تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


أكد ان هناك محاولات لضرب النسيج الإنساني والاجتماعي اللبناني...نصر الله: القرار الاتهامي يؤكد أن التحقيق غير شفاف وهو عبارة عن استنتاجات وتحليلات لا معنى قضائياً لها

سانا - الثورة
أخبار
الخميس 18-8-2011
اكد السيد حسن نصر الله الامين العام لحزب الله أن نص القرار الاتهامي الذي نشر أمس يؤكد أن التحقيق في قضية اغتيال رئيس الوزراء اللبناني الاسبق رفيق الحريري غير شفاف وغير حرفي

وتم تسريبه في وسائل اعلام عربية واجنبية ولا يوجد أي دليل مباشر بل يستند الى اتصالات هاتفية يتحدث فيها عن تزامنات وتحليلات واستنتاجات لا معنى قضائيا لها لافتا الى ان استهداف المقاومة جاء بسبب دورها وانجازاتها على الصعيد الوطني اللبناني والاقليمي.‏

وقال السيد نصر الله في كلمة له مساء أمس نقلتها قناة المنار يجب علينا احترام التضحيات الكبرى للمقاومة في لبنان وفلسطين والعراق وفي أي مكان وان هذه التضحيات ترتب مسؤوليات وطنية وأخلاقية كبيرة جدا لافتا الى أن المقاومة اللبنانية بكل فصائلها وقواها وأركانها المتمثلة بالمقاومة والجيش والشعب استطاعت تحقيق انجازات وانتصارات كبيرة على المستوى الوطني والقومي وتحرير الارض اللبنانية بلا قيد أو شرط واخراج العدو الاسرائيلي ذليلا مهزوما في 25 أيار عام 2000 وتحرير الاسرى وتحرير المياه اللبنانية من الاطماع الاسرائيلية في مسألة الوزاني اضافة الى الانتصار والصمود في حرب تموز وتداعياته على اسرائيل وعلى مجمل الصراع العربي الاسرائيلي.‏

واضاف السيد نصر الله ان من انجازات المقاومة ايضا حماية لبنان وردع العدو الاسرائيلي من الاعتداء عليه قبل حرب تموز وبعدها مشيرا الى أطماع الصهاينة المعروفة من قبل الجميع في الارض والمياه والخيرات اللبنانية وصولا الى مسألة الثروة النفطية مؤخرا والتي هي بحاجة الى حماية.‏

وتابع السيد نصر الله: ان الثروة النفطية اللبنانية بحاجة الى حماية ليس فقط تلك الموجودة في المنطقة الاقتصادية التي يقال انه متنازع عليها بل وحتى في المنطقة الاقتصادية التي لا خلاف على أنها للبنان وتعترف اسرائيل بذلك موضحا أنه في حال أتت شركات تنقيب عن النفط وشركات نفط للعمل في المنطقة الاقتصادية اللبنانية في البحر فان هذه الشركات والانشاءات بحاجة الى حماية أيضا متسائلا بماذا نحميها.. بمجلس الامن الدولي أم بالقرارات.. أم بقوتنا الذاتية.‏

ولفت السيد نصر الله الى أن انجازات المقاومة جعلت لبنان حاضرا بقوة في المعادلة الاقليمية ولا يمكن أن يكون هناك أي حل أو تسوية في المنطقة على حسابه أو دون أخذ مصالحه بعين الاعتبار.‏

وقال السيد نصر الله: ان اسرائيل ومعها أمريكا وكل من هو شريك لهم فعلوا كل ما باستطاعتهم وفي بالمستقبل سيفعلون كل شيء باستطاعتهم فعله وليس هناك أي رادع قانوني أوأخلاقي أو انساني أو حقوقي يمنعهم من ذلك وخاصة استهدافهم المقاومة التي جريمتها أنها قاتلت لتحرير الارض واستعادة السيادة والكرامة واطلاق سراح الاسرى والحفاظ على الطاقات الوطنية والمطالبة بالحقوق.‏

وأضاف الامين العام لحزب الله: ان المقاومة تستهدف لانها عامل قوة وعزة يمكن لبنان من الوقوف على قدميه والمحافظة على حقوقه والمطالبة بالحقوق المسلوبة منه لافتا الى أنه تم استهداف المقاومة في لبنان وفلسطين والعراق وفي كل مكان حيث تم اغتيال وأسر عدد من قادة وكوادر المقاومة خلال السنوات الماضية حيث كان لهذا الاستهداف مردود عكسي أعطى المقاومة عزما اضافيا ودفعا معنويا كبيرا كما طال الاستهداف تجفيف مصادر التمويل والحرب النفسية والمعنوية والتهديد المتواصل للبنان الدولة وللبنى التحتية وللشعب والجيش اللبناني والمقاومة.‏

