والوقوف إلى جانب العصابات الإرهابية المسلحة، تزويراً وفبركة وشهوداً مصطنعين للقيام بالأدوار التي تتناسب مع مهمة هذه القنوات التي فقدت الثقة والمصداقية.
ففي لقاء أجرته قناة الجزيرة مساء الخميس (11/8/2011) مع معارضين في الخارج، أحدهما المدعو/عمر الإدلبي/ الذي ادعى أنه ممثل ما يسمى باللجان التنسيقية في سورية وهو مقيم في بيروت، والآخر المدعو/حسان الشلبي/ الذي سمى نفسه عضواً في المؤتمر الوطني للإنقاذ في سورية، وهو مقيم في اسطنبول، فالأول ينسق لعمل العصابات التخريبية وتوجيهها وتأجيج الفتنة بين أبناء الوطن، والآخر يعمل لدعم هذه العصابات وإنقاذها من الورطة التي وضعت نفسها فيها خدمة لمؤامرة خارجية، حيث تبارى الاثنان من كل جهة في الرياء والنفاق، من أجل تبرئة العصابات المجرمة من الأفعال التخريبية، التي قامت بها، بدءاً من المشافي والمقرات الحكومية الرسمية، إلى حرق المؤسسات العامة والخاصة، وكيل الاتهامات لقوات الأمن السورية على أنها من قامت بذلك وألصقته بالعصابات ذات الاحتجاجات السلمية، على حدّ وصف المعارضة.
وفي مقابل ذلك، أظهرا حماقة عالية المستوى في التنكر لكل الخطوات الإصلاحية التي اتخذت، ورفضها بالمطلق، مع التأكيد على استمرار الفتنة والتحريض على المواجهة، من خلال تشويه صورة القوات المسلحة الباسلة وعدم الاعتراف بدورها في إعادة الأمن والاستقرار إلى المناطق التي دخلتها، بعدما عانى السكان من القتل والتخريب والترويع من قبل هذه العصابات.
ولم يكتف المعارضان المتشدقان بالإيغال في الرياء والتضليل، بل ذهبا إلى أبعد من ذلك في التصريح العلني بالتآمر على الوطن، ومن دون خجل أو حياء، من خلال المطالبة بإسقاط النظام لأنه فقد شرعيته، على حدّ أوهامهما، وتوهما أن المعارضة ومعها العصابات المجرمة هي التي تمثل الشعب السوري الذي لا يعترف بهما وبأمثالهما، أو أن حفنة المعارضة المأجورة مخولة لمنح النظام سلطته الشرعيّة أو سحبها منه، وتحجب بصرها وبصيرتها عن التأييد العارم الذي أظهره عشرات الملايين من شعبنا للنظام الوطني ووحدة الوطن.
واستمراراً في التضخيم والتضليل، يعطي هؤلاء للمعارضة المتطفلة حجماً مزيفاً وقدرة فارغة على تغيير النظام، والتبجّح بقرب انتصار(الثورة) كما يزعمان وتزعم المعارضة التي تغرق في أحلامها الوهمية، التي تتجاهل وضعها المشتّت في الداخل والخارج، وعدم وجود موقف يوحدها أو يجمعها على قواسم مشتركة، وهذا باعتراف راعيها الأساسي في البيت الأبيض، والذي عبّرت عنه/هيلاري كلينتون/ وزيرة الخارجية الأميركية، في لقاء مع بعضهم في اسطنبول، وبعضهم الآخر في واشنطن.
وعلى الرغم من ذلك، يستمرئون استجداء الخارج ودعمه، ويطالبون الدبلوماسية الدولية عامة، والدبلوماسية الأميركية خاصة، بزيادة الضغوطات والعقوبات على النظام في سورية من أجل الكفّ عن ملاحقة العصابات المجرمة، والتخلي عن السلطة لشرذمة من العملاء والمأجورين الذين باعوا ضمائرهم وهوية وطنهم، وتاريخه العربي الأصيل..
ويكرر المعارضان المأجوران، في كل مرة، التحدث باسم الشعب السوري، ويتبجحان بأن الاحتجاجات كانت ومازالت سلمية وليست مسلّحة، ويتجاهلان مشاهد قتل المواطنين ورجال الأمن والتمثيل بجثثهم، على مرأى العالم أجمع، ويصرّان على أن كل ما يجري من تخريب وتدمير هو من أجل إعادة الحرية والكرامة للشعب السوري، مع أن العصابات المسلّحة هي التي صادرت حرية الشعب السوري وعملت على إهدار كرامته بأفعالها اللاأخلاقية واللاوطنية..
ويعرف هؤلاء الذين يسمون أنفسهم بـ (المعارضة)، كما يعرف العالم أجمع، أن سورية كانت لعقود طويلة، قبل أعمالهم الإرهابية، في مقدمة الدول التي تنعم بالاستقرار الأمني والاجتماعي، وأن الشعب السوري يعيش حريته المصانة وكرامته المرفوعة وسيادته الكاملة، وهذا ما يزعج أعداء سورية الذين جنّدوا المأجورين للنيل منها، ولكنهم لم يفلحوا، ولن يفلحوا، لأن الحرية والكرامة والسيادة، ثالوث وطني مقدّس عند المواطنين السوريين الشرفاء، الأوفياء لوطنهم وعزّته وسيادته.
خمسة أشهر والشعب السوري يقف صامداً مع جيشه الباسل في مقاومة تلك العصابات المجرمة التي وظفتها المعارضة الحمقاء، وسورية تزداد قوّة وقدرة على مواجهة الإرهاب بأشكال مختلفة، وستكون النهاية قريبة لاقتلاعه من الجذور، وعودة الوطن إلى ربوع الأمن والاستقرار، بفضل وحدة أبنائه ووعيهم ولما يحاك له في الخارج وما ينفذ له في الداخل، على عكس ما يروج له المعارضون المضللون، الذين سيجدون أنفسهم بلا انتماء وطني وهوية وطنية، ومن دون مساعد يتصدّق عليهم، أو معيل يعيلهم أو يقف إلى جانبهم، حتى من أسيادهم الذين يعيشون الآن على موائدهم..!
هذه هي نهاية العملاء والمأجورين، المتآمرين على وطنهم وشعبهم، بعد أن يفشلوا في تأدية الدور الموكل إليهم.. علّهم يتفكرون..!!