وقسموا السنة النجمية إلى 14 موسماً تبدأ بتاريخ 24 آب من كل عام وهو بدء طلوع نجم سهيل في المنطقة العربية، فكان ما يعرف بالسنة السهيلية التي تحدد مواسمها بمطالع النجوم.
وقد عرفوا أن الشهور القمرية لا تتوافق مع فصول السنة (صيف وخريف وشتاء وربيع) فأوجدوا طريقة يعرفون بها الفصول والمواسم وجعلوا بداية هذه السنة ابتداء من طلوع نجم سهيل وقد اختاروا هذا النجم، لأن طلوعه يعني بداية للتغير المناخي.
وتبلغ مدة موسم سهيل 52 يوماً حيث يبدأ بتاريخ 24 آب وينتهي في 14 تشرين الأول مبشرا بقرب انتهاء حرارة الصيف، ففيه تنكسر شدة الحر وينتهي الجفاف وتزيد الرطوبة النسبية للتمهيد لبداية الاعتدال.
وقد نسج الأقدمون من سكان البادية أساطير حبكت قصتها على نجم سهيل، منها هروبه من عشيرته بعد مشاجرة مع زوجته وقتلها وخوفا من الثأر من إخوتها، والتجأ سهيل إلى جنوب السماء وحيدا لا يجاوره أي نجم.
ولحقت به أختاه الشعرى الشامية والشعرى اليمانية، واستطاعت اليمانية ان تعبر النهر بالسماء (المجرة أو درب التبانة) واقتربت منه، إلا أن الأخت الثانية الشامية لم تستطع ان تعبر النهر بسبب وهنها وضعفها وبقيت في مكانها شمالي النهر(المجرة)، وراحت تبكي على أخيها دهورا حتى غمصت عيناها وتسمى الآن عندهم الشعرى الشامية أو الغميصاء.
وعادة يبدأ ظهور سهيل فى جنوب اليمن في أوائل شهر آب فيما سيشاهد فى شمال الجزيرة العربية ابتداء من يوم التاسع من أيلول المقبل ويستمر ظهوره في منطقة الجزيرة حتى نهاية فصل الشتاء.
ويعد نجم سهيل ثاني أكثر النجوم لمعاناً في السماء بعد نجم الشعري، كما يعد واحداً من أقوى النجوم ومن النجوم العملاقة العظيمة اللامعة بمجرة «درب التبانة». ويبعد «سهيل» عن الأرض 310 سنوات ضوئية.
ويعتقد بعضهم انه إذا ظهر سهيل وكان الجو في حالة رطوبة فإن الرطوبة تستمر طول الفترة وإذا ظهر وكانت وقتها الرياح شمالية غربية فإن الجو يستمر على ذلك.
وقد أثبتت الدراسات الفلكية عدم صحة هذا الاعتقاد وان حالة الجو ليس لها علاقة بظهور سهيل فقد تكون رطبة وبعدها يتحول الجو إلى جاف ثم يعود مرة أخرى رطبا.