أن ألفظ الحروف بحقها الصحيح أول ما رسمت. الألف واقفاً. كما الشباب في عراسة الجباب.« يللي بيزيح عن خيالو. لا يلومن إلا حالو!» وذلك أن تشطفه عصا المنظم يقوم الصف يمشي بإزائه مستعتماً يشطف بضربة عصا. أي صدر ارتخى فوق البطن، وكل بطن انطحل فوق الركبتين!
وكذلك يمشي خلف الصف، العصا تشفط أي عجز تقاعست إلى الخلف!
يقلقل حرف«ق» ، كما في التجويد . . يلثغ حرف«ث» تسمع كتاء مظنونة . و»ظ» يكاد يلفظها«ض» كأهل صدد و الحفر إلى جنوب وشرق حمص، لم توغل في البادية ، بعد!
الحرف«ض»، مع تسمية اللغة العربية: لغة الضاد«فلم أجده بشيء ، بالنسبة ، لما سمعته يلفظ، فيما بعد، في أمستردام. عاصمة هولندا، قبل لاهاي. المرأة، بطول الحورة، وغلظ السنديانة تمشي في شوارع أمستردام حرف الضاد بين شفتيها كما لو كانت تطرطق حجارة، بعضها ببعض في عرض درب« عين المشمة». أو «نزلة الطقطاقة: إلى وادي القصيبية!
أو أن ترفع بصرك في تلك الامرأة في أمستردام، أو في مرفأ نوتردام، ماشياً إلى جانبها، أو تتخطاها، إلى أمام . فتخاف أن يسقط عليك أحد نهديها. أو كلاهما، كراكوب، محتجز، معلقاً بين نحرها، وأعلى صدرها. فيشج رأسك، الأوطى منهما، وإن كنت بالطول الكامل، بشبرين، ثلاثة فتعجب أن لا يكون الحرف«ض» هولندي الأصل!
والفك أكثر مايرتخي إلى تحت، بحرف «ي» سواء كان ضميراً. أو مضافاً إليه كقول أحدهم في صبي، رزقه أبوه، على رأس سبع بنات. وإلى أن صار شاباً ، بطول قاموع الزريعة:» نادي أبي. وأمال الفك مرتخياً/ بالياء، حتى طننا أنه يبكي. فمذ ضحكنا طويلاً قال والده/» لا تضحكوا. فكفاني أنه يحكي!»
وإذا صرت أحفظ أشعاراً مختارة، أغنيها في قول أبي، في سهرة لشيخ يحكي بالعلم، أو لضيف، فوق العادة، نزل بنا. كانت تجتمع له الضيعة، أول ثلاثينيات القرن العشرين، حتى أواخر صيف ستينياته!.
وإلى أن قال لي مثل ذلك الشيخ، ذات سهرة.» صحيح ، ولك ابن خيي، ما فيك تشد حنكك شوية؟»
فقال أبي على الأثر، ممتعضاً مني، أو من المستدرك على«غنائي» للشعر:«كم قلت لك، ياصبي، لاترخ حنكك بغناء الشعر! بل خله كما تسمع قرط عظام شلوف على المازة!»
ولكن السهارة، لم يضحكوا إلا لردي كالحنق:« بنصف فرنك لحفظ القصيدة، على الغايب، بدكن ياني، أيضاًَ شد حنكي ، بشعر توسل ودعاء وضراعة، هو رخو، من فم قائله أصلاً، فكيف بفم مغنيه ، بثمن بخس!».. / سيلي/