وبين السيد نصر الله أن الاستهداف العسكري للمقاومة اللبنانية فشل في الحروب الثلاث التي خاضتها المقاومة في تموز عام 1993 ونيسان عام 1996 وتموز عام 2006 وكان هدف تلك الحروب سحق المقاومة والقضاء عليها اضافة الى فشل كل محاولات العزل السياسي وطنيا وقوميا ودوليا والاستمرار في محاولة تشويه صورة المقاومة وسمعتها وتضليل الرأي العام حولها وأهدافها وخلفياتها ومصداقيتها الا أن استطلاعات الرأي العام في لبنان والعالمين العربي والاسلامي أثبتت فشلهم في تشويه صورة المقاومة وبينت أن المقاومة ما زالت الى اليوم تحظى باحترام كبير جدا في لبنان وأوساط الامة رغم أنهم أنفقوا من أجل ذلك مئات ملايين الدولارات باعترافهم.‏

وقال نصر الله: ان ما يجري في الآونة الاخيرة أسوأ من تشويه صورة المقاومة فهناك محاولة لضرب وتخريب النسيج الانساني والاجتماعي في لبنان وتهيئة المناخات والارضية لفتن طائفية ومذهبية وحروب أهلية متنقلة يأملون من خلالها جر المقاومة الى الفتن والحروب الداخلية لضربها واسقاط مصداقيتها.‏

وأضاف الامين العام لحزب الله: انني أسمي ما يجري الآن استهداف المقاومة من خلال ضرب النسيج الانساني الاجتماعي في لبنان مؤكدا قدرة المقاومة على مواجهة هذا الامر كما تمت مواجهة كل الاستهدافات والمؤامرات السابقة والتغلب عليها وتجاوزها قائلا ان هذا استحقاق كبير يمكن مواجهته وتعطيله بالوعي وحس المسؤولية.. داعيا الشعب اللبناني بكل اطيافه الى تقوية علاقاته الانسانية والاخلاقية البينية لان ذلك يؤدي الى تطور لبنان ونموه وتجاوزه لكل الاخطار والتحديات.‏

ولفت السيد نصر الله الى ان هناك من يعمل على تخريب العلاقة بين اللبنانيين والوصول فيها الى أبعد مدى ممكن من الاحقاد والبغضاء وسوء الظن والعداء كي لا يبقى هناك من مكان للتلاقي أو الحوار أو التعاون أو التفاهم على حل المشاكل المحلية أو مواجهة التحديات الاقليمية وصولا الى مرحلة تفجير لبنان كما حصل سابقا وان المستهدف من ذلك هو المقاومة التي يحتضنها أغلبية اللبنانيين.‏

وفي شأن المحكمة الدولية الخاصة باغتيال رئيس الوزراء اللبناني الاسبق رفيق الحريري والقرار الاتهامي قال السيد نصر الله.. ان المحكمة الدولية تتحرك في سياق الفتنة في لبنان حيث ركزت على فرضية واحدة ورفضت العمل على أي فرضيات أخرى مع وجود قرائن وأدلة ظرفية يمكن من خلالها توجيه الاتهام الى اسرائيل أو فتح التحقيق معها وخلال الفترة السابقة وجه أيضا اتهام لاربعة من المقاومين الشرفاء واليوم «أمس» نشر اما النص الكامل أو الجزء الاكبر مما يسمى نص القرار الاتهامي لهؤلاء المقاومين.‏

وأضاف السيد نصر الله ان الذي نشر أمس يؤكد صحة كل ما قلناه خلال الاشهر الماضية والسنتين الماضيتين عن أن هذا التحقيق غير شفاف ولا علمي ولا حرفي بل هو تحقيق تم تسريبه في صحيفة دير شبيغل الالمانية وصحف اسرائيلية وعربية وأجنبية كما نشر التلفزيون الكندي سي بي سي مضمون هذا التقرير داعيا اللبنانيين الى الاطلاع على ما تم نشره في هذه الوسائل ومقارنته مع نص القرار الاتهامي ليروا أوجه التطابق والتشابه في الكثير من الامكنة رغم انهم حاولوا اخفاء أرقام الهواتف أو بعض الامور حتى يقولوا انه مختلف.‏

واكد السيد نصر الله ان القول بان لا احد اطلع على التحقيق والتقرير وأنه تحقيق وتقرير سري ثبت اليوم كذبه بالدليل القطعي من خلال تطابق التقرير مع ما نشرته ديرشبيغل والفيغارو الفرنسية وصحيفة السياسة الكويتية ويديعوت أحرنوت الاسرائيلية بشكل يثبت أن التقرير والتحقيق لم يكن سريا بل كان موجودا على صفحات الجرائد ليس من عام2010 بل من عام2006.‏

وأضاف السيد نصر الله انه عندما نقرأ النص الكامل للقرار الاتهامي نرى انه لا يوجد أي دليل مباشر والامر الوحيد الذي يستند اليه هو موضوع الاتصالات الهاتفية والتي يتحدث فيها عن تزامنات ويقول ان اتصالا من رقم هاتف معين يتزامن في المكان والزمان مع رقم آخر موجود مع فلان وبالتالي كل ما يعتمد عليه هو موضوع الاتصالات لذلك هو عبارة عن بضعة تحليلات واستنتاجات لا معنى قضائيا لها ولذلك أكثر النص من استخدام تعابير.. من المعقول الاستنتاج او.. يمكن الاستنتاج بصورة معقولة.. أو.. لان هناك كوادر من حزب الله في الثمانينيات قاموا بمثل هذه العمليات فيمكن أن يقوموا بهذه العملية متسائلا ما هذه الادلة.‏

وقال السيد نصر الله انه في موضوع الاتصالات هناك نقاشان الاول هو أننا خلال السنة الماضية ومن خلال جهات رسمية ومؤتمرات دولية ومتخصصين دوليين وفنيين ومن خلال من تم اعتقالهم من عملاء لاسرائيل في قطاع الاتصالات قدم بشكل قاطع فنيا وتقنيا وأمنيا حجم السيطرة الاسرائيلية على قطاع الاتصالات في لبنان والقدرة الفنية عند الاسرائيلي وغير الاسرائيلي على التلاعب بالداتا وتركيب أرقام هواتف واختراع اتصالات وهمية وعلى استخدام أرقام تليفونات تابعة لاشخاص دون علمهم وهذا كله ثابت تقنيا وفنيا وهذا وحده كاف للطعن بصدقية دليل الاتصالات الذي يدعي القرار الاتهامي استناده اليه. وتابع الامين العام لحزب الله ان النقاش الثاني بموضوع الاتصالات هو انه حتى لو سلمنا وتنازلنا عن كل هذا الموضوع بأنه ليس هناك تلاعب وتدخل اسرائيلي ولم يغير أحد بالداتا أو ركب اتصالات وصنع تزامنات مكانية فما ذكر لا يكفي أن يكون دليلا وهذا رأي قضاة ومتخصصين في هذا المجال موضحا.. ان ما يجري هو على درجة عالية جدا من الظلم والتسييس والاتهام وان هؤلاء المقاومين الشرفاء لا يجوز أن يقال عنهم حتى انهم متهمون وهم مفترى عليهم ومظلومون بهذا الافتراء.‏

وقال نصر الله: في الآونة الاخيرة جاؤوا ليوسعوا دائرة الاتهام ويربطوا العمليات ببعضها البعض وصولا الى عملية اغتيال قائد في المقاومة هو الشهيد جورج حاوي وهذه النقطة بدل أن تكون قرينة على اتهام اسرائيل جاءت هذه عملية الاغتيال لتضم ويوجه فيها الاتهام الى مظلومين أبرياء والكل يعرف أن المستفيد الاول وصاحب المصلحة الاولى وصاحب الثأر التاريخي مع جورج حاوي هو اسرائيل نتيجة موقع هذا الرجل وحزبه في المقاومة.‏

ولفت نصر الله الى ان البعض في لبنان لا يسعون الى أن يعيش اللبنانيون حياتهم اليومية ويحاولون اعطاء أبعاد غير صحيحة للمسائل والحوادث غير الحقيقية ويبنون عليها تأويلات لا أساس لها من الصحة وهذا ما شاهدناه في 14 شباط عام 2005 عندما كانت جثة رفيق الحريري لا تزال على الارض وبدؤوا بالاتهامات بأن سورية والنظام الامني المشترك والضباط الاربعة والاجهزة الامنية تقف خلف الاغتيال ولم ينتظروا التحقيق ولا القضاء ولا المحاكم.‏

وقال نصر الله ان ما يجري في لبنان الآن يتلاقى مع الاعلام الاسرائيلي في التحريض والفبركة الاعلامية وهناك فريق في لبنان على صلة بمشروع كبير فشل في كل شيء حيث قدم في حرب تموز نصائح وطلبات ووضعوا شروطا لوقف الحرب لمصلحة الاسرائيلي.‏

ودعا السيد نصر الله اللبنانيين الى التثبت من كل ما يقال لهم والبحث عن الحقيقة والتروي وعدم الانفعال واصدار الاحكام المسبقة مؤكدا أنه بهذه الطريقة يستطيعون التغلب على العقبات وتجاوز المحن مع وجود القياد ات الوطنية الصادقة من كل الاطياف اللبنانية لانها الضمانة لمنع تمزيق النسيج الاجتماعي الوطني والضمانة لعدم خراب لبنان قائلا: ان لبنان بلدنا والكل أهلنا في كل المناطق ونحن شعب نعيش ونحل مشاكلنا معا.‏

وتابع الامين العام لحزب الله: ان الضمانة الاخرى هي وعي المقاومة وادراكها أنها مستهدفة كما شعب لبنان وعليها أن تكون حذرة في كل هذه الامور ونحن لا ننجر الى السجالات السياسية والاتهامات التي لا نعقب عليها ولا نرد على أكاذيبها لاننا ندرك أين هو الاستهداف.‏

وجدد السيد نصر الله تأكيده ان كل هذه التشويهات لا تستطيع المس بعزم وارادة وايمان المقاومة وستبقى قوية وقادرة على حماية لبنان وشعبه وكرامته وسيادته وثرواته المائية والنفطية ضمن المعادلة الثلاثية الجيش والشعب والمقاومة كما ستبقى المقاومة حريصة على وحدة لبنان الوطنية وسلمه الاهلي وعيشه المشترك وكل مؤامرات تخريبه والفتنة والحرب الاهلية ستذهب أدراج الرياح.‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية