طقـــس العائلـــة فـــي رمضـــان
مجتمع الأثنين 22-8-2011 إعداد ريم يوسف اجتماع الأسرة في شهر رمضان يعد برنامجاً اجتماعياً متكاملاً وهادفا إلى التقريب بين العائلة وردم الفجوة الاجتماعية وصهر المجتمع في بوتقة واحدة، وشهر رمضان هو الفرصة المواتية للبدء في تلك السياسة العائلية فهو الفرصة للتجمع في مجالس عائلية والفرصة للتجمع على مائدة واحدة مرتين في اليوم ( الإفطار والسحور).
وهذا يندر في الحياة اليومية لاختلاف ظروف عمل الآباء عن ظروف أبنائهم وشهر رمضان هو الفرصة لبث روح جديدة في جوها ومتع متعددة لجميع الأفراد ناتجة عن تقاربهم والتصاقهم وطرح خواطرهم أو مشكلاتهم وشهر رمضان يمثل للعلاقة الأسرية حضناً دافئاً وملجأ أميناً فهو بمثابة دعامة حقيقية نحو الرقي بهذه العلاقة والعلاقة الأسرية تزداد دفئاً وحيوية كلما ارتفع الإنسان عن الأرض من خلال روحانيته.
وفي هذا الشهر الفضيل يبرز دور الوالدين إذا لابد أن يكون للأب و الأم دور في استثمار الأمر ويمكن أن يقوم الأبون بمجموعة أمور منها على سبيل المثال متابعة صيام الأولاد والحث عليه لمن قصر منهم في حقه وتذكيرهم بحقيقة الصيام وأنه ليس فقط ترك الطعام والشراب وإنما هو طريق لتحصيل التقوى ومغفرة الذنوب وتكفير الخطايا إضافة لتعليمهم آداب وأحكام الطعام و التذكير بحال الفقراء والمعدمين ومساعدة الأم في إعداد مائدة الإفطار وتجهيزها مع تذكير الأولاد ببركة السحور وأنه يقوي على الصيام، كذلك تشجيع الأطفال الصغار على الصيام بالثناء والجوائز لمن يتم نصف الشهر أو كله والأهم أن شهر رمضان هو شهر القرآن ويجب على الأب أن يقوم بتعليم أهله القراءة ويشرح لهم الآيات والأحكام وآداب الصيام إذا كان بمقدوره ذلك و حثهم على الإنفاق وتفقد الجيران والمحتاجين وقد يستطيع الوالدان استغلال شهر رمضان بجعله فرصة تربوية ناجحة من ناحية التوفير من حيث إشراك أبنائهم بميزانية الأسرة وما يترتب عليها من توفير مستلزمات المعيشة اليومية الاعتيادية مضافاً إليه ما يحتاجه الأبناء نحو التوفير اليومي للمصروف الذي كانوا يتقاضونه في الأشهر الاعتيادية وخطوة خطوة يتحمل كل فرد من أفراد الأسرة مسؤولية ميزانية الأسرة لمدة شهر ويشارك الأبناء في شراء متطلبات المنزل واحتياجاتهم الشخصية فيتعلمون كيف يؤمنون الأشياء بحيث لا تكلف كثيرا ولا ترهق ميزانية الأسرة، كالشراء من متاجر الجملة بداية كل شهر فيتعلمون كيفية التعامل مع الآخرين فضلاً عن مواجهة المواقف المختلفة عن طريق الشراء والحصول على المنتج الأكثر جودة والأقل سعراً وبالتالي يتعلمون الموازنة بين المتطلبات والإمكانيات.
لذلك يجب إعطاء الأبناء في هذا الشهر الفرصة لتحمل المسؤولية لأن الخوف عليهم من التجربة أو الوقوع في الخطأ سيجعل منهم جيلاً لن يتحمل المسؤولية مستقبلاً.
|