والساعات التي تمر بالمرء في الليل والنهار، وهو الزمن الذي تقضي فيه سحابة اليوم وهو طريق الحياة نسير به قاطعين مسافات الأيام ومراحل العمر فما هي قيمة الوقت وكيف نستطيع تنظيم أوقاتنا وما هي النتائج المترتبة على مضيعة الوقت؟
في هذا الريبورتاج حاولنا الحصول على إجابة عن هذه التساؤلات فلنتابع:
قيمة الوقت
الوقت كالبستان فيه أشجار باسقات وعلينا أن نثمر أغصانها بالعمل والكفاح ليس إلا، ذهب إذا تبعثر أصابنا الندم هذا ما أكده لنا الشاب عروة محمد علي (17سنة) ويضيف:الوقت كالسيف إن لم تقطعه قطعك أي إذا لم تعمل وتكافح فإنك ستصبح خامل الذكر لا سعادة ولا حياة حلوة هنيئة فالوقت سفينة والعظيم من يعبر بها إلى شاطئ الأمان بالعمل, وإنَ الوقت لا يصلح إلا بالعمل والكفاح فهو كالطعام لا يستطاب إلا بالملح.
ضياع الوقت
بينما يقول عبد الله حاج مرعي «متخرج معهد متوسط»: إننا لا نقدر للوقت قيمة ولا نقيم له وزناً وإنَ نظام حياتنا مضطرب مرتبك فنحن نعمل حيث تجب الراحة ونؤثر الراحة حيث يجب العمل وإنه من المؤلم حقاً أن نرى كثيراً من شبابنا يشغل وقت فراغه في قراءة الروايات الرخيصة والقصص السخيفة وهذه هي الطامة الكبرى وتضيف الشابة يمامة الباشا «طالبة بكالوريا» كثير من شبابنا لا يجدون وسيلة لملء وقت الفراغ سوى باللهو لكن هؤلاء يسيئون إلى أنفسهم فلا شيء كاللهو يفسد عقولهم ويفتح لهم باباً للشر والهوان وحقاً فإن ضياع الوقت سدى يعني ضياع الخلق وضياع الخلق يجر وراءه حتماً عادات سيئة وصحة ضعيفة فإن ضياع الوقت يعني فوق هذا وذاك ضياع فرص قد لا تعود أبداً.
فوائد تنظيم الوقت
مصطفى نعنوع-صاحب صالة أنترنت يقول: إنَ تنظيم الوقت سبيل إلى النجاح فعظماء الرجال جعلوا لكل أمر وقتاً ورتبوا زمنهم ونسقوه فالرجل الناضج هو الذي ينظم وقته ويحافظ عليه ويخصص لكل ساعة عملاً فهو كالتاجر الكيس الذي يعتني ببضاعته ويحاذر ألا يخسر منها شيئا ويضيف الشاب عبد الكريم عفارة طالب ثاني ثانوي قائلاً: يجب علينا أن نضع في رؤوسنا غاية أو هدفاً سامياً أو نبيلاً وأن نرسم في أذهاننا خطة وأن تكون لنا هواية نافعة تقودنا إلى ممارستها ميولاتنا الطبيعية وإن الطالب الناجح هو الذي يقسم وقته بين أداء الواجب المفروض عليه وبين الممارسة الفعلية للهواية وإن تنظيم الوقت يعود بالفائدة على الطالب إذ يعود عليه بالنجاح وعلى الأمة بأن تصبح أمة غالية عظيمة غنية بالأدباء والمفكرين والصناع والمهرة والعمال المبدعين.
رأي خبير
الباحث الاجتماعي وضاح نعمة يقول: هدر الوقت سدى بغير فائدة أصبح شيئاً عادياً بالنسبة للكثير ولكن يجب علينا المحافظة على أوقاتنا وتنظيمها لأن الوقت هو مادة الحياة وتلك الأنفاس التي ترددونها محسوبة عليكم كما يجب عليكم أن تقبضوا ناصية الفرص التي بين أيديكم وأن تأخذوا درسكم عن الساعة التي تعيشون فيها, وإن الاستخدام السليم للوقت يبين عادةً الفرق بين الإنجاز والإخفاق، فمن بين الأربع والعشرين ساعة يومياً يوجد عدد محدد منها للقيام بالأعمال، وهكذا فإن المشكلة ليست في الوقت نفسه، وإنما ماذا نفعل بهذه الكمية المحدودة منه؟ إن الاستفادة من كل دقيقة شيء مهم، لإنجاز الأعمال بأسلوب اقتصادي وفي الوقت الصحيح، فالوقت يسير دائماً بسرعة محددة وثابتة، ومن ثمّ ينبغي للفرد أن يحافظ على الوقت المخصص له، فكمية الوقت ليست مهمة بقدر أهمية كيفية إدارة الوقت المتاح لنا، وبالإدارة الفعَّالة يمكن الوصول إلى استخدام أفضل للوقت، والقدرة على الإنجاز الكثير في كمية الوقت نفسها.