تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


مشروع برنارد لويس

آراء
الخميس 18-8-2011
د. هزوان الوز

يعد «برنارد لويس» المولود في انكلترا عام 1916 لعائلة يهودية اشكنازية- من أخطر المستشرقين في العصر الحديث بل أعتقد أنه أكثرهم خطراً وتطرفاً وعدائية للعرب والمسلمين فقد قال عنهم

في مقابلة مع إحدى وكالات الإعلام بتاريخ 20 أيار عام 2005 ما نصه: (إن العرب والمسلمين قوم فاسدون مفسدون فوضويون لا يمكن تحضرهم وإذا تركوا لأنفسهم فسيفاجئون العالم المتحضر بموجات بشرية إرهابية تدمر الحضارات وتقوض المجتمعات ولذلك فإن الحل السليم للتعامل معهم هو إعادة احتلالهم واستعمارهم وتدمير ثقافتهم الدينية وتطبيقاتها الاجتماعية.‏‏

وفي حال قيام أميركا بهذا الدور فإن عليها أن تستفيد من التجربة البريطانية والفرنسية في استعمار المنطقة لتجنب الأخطاء والمواقف السلبية التي اقترفتها الدولتان.‏‏

إنه من الضروري إعادة تقسيم الأقطار العربية والإسلامية إلى وحدات عشائرية وطائفية واستثمار التناقضات العرقية والعصبيات القبلية والطائفية فيها).‏‏

طور «برنارد لويس» روابطه الوثيقة بالمعسكر السياسي للمحافظين الجدد في الولايات المتحدة منذ سبعينيات القرن العشرين حيث يشير (جريشت) من معهد العمل الأمريكي إلى أن (برنارد لويس) ظل طوال سنوات (رجل الشؤون العامة) كما كان مستشاراً لإدارتي بوش الأب والابن.‏‏

وكان (برنارد لويس) ضمن الفريق المتصهين الذي صاغ (مشروع القرن الأميركي الجديد) وهو رؤية قائمة على ضمان سيادة أميركا في العالم وإزالة مصادر التهديد وطالبت بتغيير النظام العراقي ووضع حد لعملية السلام في الشرق الأوسط..‏‏

وفي بداية العام الحالي نشرت صحيفة الأسبوع المصرية مقالاً في منتهى الأهمية، ونوه كاتبه إلى أن الذين لم يقرؤوا التاريخ يظنون ما صنعته أميركا في العراق من احتلال وتقسيم أمراً مفاجئاً جاء وليد الأحداث التي أنتجته.‏‏

وما حدث أيضاً في السودان له دوافع وأسباب ولكن الحقيقة الكبرى أنهم نسوا أن ما يحدث الآن هو تحقيق وتنفيذ للمخطط الاستعماري الذي خططته وصاغته وأعلنته الصهيونية لتفتيت العالم الإسلامي وتجزئته وتحويله إلى «فسيفساء ورقية» يكون فيه الكيان الصهيوني السيد المطاع وذلك منذ إنشاء هذا الكيان الصهيوني على أرض فلسطين 1948.‏‏

انتقد (برنارد لويس) محاولات الحل السلمي وانتقد الانسحاب الصهيوني من جنوب لبنان واصفاً هذا الانسحاب بأنه عمل متسرع ولا مبرر له فالكيان الصهيوني يمثل الخطوط الأمامية للحضارة الغربية وهي تقف أمام الحقد الإسلامي نحو الغرب الأوروبي والأميركي ولذلك فإن على الأمم الغربية أن تقف في وجه هذا الخطر البربري دون تلكؤ أو قصور ولا داعي لاعتبارات الرأي العام العالمي.‏‏

لقد وقف المفكر الراحل الدكتور (ادوارد سعيد) وهو أحد صناع الثقافة الغربية في الربع الأخير من القرن المنصرم والناقد الأهم لحركة الاستشراق نداً عنيداً وناقداً صارماً لتلك الشريحة من المستشرقين الذين (خانوا رسالتهم كباحثين) وقد كانت له رحلة مخصوصة مع (عميد الاستشراق ) «برنارد لويس» مفنداً مزاعمه وتعميماته ومبرزاً حجم التناقضات التي وقع فيها في أبحاثه وتحليلاته وكاشفاً حقيقة مقاصده ومراميه ولاسيما لجهة التزامه التصور الصهيوني بشكل سافر ومبطن في آن.‏‏

لكن سعيد (كما يقول الأستاذ خليل الصغير) لم يوفق في مساعيه النقدية في التصدي لهؤلاء (المستشرقين الجدد) لأسباب عدة أبرزها أنه عربي الأصل وبالتالي فهو لم يكن محايداً من وجهة نظر أميركية في مواجهة مفكر يهودي مثل (لويس) حيث اتهمه بأنه لم ينظر إلى حركة الاستشراق إلا من زاوية مؤامراتية تخدم المصالح الامبريالية على حساب شعوب المنطقة.‏‏

وبالعودة إلى التاريخ وفي عام 1980 والحرب العراقية الايرانية مستعرة، صرح مستشار الأمن القومي الأميركي (بريجنسكي) بقوله: (إن المعضلة التي ستعاني منها الولايات المتحدة منذ الآن هي كيف يمكن تنشيط حرب خليجية ثانية تقوم على هامش الخليجية الأولى التي حدثت بين العراق وإيران، تستطيع أميركا من خلالها تصحيح حدود (سايكس -بيكو).‏‏

وعقب اطلاق هذا التصريح وبتكليف من وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) بدأ برنارد لويس بوضع مشروعه الشهير الخاص بتفكيك الوحدة الدستورية لمجموعة الدول العربية والاسلامية جميعاً وكلاً على حدة ومنها العراق وسورية ولبنان ومصر والسودان وايران وتركيا وأفغانستان وباكستان والسعودية وباقي دول الخليج ودول الشمال الافريقي..الخ وتفتيت كل منها إلى مجموعة من الكانتونات والدويلات العرقية والدينية والمذهبية والطائفية وقد أرفق بمشروعه المفصل مجموعة من الخرائط المرسومة تحت إشرافه تشمل جميع الدول العربية والاسلامية المرشحة للتفتيت بوحي من مضمون تصريح (بريجنسكي) الخاص بتسعير حرب خليجية ثانية تستطيع الولايات المتحدة من خلالها تصحيح حدود (سايكس بيكو) بحيث يكون هذا التصحيح متسقاً مع الصالح الصهيو- أميركي.‏‏

وفي عام 1983 وافق الكونغرس الأميركي بالإجماع في جلسة سرية على مشروع برنارد لويس وبذلك تم اعتماده إدراجه في ملفات السياسة الأميركية الاستراتيجية لسنوات مقبلة كما قيل ذاك الوقت.‏‏

فهل أن هذا المشروع الخطير قد أخرج مؤخراً من أدراج الكونغرس؟‏‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية