يتابعه بشغف هاو...ويعمل فيه كمحترف سواء في الاخراج أو التمثيل ....
حائز على ماجستير في الاخراج المسرحي ،أستاذ في جامعة بغداد وفي جامعة الامارات،مسؤول النشاط المسرحي للأطفال في الشارقة ...
تجربته المسرحية واسعة حيث شارك في كل انواع العمل المسرحي في أكثر من خمسين عملا مسرحيا تأليفاً واخراجاً وتمثيلاً...
آخر العروض التي شارك فيها كان عرض الرهان الذي عرض في ملتقى أيام الشارقة المسرحية ..وهو عرض تمكن من ان ينال اعجاب الحاضرين وانتزع (أبو العباس)جائزة التمثيل ..وحول قضايا مسرحية عديدة كان لنا معه الوقفة التالية:
- عرض الرهان الذي لفت الأنظار خلال تقديمه في ملتقى الشارقة وفي دول عربية عديدة..ما الذي جعله مؤثرا على هذا النحو؟
-- الفكرة انسانية اخترنا تقديمها بالفصحى لكي نبتعد عن محدودية اللهجة الدارجة ولأنها تعطينا مساحات للتأويل ..كما ان الموضوع وشموليته فرض هذا الخيار لكي يكون أمام المتلقي متسع وفضاء للتأويل...ليكتشف أسرار العمل .
- انت من العراق ولكنك مقيم في الامارات وتنقلت بين بلدان عربية عديدة لتقدم عروضك..هل تبدل بطريقة أدائك بين مكان وآخر..؟
--الأداء التمثيلي لاتحكمه جغرافيا بعينها لكن تحكمه ظروف العمل..فقد يذهب باتجاه يحتاج الى عطاء متواضع،انسجاما مع الفعل المتاح وأحيانا يرتقي الى مرحلة التسامي بالاداء حينما تتوفر له بيئة ناضجة وفيها وعي كبير،والممثل لايمكن أن يعطي في مكان أكثر من آخر..بل انني أحاول أن أرتقي حتى بأداء الممثلين المشاركين في العمل الى مستوى عال ،لأن الوقوف أمام الجمهور مسؤولية كبيرة..
-الكثير من الممثلين يبدؤون بدايات تمثيلية قوية ثم ينمط اداؤهم...هل من طريقة تعلمها حتى لايدخلون في النمطية؟
--عدد كبير من الممثلين الذين أعمل معهم نتاج ورش عديدة ،وبالطبع فان العمل في الورشة المسرحية ينمي القدرات البحثية والاستكشافية لدى الممثل.
مدرس التمثيل يختلف عن اي مهنة اخرى..يفترض به أن يهتم بالبحث ،وبالمشاهدة البصرية ...ففي أحيان كثيرة حتى لو كان العرض بسيطاً أصر على رؤيته لامكانية استثمار اخطاء العرض أو نقاطه المضيئة مستقبلا...
-الى أي درجة يساهم التلفزيون في تحجيم موهبة الممثل؟
--اعداد الممثل يخضع الى قوانين أكاديمية صارمة هدفها الاساسي تطوير امكانياته،بالمقابل التلفزيون يأتي ليستحوذ بطريقته على الممثلين فيدخله مبكرا في الاحتراف،الامرالذي يحد موهبة الممثل حين لايجد متسعا من الوقت لتطوير أدواته ،فانشغاله الدائم بالمسلسلات للحصول على المال يجعله يثبت عند حالة أداء واحدة تكون طابعاً واحداً لكل الرسائل.
اشكالية الممثلين في هذه الحالة لايمكن أن تحل الا من خلال المسرح حيث يطور الاداء بكل عناصره التي تحتاج باستمرار الى اعداد واعادة صقل..لذلك نجد أكثر ممثلي هوليوود والحائزين على أوسكارات ، يذهبون الى استديو الممثل في أمريكا حتى يحاولوا تغيير جلدهم التمثيلي الذي ظهروا به...الى مرحلة متقدمة من الاداء..
لدينا لايحدث ذلك بل يصبح الممثل مغرورا ويبقى في حدود وعيه الضيق،ولايطور شيئاً من أدائه الاولي..فتقتل موهبته..وهنا الطامة الكبرى..
-تشارك في ملتقى الشارقة المسرحي سنوياً..هل لايزال بإمكانه أن يقدم جديدا للمسرح؟
--ما يحتسب لأيام الشارقة انتظامه السنوي..،لكن توجد مشكلات تخص المسرحيين ..فالشباب المسرحي في الامارات تواق للتطوير،لكن عروضهم تنجز قبل فترة زمنية قصيرة فتظهر وفيها ثغرات وعموما هي ظاهرة نراها في مهرجانات عديدة...حيث نجد وجود مشكلات في الموضوعات والنصوص التي تقدم وبالجانب التعبيري والصوتي وبالأداء الخارجي... الذي تتسم به أغلب العروض والسبب يعود الى قلة التمرين وانحسار الاكتشاف عند الممثل الشاب..كما أنه توجد مشكلة كبرى أنه بعض الذين يتداخلون في الندوات التقييمية يحاولون تزيين الخطأ بالنسبة للمسرحيين من باب المجاملة وتصبح بالنسبة له دروساً أكاديمية وشهادات يفترض التمسك بها..
-لايزال المسرح منذ سنوات عديدة يقبع في ركن مهمش غير قادر على تجاوزه؟
باعتباره سلاحاً ذا حدين ..يخلق حالة من التأثير المباشر عند المتلقي،لذلك فطيلة الوقت هناك محاولات دائمة لاضعافه..كذلك فان وسائل التكنولوجيا قد أثرت الى حد كبير على وجوده ..
هناك بعض التجارب العربية الناجحة التي تسعى لنقل مهرجانية المسرح الى الجمهور الواسع من خلال موسم مسرحي يقدم عروضه بهدف خلق ذائقة مسرحية للمتلقي لأن دور العرض المسرحي عبر قناة المهرجان هو أشبه بغربلة بعض التفاصيل والشوائب..
لابد من اعادة التأسيس المسرحي وهي حالة لاتخلق الا من خلال العروض المنتظمة للأطفال،الامر الذي يخلق قاعدة مسرحية مثقفة .
-كيف ترى حضور المسرح السوري عربيا؟
المسرح السوري جزء من ثقافتنا ،لاننسى أبا خليل القباني كمؤسس للمسرح العربي ...ولايمكن الا أن نتذكر ما أخرجناه من نصوص لسعد الله ونوس وممدوح عدوان ومحمد الماغوط وفرحان بلبل،لقد تربينا على مسرح الشوك (عمر حجو)وعلى أعمال دريد لحام...
ما يغلب على المسرح السوري نقل حضارة البلد من خلال العروض..حين شاهدت في مهرجان القاهرة عملا لمحمد آل رشي وسامر عمران العرض الذي يقدم ضمن غرفة صغيرة ..
كذلك مسرحية فايز قزق «الحفرة» ورغم أنه ثلاث ساعات الا أننا لم نستطع أن نتحرك ..كذلك الامر مع مسرحيات جهاد سعد حيث شاهدت له عملا في مهرجان جزائري ...الامر الذي يدلنا على أن المسرح السوري فيه الكثير من الامكانيات والكوادر التي نجتمع معها في المهرجانات لنرى عمق وجدية هذا المسرح..