رغم أنها حققت الكثير من النجاحات في ميادين العمل كافة، بل أحياناً تفوقت على الرجل وبرزت بشكل لافت بما لا يدع مجالاً للشك بقدرتها على تحقيق التوازن (الممكن المستحيل) بين أدوارها المتعددة وأن تمسك بجميع أطراف المعادلة الصعبة بذكاء.
ما دعاني لقول ما سبق تلك الجلسة التي جمعت بين مثقفين من أصحاب الرأي وباقة من سيدات الأعمال اللواتي تشهد لهن إنجازاتهن في مجالات الصناعة والتجارة، فكن عاملات وأمهات ناجحات حيث صدم الجميع برأي أحدهم المعارض بشدة لعمل المرأة بل والساخر من سعيها لتحقيق ذاتها وبرأيه حري بها أن تلازم بيتها وتكتفي بدور المربية واستشهد بتجربة أمه وأخته وزوجته وقريباته في التفاني والتضحية بالطموحات التي وصفها بالأنانية متجاهلاً أن عمل المرأة ضرورة تحكمها متطلبات العصر الحالي واستغرب البعض أن يقاس دور الأم بالكم لا بالكيف وأن يُقزم دورها بأن تكون مجرد جليسة أطفال ليهدر ما تتمتع به من إمكانيات وطاقات خلاقة مفيدة للمجتمع.
تلك القناعات مازالت راسخة لدى البعض، تدفع بالمرأة للشعور بالذنب وتحملها مسؤولية أي تقصير يبديه الأبناء دراسياً أو لدى انحرافهم سلوكياً وكأن تربية الأبناء والواجبات المنزلية المتراكمة مسؤولية تقع على عاتق المرأة حصراً وأن الأم المثالية هي التي لا تعمل وفشلها أسرياً مرده عملها.
وفي صور حياتية معاشة نجد أن بعض النساء فاشلات أسرياً رغم أنهن متفرغات لدور الأم والزوجة لا يشغلهن إلا الزيارات واهتمامات شخصية تهدر الوقت دون طائل وعلى النقيض هناك الكثير من النساء العاملات ناجحات أسرياً وعملياً.
ومن المؤكد أن هذا يتوقف على حسن التدبير واستغلال الوقت وتحقيق التوازن المطلوب والنجاح في إقامة شراكة حقيقية بين الزوجين في تحمل الأعباء عوضاً عن أخذ الزوج دور المتفرج اللائم والناقد والمتذمر في حين تغرق المرأة في مسؤولياتها وتعمل جاهدة لأداء أدوارها ليكون ذلك بمثابة التحدي.