وفوق الجافية والناحي المحيطي الذي يمكننا من تخدير الأعصاب و الضفار العصبية التي تعصب الطرفين العلوي والسفلي، وقد استخدمت في انجاز الأخير طرق عديدة مثل العلامات التشريحية والتنبيه الكهربائي ومن ثم استعملت الأمواج فوق الصوتية في هذا الحقل.
الدكتور محمد عيد علي أخصائي التخدير والعناية المركزة في مشفى درعا الوطني سعى جاهداً ليدخل تقنية استخدام الأمواج فوق الصوتية في التخدير الناحي هذا المجال حيث بدأ وومجموعة من أطباء التخديرالقيام بورشات عمل لتدريب الأطباء في معظم المحافظات السورية منها دمشق- ريف دمشق- حلب- اللاذقية- حماة- السويداء، واستقبلوا في مشفى درعا الوطني أطباء من بعض الدول العربية مثل لبنان واليمن والعراق لتدريبهم على هذا النوع من التخدير.
وقال د عيد: تستخدم الأمواج فوق الصوتية في توجيه إبر التخدير الناحي بهدف التقليل من المحاولات المطلوبة لإيصال إبرة التخدير لجوار العصب أو الضفيرة العصبية المطلوب تخديرها، وقد أظهرت الدراسات الحديثة أن هذه التقنية تمكننا من ادخال إبرة التخدير الناحي تحت الرؤية المباشر وملاحظة انتشارالمادة المخدرة حول الأعصاب أثناء الحقن و إذا كان الانتشار أقل من المطلوب يمكن تغيير مكان الإبرة إلى موضع أفضل ما يؤدي إلى تحسين نوعية التخدير وسرعة حدوثه , كما تمنع الاختلاطات في الكتل العصبية للأطراف العلوية والسفلية على جميع المستويات، ليصبح التخدير الناحي هو الطريقة المفضلة على التخدير العام لإجراء بعض العمليات، لما له من قدرة على تلافي بعض الآثار الجانبية.
وأضاف :تمكن هذه التقنية طبيب التخدير من الرؤية المباشرة للأعصاب والتركيب التشريحي للأوعية الدموية والعضلات والعظام وكذلك الرؤية المباشرة لتوزيع المادة المخدرة وتجنب الاختلاطات الجانبية جراء حقن المادة المخدرة في الأوعية الدموية، بالإضافة لتجنب التقلصات العضلية المؤلمة أثناء الحقن وتخفيض كمية (جرعة) المادة المخدرة الموضعية، فضلاً عن سرعة بداية الإحساس بالتخدير وزيادة فترة الحصار العصبي وتطور نوعيته.
وأوضح د. عيد: أجريت دراسة علمية خلال عام كامل لـ /243/ مريضاً ومريضة مقسمين لمجموعات عدة تم فيها مقارنة هذه التقنية بغيرها من التقنيات (التنبيه الكهربائي)، حيث بينت الدراسة قلة حجم المخدر الموضعي المستخدم في مجموعات فوق الصوت وقلة حدوث الاختلاطات فيها وإنجاز التخدير بزمن لا يتجاوز دقيقتين.
وعن أهم ميزات هذه التقنية والفئة المستفيدة منها قال د. عيد: تعد السيطرة على الألم بعد العمل الجراحي من أهم ميزات هذا النوع من التخدير، كما أنه يمكن المريض من تناول الطعام والشراب بعد العملية مباشرة ويقلل من إقامته في المشفى ويقلل من الاختلاطات التي تنجم عادة عن التخدير العام.
وأردف: أجريت هذه التقنية لنحو /4000/ حالة ،استفاد منها بشكل خاص مرضى الفئة العمرية الكبيرة بالسن والتي تعاني من مشاكل صحية متعددة، بالإضافة للمرضى الذين لديهم اختبارات غير طبيعية لوظائف الكبد والكلية، والذين لا يمكنهم تحمل التخدير العام فضلاً عن الذين يعانون إصابات تنفسية أو قلبية أو كلوية أو كبدية، هذا ويعتبر التخدير الناحي أقل تكلفة من التخدير العام.