تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


نافذة... رسالة إلى برلماني عربي

آراء
الخميس 18-8-2011
سليم عبود

يا زميل..

أجد لك العذر، فأنت كغيرك من ضحايا إعلام خبيث، وجه سمومه نحو سورية لتفكيك وحدتها الوطنية وضرب مناعتها القومية والوطنية.. لأن في سورية صوت الله،‏‏‏

وعزة الإسلام، ووهج العروبة، والمقاومة للذل والاستسلام ومشاريع التفكيك.. والسلاح الذي لم يستسلم في مواجهة «إسرائيل».‏‏‏

نعم.. في سورية أقلية.. وأكثرية..‏‏‏

الأكثرية في سورية.. هي مجموع الشعب السوري بكل زركشته الرائعة التي أكدت زهوها الحضاري بفعل التاريخ والجغرافيا والقيم المشتركة، وعوامل النضال والصراع مع المستعمر، وفي إطار «مفهوم المواطنة» الذي يتساوى فيه الجميع في الحقوق والواجبات.. أما الأقلية.. فهؤلاء الذين خرجوا على مفهوم المواطنة والتاريخ والقيم وسلوكيات الدين والوطن وحملوا السلاح، قتلوا، وخربوا، وأشعلوا النار في الممتلكات الخاصة والعامة، وذبحوا الرجال والنساء والأطفال ورجال الجيش والأمن من الوريد إلى الوريد، ومثلوا بالجثث، وقطعوا الرؤوس والأذرع وبقروا البطون وفقؤوا الأعين لأناس واجهوا موتهم بشهادة أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله.‏‏‏

هل رأيت عناصر هذه القلة على شاشات التلفزة كيف قتلوا، وقطعوا الرؤوس، والأطراف، وألقوا بها في نهر العاصي الذي يعبر مدينة حماة؟! تلون نهر العاصي بدماء ضحاياهم، مشهد بربري أبهج شيوخ الفتاوى التكفيرية «العراعرة، والقرضاوية».‏‏‏

على الفضائيات التحريضية التكفيرية الصهيونية.. جاء المشهد مقلوباً، القتلة جنود، والمقتولون ثوار.. هذا التزوير يذكرنا بمشهد مقتل الطفل محمد الدرة، حيث قدمه الإعلام الإسرائيلي طفلاً إسرائيلياً قتله الفلسطينيون.‏‏‏

نعم ثمة دبابات نزلت إلى الشوارع..‏‏‏

كان على الجنود أن يتقدموا بحماية الدبابات لأن أسلحة المجرمين فاقت ما يمتلكه الجيش السوري قوة وحداثة، أؤكد لك طوال الأحداث لم تطلق دبابة سورية طلقة واحدة.. كان الهدف منها حماية الجنود من نيران القتلة المدربين في دولة عربية وغير عربية، الدولة اللبنانية أعلنت أنها ألقت القبض على عصابات ترسل السلاح إلى سورية، بعضه سلاح إسرائيلي لقتل السوريين، وعلى حد تعبير الشيخ القرضاوي «وما لو؟؟!!!».‏‏‏

بعض الأطراف العربية تطالب الجيش السوري بالانسحاب من المدن، أنا أقول لهذه الأطراف اطلبوا إلى من مولتم وسلحتم الانسحاب من الشوارع والتوقف عن القتل والتدمير والحرق وسفك الدماء.‏‏‏

هل تذكر يوم التقينا في اجتماع الاتحاد البرلماني العربي في شباط الماضي، كانت أحداث تونس ومصر وليبيا في أوجها. قلت لي:‏‏‏

«سورية ستظل خارج ما يجري، لأن سورية تحمل قضية العرب القومية»..‏‏‏

قلت لك يومذاك: «لأن سورية تحمل قضية العرب القومية، ولأنها تقف في وجه الاستسلاميين العرب، وفي وجه مشروع التفكيك، ستتعرض للمؤامرة».‏‏‏

هناك مؤامرة كبيرة يا صديقي لإسقاط صمود سورية التي تحمل قضايا العرب وتدعم المقاومة التي حققت تحولاً نوعياً في عملية الصراع العربي الإسرائيلي، ونقلت معادلة الرعب من الطرف العربي إلى الطرف الإسرائيلي، ولأنها ترفض قطع علاقاتها مع إيران التي تشكل مشكلة لإسرائيل ومشكلة للوجود الأميركي في المنطقة وهـذه الأسباب مطالب أعلنتها نائبة وزير الدفاع الأميركي كشروط لوقف الأحداث في سورية.‏‏‏

بشرفك.. أليس التلاقي مع إيران ودعم المقاومة أكثر شرفاً أمام الله والناس من التلاقي مع إسرائيل وأميركا والغرب والمشاركة في التآمر على سورية؟!.. ماذا كان سيكون حال العرب من غير سورية لو سقطت منذ كامب ديفيد كما سقط الآخرون الذين يتباكون اليوم على السوريين؟!‏‏‏

هل تستطيع أن تفسر لي:‏‏‏

لماذا التلاقي العدائي بين أميركا والغرب وأطراف عربية واقليمية على إدخال السلاح والمسلحين والأموال وأجهزة الاتصال المتطورة إلى سورية؟‏‏‏

ولماذا كانت هناك لقاءات بين قادة مجموعات القتل في سورية وفيلتمان وقادة إسرائيليين في استانبول التركية، هل لإصلاح أم للاتفاق على إسقاط النظام.. متى كان يهم الصهاينة حال الناس في البلدان العربية؟!.. قادة القتل «المعارضة» كما تسمي نفسها والذين يعيشون في الخارج على حساب الغرب والصهيونية «ينادون بقيام علاقات متميزة مع أميركا، والاعتراف بإسرائيل»، البيانوني زعيم إخوان سورية وعبد الحليم خدام الغارق بالخيانة قالا على القناة الثانية الإسرائيلية بضرورة الاعتراف بإسرائيل..‏‏‏

أظنك تابعت اجتماع ما يسمى المعارضة برئاسة الصهيوني «برنار هنري ليفي» في سان جرمان بفرنسا وبحضور غالبية صهيونية.. وفي انطاليا التركية..‏‏‏

يا زميلي.. لا تترك عقلك لتلك الفضائيات الصهيونية «فضائية الجزيرة وفضائيات أخرى ممولة أميركياً».. هذه الفضائيات مررت إسرائيل في شرايين الإعلام العربي وفي شرايين العقل العربي، فبات وجود إسرائيليين على الفضائيات العربية أمراً مألوفاً..‏‏‏

يقول دبلوماسي أميركي «إن ما فعلته تلك الفضائيات العربية من تغييرات في العقل العربي، عجزت عنه القوة العسكرية الأميركية».‏‏‏

أنصحك أيها الزميل.. بقراءة كتاب بروتوكولات حكماء صهيون الصادر قبل مئة وثلاثين عاماً، أو وثيقة كيفونيم لضابط صهيوني، أو ما كتبه الضابط الأميركي وايرنز في المجلة العسكرية الأميركية خلال العدوان على لبنان عام 2006، لتكتشف أن كل ما يجري في سورية والعالم العربي معد له بدقة.. وأنه بشكل أو بآخر يصب في الطاحونة الأميركية الإسرائيلية.‏‏‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية