تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


لمَ السماء زرقاء اللون ؟

شباب
الاثنين 2011/8/15
هـ. س

طوال سنين كنت إحدى الحاضرين الدائمين في المخيمات التي تقيمها منظمة شبيبة الثورة لتنمية المواهب ولاسيما الأدبية ,لم أفوت إحداها فسنويا كنت

أجلس بانتظار المحاضر الذي سيقوم بإلقاء محاضرته علينا ,والحقيقة أنني وأصدقائي كنا نذيق ذاك المحاضر الأمرين فقد كنا نرفض أن تلقى علينا المعلومات إلقاء بل كنا نطالبه دوما بشيء غير اعتيادي وإلا فإننا كنا نحول تلك المحاضرة إلى شيء آخر.‏‏

بعد خمس سنوات و بعد أن شغلتني الحياة بأشياء كثيرة منعتني من الحضور هذه السنة صادف القدر أن أدعى إليه لأكون أحد المحاضرين , وكون هذه التجربة هي الأولى وشعوري بأنني لست مؤهلة لهذا العبء الكبير في إلقاء محاضرة بين شباب ينتظرون من المحاضر أسلوبا غير اعتيادي ليشدهم ويعلمهم , كانت المشكلة في ماذا سأقدم لهم فأسلوب المحاضرات والإلقاء كان قد عفى عليه الدهر انتابني قلق المرة الأولى والفشل ومللهم وتوقعات كثيرة وفي النهاية أرسيت قراري حول ماذا سنفعل في الساعتين المقررتين ولكن مع كثير من الخوف والقلق , حين دخلت القاعة تلقتني ثمانون عينا متلهفة فضولية تبحث عن ألف جواب , في ورقتين أمسكتهما في يدي خوفا من النسيان حاولت أن أخفي خوفي وابتدأنا محاضرتنا تلك بالتعريف بجنسين أدبيين هما القصة والخاطرة ولم أطل فقد كنت بحاجة أن أجذب انتباههم واهتمامهم دون أن أخرج عن موضوع المحاضرة , ثم طرحت سؤالا طلبت من الجميع أن يجيب عليه بطريقته الخاصة فسألتهم: لم السماء زرقاء اللون ؟ بعضهم باشر الكتابة وبعضهم لم يستوعب السؤال ؟وبعضهم رمقني بنظرة غريبة لم أستطع حتى توقع ماذا يخفون خلفها من نقد لاذع لا يعرف الرحمة, و فجأة بدا ذلك الحاجز المخيف الذي بنيته يتلاشى عندما بدأت بسماع تلك الإجابات الخلاقة التي أذهلتني بعضهم قال السماء زرقاء لأنهم يحبون اللون الأزرق وأحدهم قال : إن البشر لا ينفكون ينظرون إلى السماء ويكتبون أمانيهم بأقلامهم الزرقاء حتى صارت السماء بهذا اللون , والبعض قال عيون أمهاتهم ومن يحبون جعلت السماء بهذا اللون لم تنفك الأصابع عن الارتفاع وصار الوقت يمضي سريعا, وصار الكل يطالبني بالاستمرار , كنت في غاية السعادة يخطر في ذهني الآن عبارة قالها اينشتاين ((من أسمى الأشياء عندما يقوم المعلم بإيقاظ بهجة التعبير الخلاّق والمعرفة)), لا أعرف إن طبقت هذه المقولة اليوم ولكنني تساءلت عن مدى احتياج المعلمين إلى إدراك أهمية إبداع طريقتهم الخاصة التي تشد الطلاب وتدفعهم على الإصغاء , تساءلت هل يفكر المعلمون قبل دخول الدرس كيف سأجعل طلابي اليوم يحبونني ؟ وأنني اليوم لن أعلمهم بقدر ما سأجعلهم يتعلمون؟ وهذا لا يعني التقليل من أهمية معلمينا وأساليبهم أولئك الذين أمضينا حياة بتفاصيل كاملة معهم ولكنني أشير إلى زمن صرنا بحاجة فيه إلى تطوير أدواتنا في كل المجالات و أذكر بمدى أهمية الإبداع لتربية جيل نطالبه دائما بالإبداع .‏‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية