزمة 2008محذرا من أن معاناة اليونان والبرتغال من أزمة ديون خانقة ووجود دول أخرى مهددة ومن دون أي امكانية لخفض قيمة العملة يفتح احتمال أن تكون التحديات التي تواجهها منطقة اليورو من الاكثر أهمية.‏

واعتبر زوليك أن الازمة في منطقة اليورو قد تكون التحدي الاهم للاقتصاد العالمي الامر الذي يحتم على الدول الاوروبية اتخاذ الاجراءات اللازمة في أسرع وقت ممكن على حد تعبيره.‏

ورأى زوليك أنه رغم حالة الهلع التي تسبب بها خفض تصنيف الدين الاميركي في الاسواق الا أن أزمة الدين في الدول الاوروبية تثير قلقا اكبر في الوقت الراهن محذرا من أن اقتصاد منطقة اليورو ليس وحده المهدد بل مستقبل العملة الاوروبية نفسها ولاسيما أن اليونان والبرتغال اللتين تعانيان من مشكلة الدين ودولاً أخرى مهددة بخفض قيمة العملة الاوروبية الموحدة.‏

وفي هذا الاطار ألمحت مصادر الاتحاد الاوروبي في بروكسل الى احتمال أن تتوسع القمة المرتقبة بين الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي والمستشارة الالمانية أنغيلا ميركل الثلاثاء القادم لتشمل قادة دول أخري للتشاور حول سبل الحيلولة دون تفاقم أزمة اقتصاد منطقة اليورو الى درجة تخرج عن السيطرة ولاسيما بعد أن تكبدت الاسواق المالية الاوروبية خسائر فادحة خلال الاسبوع الماضي.‏

ولم يظهر المحللون الاقتصاديون أي تفاؤل تجاه حلحلة الازمة في منطقة اليورو حيث اعتبر هنري بلودجيت المحلل في الموقع المتخصص ذي بيزنس اينسايدر أن القلق حول متانة منطقة اليورو والاقتصاد الاميركي ما زال قائما ولم يتغير أي شيء في حين ذهب المحلل في سي ام سي اي سي فرنسوا دوهين الى موقف أكثر تشاؤما حيث رأى أن الخوف يهيمن على الاوضاع الاقتصادية في منطقة اليورو ولا أمل في انتهائه حاليا لان ذكرى أزمة عام2008 ما زالت ماثلة في أذهان المستثمرين وأموالهم التي تبخرت لذلك يقومون بالبيع أولا ثم طرح الاسئلة.‏

الى ذلك ما تزال حالة الهلع تسود أسواق المال الاوروبية ولاسيما الفرنسية منذ الاربعاء الماضي بعد انتشار أنباء عن امكانية خفض درجة فرنسا الائتمانية الامر الذي زاد مخاوف المستثمرين من انتقال أزمة القطاع المالي الاوروبي الى الولايات المتحدة نظرا لارتباط المصارف الغربية ببعضها.‏

ويأتي ذلك في الوقت الذي خرجت فيه تصريحات من عواصم أوروبية وغير أوروبية تلقي باللوم على التوتر والخلافات بين القادة الاوروبيين وغياب التوافق السياسي في الولايات المتحدة والتي تعد أحد الاسباب الرئيسية لتفاقم الازمة التي اختلف البعض في تسميتها بأزمة اليورو أو أزمة الديون وجاء هذا بعد ساعات فقط من تصديق الحكومة الايطالية على خطة تقشف جديدة تهدف الى توفير نحو 45.5 مليار يورو وذلك في محاولة منها لتهدئة الاسواق بشأن الوضع المالي في ايطاليا.‏

ونبه المحللون الى خطورة الذعر والتقلبات الحادة في أسواق منطقة اليورو التي تعكس ضعف ثقة المستثمرين في العالم الغربي وامتداد تأثيرها وتهديداتها الى نمو اقتصاد دول جنوب شرق اسيا.‏

ففي مؤشر جديد على أزمة الثقة بالاقتصاد في منطقة اليورو نقل المستثمرون خمسين مليار دولار من البورصات الى قطاعات أكثر أمانا خلال الاسبوع الماضي في خطوة اعتبرتها صحيفة فايننشال تايمز أنها أكبر حجما من افلاس المصرف الاميركي ليمان براذرز في2008.‏

وفي محاولة من المصرفين المركزيين الاوروبي والاميركي الاحتياطي الفدرالي لاعادة الثقة الى المستثمرين قاما بتنفيذ اجراءات استثنائية ولاسيما شراء سندات للدين العام من قبل البنك الاوروبي واطلاق اجراءات جديدة لانعاش الاقتصاد من قبل الاحتياطي الفدرالي الامر الذي اعتبره محللون بداية لفهم سبل حل أزمة منطقة اليورو من خلال عدم الاعتماد على الحكومات.‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية