وعادت الحياة إلى طبيعتها في المناطق التي روعتها التنظيمات الإرهابية المسلحة, بعد نجاح الجيش في تطهيرها من عناصر تلك التنظيمات استجابة لنداءات المواطنين, وهذا لم يرق للدول الغربية التي تعمل على تأزيم الوضع وجر البلد إلى الجهة التي رسمتها وخططت لها منذ البداية.
فعجز تلك الدول عن تحقيق غاياتها, وخوفها على مصير ما تبقى من العصابات المسلحة التي مولتها ودربتها, جعلها أكثر إصرارا على تدخلها الوقح في شؤون سورية الداخلية, ويدفعها حقدها الأعمى لتزييف الحقائق وقلبها, لإقناع العالم بأن ما يجري فيها من أحداث تستحق من وجهة نظرها- ودائما تحت ذريعة حقوق الإنسان والديمقراطية المزعومة التي تتشدق بها- فرض المزيد من الإجراءات العدوانية ضدها .
واجتماع مجلس الأمن المقرر عقده اليوم بدعوة من فرنسا التي ترتكب قواتها الآن المجازر بحق الشعب الليبي يأتي في هذا الإطار, خاصة إذا علمنا بأن التقرير الذي سيناقشه المجلس لن يختلف عما سبقه, فهو يستند على ما تبثه القنوات المغرضة من أحداث مفبركة ومضللة, ويتجاهل بالمطلق حقيقة ما يجري على الأرض من أعمال قتل وتخريب متعمدة تقوم بها التنظيمات الإرهابية بحق المدنيين وعناصر الأمن والشرطة والجيش, وهذا ما دلت عليه المواقف التصعيدية والتصريحات الاستفزازية الأخيرة لبعض الدول .
وهذا يعني بطبيعة الحال أن الدول الغربية تسعى بكل الوسائل والسبل التي تتجاوز كل القيم والمبادئ الأخلاقية للحصول على قرار يهدف بالدرجة الأولى إلى إعطاء الغطاء لتلك التنظيمات الإرهابية, وتحريضها على الاستمرار بأعمالها الإجرامية, ليتسنى لها التدخل من البوابة الأممية, والعودة لاحقا إلى عهودها الاستعمارية التي بدأت تحن إليها .
تدخل الغرب ليس جديدا, ومواقفه التصعيدية اعتدنا عليها كلما ازدادت أزمات دوله الداخلية, أوعندما تفشل بتحقيق مشاريعها الاستعمارية, ولكننا نستغرب مواقف بعض الأطراف العربية والإقليمية التي انساقت وراء رغبات تلك الدول, وارتضت لنفسها أن تكون مطية لها, وتنفذ ما يملى عليها بشكل أعمى دون حساب للنتائج, مع أن مصالحنا مشتركة وتاريخنا مشترك, وأي ضرر ناتج سيلحق بالمنطقة كلها.
بكل الأحوال إذا كانت تلك الدول تهمها مصلحة الشعب السوري كما تدعي, فالأولى بها أن ترفع غطاءها عن التنظيمات الإرهابية المسلحة وتدين أعمالها الإجرامية, وتسارع إلى دعم ومساندة عملية الإصلاح التي بدأتها سورية بخطا حثيثة ووفق جداول زمنية قياسية, وبغير ذلك فان مجلس الأمن سيكون أداة أخرى من أدواتها التآمرية.
nssrmnthr602@gmail.com