الجواب الجاهز دون تفكير /دكتور..أو مهندس!!/.
لتترسخ تلك المفاهيم وترخي بثقلها فيما بعد على الشباب ومستقبلهم، الذي تتقاذفه عوامل عديدة منها سياسة القبول الجامعي والدراسي فهي تترك أثرها الكبير على اختيارهم، وتأتي تلك المفاهيم لتؤكد أنه لا مستقبل إلا للكليات العلمية رغم أن المجتمع بحاجة إلى جميع المجالات.
فكيف الحال بالنسبة للتعليم الفني أو المهني والذي ينظر إليه الكثيرون على أنه يستقبل من لفظهم التعليم العام ويصبح الذهاب إليه إجباريا!!
رغم أن شريحة من الشباب قد ترغبه لكن نتيجة المفهوم الدارج والنظرة العامة له والتي تراه دون المستوى الاجتماعي والاقتصادي قد يعرضون عنه فمن المسؤول عن هذا الخلل ؟
{نظرتهم...تطاردني !!»
قد يتأثر الشاب بهذه المفاهيم التي تؤثر على مستقبله كما يقول يزن شعبان الذي دخل مجال التعليم المهني قسم الميكانيك وأكمل:
أحببت هذا المجال، و أنا دوما أحصل على علامات جيدة لكنني أدرك أن جميع الناس ينظرون إلى هذه الدراسة بعين الإهمال ويرونها على هامش الحياة كتعليم وكمستقبل !!
{رغبة الأهل..الضغط الأكبر!»
والذي أثر على مستقبل نور في بداية حياتها حيث تقول:
لقد توجهت إلى دراسة الطب برغبة من أهلي كونه أهم الفروع العلمية وذات مكانة عالية في نظر الناس، خاصة إنها مضمونة في المستقبل ورغم أنني التحقت بكلية الطب ودرست لمدة عام وكونها ليست رغبتي أو ميولي لم أدرس ولم أنجح ولم استطع الاستمرار فيها، فأنا أفضل مجال الإخراج وكانت معارضة أهلي كبيرة في البداية وكان التحدي بالنسبة إلي أكبر بأن أتخلى عن اختصاص يحمل كل هذه الأهمية لالتحق بالإخراج المجال الذي أحبه، وخضعت فيه لعدة دورات وعملت ضمن أجواء يملؤها القلق والخوف، وكل ذلك بسبب المفاهيم الراسخة حول فروع معينة والتي تحدد مستقبلنا سلفاً.
{ماذا يقولون..حول مستقبل أبنائهم؟»
لنستمع إلى إحدى الأمهات عندما سألناها عن رغبتها في دراسة ابنها مستقبلا فأجابت على الفور:
من المؤكد أفضل أن يدرس الطب أو الصيدلة أو الهندسة ودون تفكير بهذا الأمر، لأن تلك الكليات تسمح له في المستقبل أن يكون مستقلاً من الناحية المادية والمعنوية، إضافة إلى تحقيق الرفاهية والعيش الكريم ،لا أن يبقى سنوات وسنوات ينتظر المسابقات ويسعى هنا وهناك لكي يحصل على عمل!!
بصراحة أنا وغيري سأجبر ولدي على التوجه إلى دراسة تؤمن له المستقبل المريح والحياة المرفهة فأنا أعرف مصلحته أكثر منه وأحرص عليها.
ما يلفت النظر في تلك الحالات التي تزدحم في المجتمع أن إمكانيات الشباب والتي لا حدود لها تذهب سدى في مجالات بعيدة عن رغباتهم، في حين أنه يمكنهم الإبداع وخلق المعجزات في حال وجهوا حسب ميولهم.
فتلك العقلية الراسخة تصادر رغباتهم وميولهم من جهة ومن جهة أخرى يزداد الخلل في مفرزات التعليم التي لا تتناسب مع احتياجات سوق العمل ما يعود بالخسارة على الجميع.