تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


تصريحات أوباما.. استهداف لسورية.. الدولة والدور

كتب المحرر السياسي
الصفحة الأولى
السبت 20-8-2011
تأتي تصريحات الرئيس الأميركي باراك أوباما والجوقة الأوروبية لتكشف الوجه الحقيقي للمؤامرة وللاستهداف السياسي والمصيري الذي تتعرض له سورية بما تمثله من دولة محورية في المنطقة وكطرف أساسي في الصراع العربي الإسرائيلي كان وما زال - وربما بقي وحده- الطرف العربي الذي يحمل المسؤولية التاريخية تجاه فلسطين.

فمن المؤكد أن التصريحات الأميركية- الغربية لا تستهدف بنية النظام بمقدار ما تستهدف سورية الدولة والدور في الصراع الدائر في المنطقة منذ ستة عقود مع الكيان الاسرائيلي المحتل، ذلك أن إخراج سورية من معادلة الصراع يمثل هدفاً استراتيجياً لاسرائيل وواشنطن والغرب الذي تأسره اسرائيل.‏

قد تكون الولايات المتحدة والغرب وبعض حلفائهم الاقليميين في المنطقة قد وجدوا في الاحداث الاستثنائية الحالية الفرصة التاريخية لتصعيد الضغوط على سورية تحقيقاً للأهداف القديمة المتجددة ضدها، غير أن سورية التي حافظت على استقلالها وسيادتها ووقفت في كل حين ضد سياسات الهيمنة تعرف جيداً حجم الاستهداف وامتداداته، وقد ازداد شعبها نضجاً ووعياً سياسياً ووطنياً بما يكفي ليعمل على تعزيز وحدته الوطنية والتفافه حول قيادته التاريخية ليسقط المؤامرة ويخرج من الأزمة أكثر قوة وأشد صلابة ومنعة.‏

سورية التي قدمت أول أبجدية للبشرية والتي تضرب جذورها في عمق التاريخ ولها ثمانية آلاف عام في عمر الحضارات الانسانية لا تحتاج دروساً من أحد وستثبت للعالم أنها قادرة على تقديم الدروس للآخرين في الحياة الديمقراطية وفي صون الأوطان والدفاع عنها مهما تعددت الأطراف المتآمرة عليها ومهما تداخلت خيوط الاستهداف تشعباً بين الداخل والخارج القريب منه والبعيد.‏

لا شك أن تصريحات واشنطن ولندن وباريس وبرلين هي عدوان على السيادة الوطنية سيضعه كل الشرفاء والوطنيين برسم القوى التي تسمي نفسها « بالمعارضة الوطنية» في الداخل والخارج بانتظار موقف يعبر عن وطنيتها المزعومة ، فإما أن ترفضه فتكون شريكاً وطنياً، أو تمارس الصمت قبولاً له فتبقى على ارتهانها وارتمائها في أحضان هذا الخارج الذي لا يخفي ولم يخف يوماً عداءه لسورية الوطن.. والدور القومي الرائد.‏

واذا كان الوقوف ضد الممارسات الخاطئة في الداخل من مقومات الوقوف ضد سياسات الهيمنة الأمريكية فإن برامج الاصلاح المعلنة والخطوات المتخذة في هذا الاتجاه هي برامج وخطوات جدية مفتوحة أمام إسهامات ومشاركة كل أبناء الوطن على قاعدة تعزيز الشراكة الوطنية لبناء مستقبل سورية.‏

ومن غير المقبول التخلف عن هذه المشاركة الفاعلة والمطلوبة من الجميع هنا على الأرض وليس عبر منابر التضليل والفبركة.‏

هي دعوة مفتوحة للشراكة الوطنية التي يمكن من خلالها تعزيز الاصلاحات والحياة الديمقراطية التي نسعى لبنائها بما يحفظ خصوصيتنا وتراثنا لا ديمقراطيتهم الليبرالية المعلبة التي يريدون فرضها على شعبنا.‏

قطار الاصلاح انطلق ولن يتوقف قبل ان ينهي رحلة ناجحة بدأت تباشيرها واشاراتها الأولى بالظهور، وربما تكون التصريحات الأميركية والغربية ليست أكثر من ردود فعل على النجاحات التي ستتحقق، ذلك أنه من المتوقع أن تزداد الضغوط على سورية كلما قطعت شوطاً في خطواتها الاصلاحية وكلما نجحت في اسقاط عامل أو مفردة من عوامل ومفردات المؤامرة.‏

صمدنا في الماضي وسنصمد اليوم، رفضنا كل أشكال التدخل الخارجي في شؤوننا ولن نسمح اليوم أو غداً لأحد بالتدخل.. أسقطنا الكثير من المؤامرات والاستهدافات ونمتلك اليوم ما يكفي من القوة والمنعة لاسقاط مؤامرات الغرب رغم مشاركة من يفترض أن يكون شريكاً في مقاومتها واسقاطها، لا معها.‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية