تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


إياس نحيلي.. عـــازف البـــزق القــادم

ثقافـــــــة
الخميس 18-8-2011
أحمد بوبس

في إحدى جلسات نادي الاستماع الموسيقي الذي يديره الأستاذ ياسر المالح في ثقافي أبي رمانة، قدم لنا مفاجأة سارة، تمثلت بعازف شاب على آلة البزق، لايزيد عمره عن عشرين عاماً،

لكن براعته في العزف على هذه الآلة أكبر من عمره بكثير.‏

هو إياس نحيلي الذي يحمل جسمه شيئاً من كنيته، فهو نحيل الجسم.‏

حين أمسك بالبزق ووقف يعزف عليه، أحسست بشلال عذب من الموسيقا ينساب من بين يديه, شلال غزير ولكنه انسيابي ليس فيه قسوة الشلالات, فإياس يتعامل مع البزق برقة وحنان، ولاتكاد ريشته تلامس أوتار البزق.‏

إياس يتمتع في عزفه بالبراعة والإتقان، يعزف ليثبت ذاته لكن دون استعراض للعضلات، يعزف بهدوء وروّية.‏

استمعت إلى عزفه في الارتجالات وفي بعض المقطوعات الموسيقي وفي موسيقا بعض الأغاني الشعبية مثل (قدك المياس)، فكان عزفاً ممتعاً سلساً على الأذن، وليس فيه قسوة.‏

وإياس رغم حداثة سنه استطاع أن يحقق بعض النجاحات مع البزق, فقد حاز على المركز الأول في العزف على البزق في مسابقة معهد صلحي الوادي عام 2009, وقدم عزفه الإفرادي على البزق مع المايسترو سليم سحاب في قصر المؤتمرات في القاهرة عام 2009 أيضاً.‏

وحين يختاره مايسترو كبير مثل سليم سحاب ليعزف ضمن فرقته الموسيقية، فهذا قول فصل في براعة إياس نحيلي وقدراته على البزق، وشهادة لاتعلوها شهادة.‏

وإياس يتخذ من أمير البزق محمد عبد الكريم مثلاً أعلى له في هذه الآلة. وأتمنى على إياس أن يتدرب على المقطوعات الصعبة لأمير البزق ويقدمها في حفلاته ولاسيما مقطوعتا (رقصة الشيطان) و(المعركة الموسيقية) لما تحتاجان إلى تقنيات موسيقية عالية. فالبراعة وحدها لاتكفي ليصبح العازف على سوية عالية، وإنما يحتاج إلى التقنيات في العزف (التكنيك)، والتقنيات ليس لها حدود.‏

وأعتقد أن إياس إذا ما استمر في تطوير نفسه، سواء بالتدريب المستمر، أم بتثقيف نفسه موسيقياً، وبالاطلاع على تجارب العازفين الكبار سواء على البزق أم الألات الأخرى كالعود، فسوف يعيد أمجاد محمد عبد الكريم. فكل ذلك يفيده في إغناء عزفه وتطوير تقنياته.‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية