رغم الاعلانات الضخمة التي توظفها هوليوود للترويج لأفلامها خاصة أفلام الرعب والاكشن وصولا الى الرسوم المتحركة.
فمنذ بداية هذا العام اخذت تشهد تراجعا في هذا الجانب الثقافي الحيوي في بلاد العم سام وبات الخوف من ان تجتاح سينما جنوب شرق اسيا (هونغ كونغ والصين) الشاشات العالمية ذلك لان صناعتها السينمائية بدت اكثر تعلقا بتراث جنوب شرق اسيا واكثر انسانية.
وبذا فقد بدأت تقرع أبواب هوليوود وتقض مضاجع استديوهاتها التي لاتنفك تجتر سينما الستينات والخمسينات ومرحلة السينما الصامتة كما عروض صالاتها هي مواضيع سبق استنساخها عدة مرات من ايام الحرب الباردة بما في ذلك «كينغ كونغ» وافلام الانهيار الاقتصادي مطلع الثلاثينات من القرن الماضي، بينما تعمل بكين وهونغ كونغ على استحداث صناعة سينمائية اكثر التصاقا بالواقع وبالمواضيع الوجدانية.
كما لم تكتف الصناعة الصينية بالمحليات والمواضيع المستقاة من المجتمع الصيني بل انتقلت الى عواصم غربية حيث الاستديوهات اكثر مرونة واكثر تقدما على غرار «غوبو» في باريس.
تقول صحيفة لوفيغارو: منذ مطلع هذا الصيف بدأت عجلة تلك الاستديوهات الغربية تدور لصالح السينما الصينية بعد أن خطت صناعة الافلام الصينية خطوات المردة في اوروبا الغربية حين أنتجت مسلسلات تلفزيونية سوقتها الشركات الغربية في ارجاء القارة العجوز وها هم مشاهير المخرجين الصينيين يعالجون مواضيعهم في باريس.
وترى سوزان اكس يو نائبة مدير الانتاج المشترك: أنه خلال العقد الماضي وقبل نهاية القرن العشرين بدأت الافلام الصينية تغزوالصالات الاوروبية بعد ان لاقت إقبالاً كبيراً ليس من قبل النخبة فقط انما ايضا من الجمهور الواسع خاصة للبطل المعروف جاكي شان بطل الكونغ فو الذي بدأ تصوير مشاهد من فيلمه «الابراج الصينية» في باريس منذ حزيران الماضي.
ويعتبر هذا الانتاج الشجرة التي تخبئ وراءها الغابة فإلى جانب جاكي هاهو وانك كاروي ينتقل الى باريس ايضا لتصوير فيلمه الجديد «المعلمون الكبار» حيث لجأ وانك الى استديوهات المؤثرات الصوتية والخدع السينمائية الفرنسية (بوف) لتحقيق هذا الفيلم الخاص برياضة الكونغ فوحيث تجري أحداثه في بكين في اربعينات القرن الماضي، اما الكوميديا الرومانسية فتقدم فيلم «الطفل الكامل» الذي تم تصويره أيضا في العاصمة الفرنسية مطلع هذا العام ويشارك فيه أحد الممثلين الفرنسيين جان باتريس مونييه، حيث بدأ عرض الفيلم في الصين مطلع اب الحالي.
وفيلم «جانك اي» الذي تم تصويره في مدينة بوردوحقق اعلى المبيعات على شبابيك التذاكر في الصين منذ اواخر نيسان الماضي ويعتبر المسلسل التلفزيوني الصيني «سنواتنا في فرنسا» الذي تموله حكومة بكين والذي انتهى تصويره قبل ايام ترجمة لهذا التعاون الصيني الاوروبي إذ يأتي انتاجه بمناسبة الميلاد المئة لجمهورية الصين الشعبية ويروي المسلسل عن أيام كثيرين من مؤسسي الحزب الشيوعي الصيني خلال العشرينات من القرن الماضي ويبث هذا المسلسل على القناة الوطنية الاولى التي يشاهدها 500-600 مليون مشاهد.
أما فيلم جاكي شان «الابراج الصينية» فتجري أحداثه في انحاء متفرقة من فرنسا.
وسينفذ جاكي شان مشاهد فيلمه دون بديل اذ سيقوم بالبطولة المطلقة كما كان في جميع افلامه وبعدها سيبدأ البحث عن التماثيل البرونزية التي سرقت من بكين والتي ترمز للابراج الصينية التي سرقها الجيشان الفرنسي والبريطاني من بكين وسيصل البحث عن التراث الصيني الى اسيا الوسطى واستراليا والخليج العربي.
ويرى المراقبون أن الشعب الصيني يرتاد الصالات السينمائية اليوم اكثر من اي وقت مضى لا بل يتوقع أحد مديري استديوهات وارنر بروس الهوليوودية ميلر اوخش ان شباك التذاكر الصيني سيتجاوز خلال عشر سنوات شبابيك التذاكر في الولايات المتحدة كما ان الصناعة السينمائية في الصين التي كانت تحتل المرتبة العاشرة قبل عامين ستقفز الى المرتبة الخامسة عالميا بعد الولايات المتحدة والهند وفرنسا ر بريطانيا حيث وصل انتاج الافلام الصينية العام الماضي الى 526 فيلما وهورقم لن تحققه فرنسا اوبريطانيا خلال الاعوام القادمة ولا حتى الولايات المتحدة ما يعني ان الصين والهند ستتنافسان على المرتبتين الاولى والثانية