ومن ثم مشاركته مع منتخبنا دون نقل قيوده من الاتحاد السويدي، ليشكل صدمة كبيرة للشارع الكروي السوري عموماً ولمنتخبنا إدارة ومدربين ولاعبين وهم الذين كانوا ينتظرون بدء الدور الثالث من هذه التصفيات.
الخبر المؤسف هذا شكل صدمة رغم أننا كنا قد سمعنا تلميحات من قبل عبر وسائل إعلام ومواقع إلكترونية أشارت إلى أن اتحاد طاجكستان قد اعترض على مشاركة مراد لدى الفيفا، وأن قراراً من الفيفا سيصدر إذا ما تبين أن مشاركة مراد غير قانونية.. شكل الخبر صدمة لأننا لم نتوقع أن يقع اتحاد كرتنا في هذا الخلل الذي يعني بالإطار العام جهلنا بالقوانين الدولية، وأن اتحاداتنا المتعاقبة كانت تفتقر إلى الشخصيات القادرة على العمل الإداري والمتابعة، في الوقت الذي كانت الانتخابات واللهاث في الوصول إلى اتحاد اللعبة تيتح لمن يستحق ومن لايستحق أن يكون عضواً في اتحاد أهم لعبة رياضية (؟!)
أين الغلط؟
وبالطبع في مثل هذه الحالات يكون هناك تقاذف للاتهامات، ولكن قبل أن نعرف وجهة نظر اتحاد اللعبة بعد القرار، لا بد من الإشارة إلى أننا في هذا الموضوع سنتحدث من خلال محاور ثلاثة، أولها الضعف الإداري وغياب المحاسبة، وثانيها أن (دود الخل منه وفيه). وغياب المحبة بيننا، وثالثها ضياع جهد وإحباط لمنتخب تفاءلنا به كثيراً وكان موضع ثقة الجمهور رغم الظروف وصعوبة التصفيات.
وبالعودة إلى السؤال عن الخطأ والمسؤول عنه، أو بدقة أكثر السؤال عن موقع الخلل في هذه القضية كان لابد من الحديث إلى رئيس اتحاد اللعبة السيد فاروق سرية وسألنا بداية عن آخر المستجدات والخطوات التي سيقوم بها الاتحاد في محاولة لتدارك المشكلة، فرد سرية قائلاً:
اجتمعت مع المنتخب إدارة ومدربين ولاعبين ليلة أمس (الخميس) وكان الاجتماع مطولاً حيث وضع الجميع بالصورة، وكان هناك تأكيد على أن تبقى الثقة والروح المعنوية عالية رغم كل شيء، ونحن بدورنا سنراسل المحكمة الدولية اليوم (أمس الجمعة) من خلال كتاب اعتراض يتضمن مالدينا من وثائق، علماً أننا سبق وقدمنا الوثائق ونتائج المراسلات مع الاتحاد السويدي، لعل الأمر يجد الصدى الذي ينصفنا فيه، وإلا فإن الاتحاد الدولي في قراره سيؤكد أن هناك تحاملاً على كرة القدم والرياضة السورية، ضمن الحملة التي تشن على سورية حالياً وتشمل كل المجالات.. وكتابنا سيوجه إلى المحكمة الدولية المتخصصة بالخلافات الرياضية، وسيكون هناك محكم ومحام يمثلنا في هذا الشأن، والقرار سيصدر خلال الأيام القليلة القادمة..
ورغم أن القضية باتت معروفة أحب أن أوضح عدة نقاط وهي:
-أولاً لم يكن هناك اعتراض بالأساس من جانب طاجكستان، وكتاب الاتحاد الدولي الذي خاطبنا حول مشاركة اللاعب استند إلى أن التقرير المقدم من قبل حكام المباراة، فما علاقة الحكام؟!.
- ثم إن الاعتراض الذي قدمه اتحاد طاجكستان بعد ذلك جاء بعد المهلة القانونية، فكيف يؤخذ به؟!.
- ثالثاً لماذا تأخر الاتحاد الدولي في مخاطبتنا بالمشكلة، وقد كان قد أدخلنا بالقرعة وطلب منا تحديد مكان مبارياتنا على أرضنا وغير ذلك؟!.
-أؤكد أن أمورنا بالعموم سليمة، وخاصة أن اللاعب سوري المولد ولم يطلب منا موافقة الاتحاد الدولي، وفي كل الأحوال إن كنا قد أخطأنا فهل العدالة أن نخسر المباراتين؟!.
وسألنا رئيس الاتحاد إن كان يرى في تسريب المعلومات للاتحاد الدولي انعكاساً لخلافات مع شخصيات محلية فقال: لا أستبعد ذلك، وإلا كيف يتضمن اعتراض اتحاد طاجكستان (المتأخر) أن معلوماتهم كانت بناء على مصدر موثوق، فمن أين جاء هذا المصدر؟1.
دود الخل
وبصراحة ومع التأكيد على وجود خلل في عملنا الإداري عموماً وأخطاء كثيرة وقلة خبرة لايجهلها أحد، فإن شيئاً مهماً يجب الوقوف عنده ألا وهو أن الخلافات بين الرياضيين ولاسيما الإداريين والقياديين يتطور إلى درجة الحرب، فما من شك أن المعلومات عن مشاركة جورج مراد لم تصل طاجكستان بذكاء وحنكة ومتابعة بل هناك من سرب هذه المعلومات، وهدفه طبعاً ليس خروج المنتخب من التصفيات، بل إحراج اتحاد اللعبة عموماً ورئيس الاتحاد بشكل خاص، ووضعه تحت الضغط الذي قد يسقط اتحاده.. فهل هذا معقول؟ وهل وصلت خلافاتنا إلى درجة العداء الذي يجعلنا نضحي بمنتخباتنا وسمعة بلدنا؟!.
استمرار مطلوب
أخيراً فإن الخاسر الأكبر في هذه القضية هو منتخبنا الذي تفاءلنا به، فرغم الظروف الصعبة التي يعد فيها، فقد استطاع الجهاز الفني أن يقدم فريقاً تطوراً كثيراً وكسب الاحترام، ونجح خلال مدة قصيرة في تحقيق سلسلة من النتائج الجيدة، ورغم صعوبة التصفيات كما رأى المراقبون، فإن هذا المنتخب هو مشروع كبير، وبالتالي نتمنى المحافظة عليه حتى ولو جاء قرار الفيفا في غير مصلحتنا فعلى الأقل وجدنا في هذا المنتخب الأمل والصورة التي افتقدناها منذ سنوات طويلة، علماً أن اللاعبين منحوا إجازة حتى الأحد، وبانتظار مايكون عليه رد الاتحاد الدولي يوم الاثنين القادم..