تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


محطات في حكاية الغربة

شباب
الاثنين 2011/8/15
أشرف مأمون الطويل ـ السويداء

ذات صباح وقفت أراقب الدرب من وراء النافذة وفي قلبي أمل بعودتك ياسوسنة الحقول وفي لحظة ما حط عصفور ملون على شرفتي وراح يغني فقلت له:

أتحمل لي معك البشرى يا طائر الشوق أم جئت تشكو هم عصفورة غائبة ابتسم العصفور وغنى ثم طار وبقيت وحدي وراء النافذة لأسمع وقع خطوات قادمة من البعيد فوضعت يدي على قلبي ثم رحت أغني كعصفور عثر فجأة على وليف غائب قالت له بعد أن ضيعتها الغربة عشرين عاماً اشتهي بيتاً لنا حدوده المواعيد وسياجه ترجيحة موال جريح وبساتينه مرشوشة بيضاء شمس لا تعرف المغيب أشتهي بيتاً لنا قرميده يحضن الصدى ويلم الصمت أذيال النجوم ليبني منها أعشاشاً للعصافير المهاجرة والتي أتعبها الرحيل أشتهي بيتاً لنا والأهل والأقارب فرحون بعودتنا بعد أن ملوا الانتظار إنهم عيون شوق تطلع إلينا وقلوب تخفق بالحب لرجوعنا وشفاه تلهث بحنان عذب لملاقاتنا.‏‏

قال لها:هل تذكرين ذلك العجوز في ضيعتنا الذي كان صوته يوقظ الناس في دروب القرية وتذكرين لون عصاه واتساع ابتسامته من سنبلة القمح ،تعلمي كيف تحبين الأرض والوطن والشمس ازرعي الأرض يا ابنتي ولا ترحلي فالأرض يا ابنتي هي العرض والوطن.‏‏

اقترب منها وكان في عينيها دمعة تكبر وتكبر وتسقط لؤلؤة على سناحة الخد.‏‏

قالت له: لقد أتيت من الغربة؟ لقد أتعبك الرحيل وأتعبني الانتظار.‏‏

قال لها: نعم وفي يده وقعت صرة ملفوفة بشرائط ملونة كما الزهرة بدأت تتفتح أضاءت ملامح وجهها ولكن البكاء لم ينقطع وظلت تتحدث معه وقالت: كنت أقول لمن تزهر الورود لو لم تعد. قال لها: وهل كنت تشكين في عودتي ومسح بيده دموعها وهو يقول: أخاف على جمال عينيك من البكاء حتى لو كان بكاء الفرح.‏‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية