وعن مواقف روسيا الثابتة تجاه ما تتعرض له سورية اعلنت وزارة الخارجية الروسية أمس ان موقف الرئيس الامريكي باراك اوباما والممثل الاعلى للاتحاد الاوروبي كاثرين اشتون امس تجاه سورية غير مقبول.
وقال مصدر مسؤول في وزارة الخارجية الروسية اننا لا نؤيد مثل هذه المواقف والدعوات ونعتقد انه من المهم الان اتاحة الفرصة لتنفيذ عملية الاصلاح التي اعلنها الرئيس بشار الأسد وخاصة انه تم اتخاذ الكثير من الاجراءات بهذا الخصوص منها اصدار القوانين المناسبة والعفو العام موضحا ان روسيا تشجع سورية بكل الوسائل الممكنة لتنفيذ هذه الاجراءات.
واكد المصدر الروسي المسؤول انه يجب اعطاء الوقت للحكومة السورية لتنفيذ الاصلاحات مشيرا الى ان الحوار العام في سورية وحده يشكل السبيل لايجاد حلول فعلية لجميع القضايا التي تراكمت في الفترة الاخيرة مشيرا الى ان السوريين مستعدون عمليا للتعاون مع الاسرة الدولية والامم المتحدة لتسوية هذا الوضع.
كما أعلنت روسيا أمس أنها ترفض المواقف الامريكية والاوروبية الاخيرة حيال سورية وستواصل التمسك بموقفها المبدئي والثابت ازاءها.
وقال الناطق الرسمي باسم وزارة الخارجية الروسية الكسندر لوكاشيفتيش أمس ان روسيا ترفض اي تشجيع من الخارج للقوى المتطرفة التي تعمل على تصعيد التوتر في سورية.
واوضح لوكاشيفتيش ان الموقف الروسي ازاء مايجري في سورية يتمثل بالدعوة إلى ضرورة اعطاء الوقت الكافي للرئيس بشار الأسد والقيادة في سورية لتنفيذ الاصلاحات الشاملة السياسية والاقتصادية والاجتماعية التي اعلن عنها منوها بجملة الاجراءات والقوانين الاصلاحية التي تم اقرارها ومنها الغاء حالة الطوارئ والعفو العام وقانون تنظيم التظاهر السلمي وقوانين الاحزاب والانتخابات اضافة إلى القوانين المقرر صدورها لاحقا.
وأكد الناطق الرسمي باسم وزارة الخارجية الروسية أن لسورية موقعا هاما في منطقة الشرق الاوسط وان اي محاولة لزعزعة الاستقرار فيها ستنعكس سلبا على المنطقة برمتها وتسفر عن عواقب كارثية.
وأشار لوكاشيفتيش إلى وجوب انخراط المعارضة بالحوار مع السلطة في سورية وان تنأى بنفسها عن المتطرفين وقال ان الانباء الواردة عن وقوع ضحايا لابد الا ان تثير قلق روسيا.
وكان فيتالي تشوركين سفير روسيا في الامم المتحدة اكد مؤخرا عقب اجتماع لمجلس الامن ان النداءات الامريكية لفرض عقوبات على سورية لا طائل منها وانها غير مفيدة.
وقال تشوركين ان روسيا تدعو الى ضبط النفس والاصلاحات والحوار منتقدا المعارضة السورية لرفضها الحوار.
من جانبه دعا ديمتري راغوزين ممثل روسيا الدائم لدى حلف شمال الاطلسي ناتو هذا الحلف الى الكف عن انتهاج السياسة احادية الجانب التي ينتهجها ضد سورية.
وقال راغوزين في مقابلة مع قناة روسيا 24 التلفزيونية أمس ان حلف الاطلسي يمارس سياسة احادية الجانب الى أقصى الحدود ازاء سورية ويتجاهل بالكامل مئات الضحايا من عناصر الجيش والقوى الامنية خلال تصديهم لبؤر الارهاب في البلاد ويلتزم الصمت ازاءهم.
وأضاف راغوزين ان على الناتو الكف عن هذه السياسة احادية الجانب والتوقف عن النظر بعيون وحشية وبلون واحد اما اسود او ابيض مشيرا الى أن الحياة أكثر تعقيدا ويجب رؤيتها بجميع تلاوينها.
ماتوزوف: نقف مع الحق
من جانب آخر أكد فياتشسلاف ماتوزوف رئيس الجمعية الروسية للصداقة والتعاون مع البلدان العربية أن الموقف الروسي من الاحداث في سورية واضح تماما وروسيا لن تتراجع عنه وهي تعتبر السياسة الاوروبية والامريكية تجاه سورية تدخلا واضحا في الشؤون الداخلية السورية وترفض هذا الاسلوب بكامله.
واعتبر ماتوزوف في حديث للتلفزيون السوري أن سياسة الولايات المتحدة لا تتجاوب مع ميثاق الامم المتحدة والشرعية الدولية والقانون الدولي في حين تعتمد روسيا على هذه القوانين وعلى هذه الشرعية ومن هذا المنطلق فهي تقف مع الحق وليس مع السياسة الاحادية والهيمنة واحتلال الدول وفرض الارادات الخارجية عليها.
وأشار ماتوزوف الى أن سبب التدخل الامريكي والغربي في سورية هو الازمة الاقتصادية التي يعانون منها حيث يحاولون حل مشاكلهم الاقتصادية عبر اثارة المشاكل في احدى المناطق في العالم لكنهم اصطدموا بالموقف المبدئي والصامد لسورية.
وقال ماتوزوف ان الرد على محاولات الهيمنة والتدخل الخارجي هو عبر الصمود الوطني للقوى الشعبية بكل أطيافها لافتا الى انه يجب أن نميز بين القوى المعارضة والقوى المخربة وعلى القوى المعارضة أن تتخلى عن هؤلاء المخربين الموجهين من الاستخبارات المركزية الامريكية ونحن في روسيا نعرف جيدا أفعال تلك القوى المخربة منذ عام 1985 ومن يقف وراءها.
ولفت ماتوزوف الى أن المحاولات الجديدة للولايات المتحدة الامريكية لطرح الموضوع السوري في مجلس الامن بعد فشله سابقا تعتمد على بعض الدول العربية حتى يعطوا المبررات للدول التي تعارض السياسة الامريكية.