تكن كذلك فقط،
بل كانت فئة الشباب الركيزة التي تمحورت حولها الكثير من الأعمال الدرامية معالجة وتوجيهاً للأحداث ومضموناً، فكانت قضاياهم حاضرة وحياتهم ومشكلاتهم، وكان التركيز بشكل عميق وتفصيلي والطرح المسؤول الذي يتغلغل في أوساط وقطاعات حياتية ومجتمعية، فدققت تلك الأعمال بكل ما يخص تلك الفئة ، بظروفها وبيئتها ووضعها المادي والاجتماعي وغيرها بكثير من الاهتمام ومن هذه الأعمال عمل / تعب المشوار/ من تأليف/ فادي قوشجي/ وإخراج / سيف الدين سبيعي/
وقد تعامل المسلسل مع مشاكل شبابية معاصرة واجتماعية وثقافية تضع الجيل في حال تناقض ما بين الرغبة في التطور وبين المحافظة على منظومات قيمة لها دورها في الحفاظ على الخصوصية وهكذا وكان هذا عبر التناول لأحلام الشباب المنكسرة مع التصوير لسعيهم الدؤوب في كل اتجاهات حياتهم وجميعها تتواءم مع الصعوبات المستمرة، والتي تحول دون تحقق هذه الأحلام ومهما كانت بسيطة، فهناك الحرمان، الفقر، هناك مبادىء، وأفكار جميلة تحاول أن تزدهر وتتنامى، إلا أن الواقع بالمرصاد لها وهناك تناقض حياتي ونفسي يعيشه الجيل وهناك نزعات ورغبات نحو التطور، لكن هناك تخوف وحذر قلق أيضاً على الأصالة وهكذا.. فـ / تعب المشوار/ عمل جاد شملت طروحاته مشكلات شبابية في اتجاهات عديدة.
-------------------------------------------
حول التعليم
حتى أن الدراما السورية في هذا الموسم، عالجت القضية التعليمية، وطرحت كثيراً من المطبات المحتملة التي تتربص بها، وتحول دون تطورها بالشكل المطلوب، ثم فضحت بعض أشكال الفساد في عالمها، مثل عمل/ سوق الورق/ الذي ركز على الفساد داخل الجامعة وفي الوسط الإداري و التدريسي، دون إغفال الانطلاق إلى البيئة الاجتماعية العامة لهؤلاء الشباب ، لتسليط الضوء على مساحة أوسع من السلبيات التي تنعكس بأشكالها عليهم وعلى حياتهم وتعليمهم ووضعهم المادي ، ثم وجود متغيرات حياتية تتقاذفهم وتترك تأثيرها القوي عليهم، وقد توسع العمل في معالجة مشكلات الشباب من زوايا متعددة، في مجال التعليم والمجال الاجتماعي ثم أثر شبكات التواصل الاجتماعي عبر الأنترنت ، حضورها وتأثيرها في حياة الشباب خاصة كما الحياة العامة أيضاً.
--------------------------------------------
سن مبكرة
أيضاً اهتمت الدراما بمرحلة اليفاعة وذلك عبر عمل / أيام الدراسة/ والذي قدم نماذج شبابية كثيرة ومختلفة الطباع والشرائح الاجتماعية، وقد اتسعت المعالجة لتقدم إضاءة على حياة الشباب بصورة دقيقة ومعمقة في علاقاتهم ، ثم علاقتهم مع الأهل والمجتمع والمدرسة فحضرت في العمل تفاصيل حياتية دقيقة وفريدة، نراها لأول مرة في الدراما وكلها أفادت في إبراز الكثير من الحقائق الاجتماعية والنفسية الخاصة بالشباب مضافاً إلى تسليط الضوء على هذه المرحلة العمرية الحساسة والحرجة، التي تحتاج إلى رعاية واحتواء وتفهم ومتابعة ، وقد تمكن العمل بالوصول إلى هدفه باقترابه من الهواجس الشبابية والأحلام والمتطلبات والهموم فاستطاع أن ينقل حالات ووقائع ومشكلات شبابية هامة وهذا ما أراده صانعو العمل، كما أكد المخرج / إياد نحاس/ في أكثر من لقاء له فقال: حاولنا أن نقدم شيئاً جديداً من خلال العمل، فالعمل يعكس حياة المراهقين ومشكلاتهم ومتطلباتهم وطموحاتهم، خصوصاً أن هذه الشريحة تشكل من 60٪ إلى 70٪ من المجتمع، ورأينا بأنه حتى لو اهتمت الدراما السورية بالشباب فإنها تهتم بالشرائح العمرية الأكبر سناً، في حين أن الأعمال التي تناقش فئة الطلاب والمراهقين قليلة جداً.
أيضاً كان عمل / شيفون/ من تأليف / هالة دياب/ وإخراج / نجدة أنزور/ من الأعمال التي تم تصويرها في هذا الموسم وسيتم عرضه لاحقاً وقد اهتم العمل بالشباب بأسلوب درامي خاص وجريء، تمكن من الغوص عميقاً في إشكالات طارئة على الحياة الشبابية ، تتعلق بحياتنا المعاصرة وما تضمنته من متغيرات ومؤثرات ثقافية واجتماعية ومادية وتكنولوجية تترك أثرها بقوة على وعي الشباب وثقافتهم كما انتمائهم، فعولجت هنا المشاكل الشبابية من زوايا جديدة، ووجهة نظر متعمقة، هذا وقد تضمنت الكثير من الأعمال السورية الدرامية وإن لم يكن الشباب محورها صراع الأجيال حيث الشباب يسعون للتجديد دوماً وكانت في ألوانها الكوميدية والاجتماعية وغيرها، وقد فتحت الباب على مصراعيه أمام هذه الحالة المترافقة مع حياتنا اليومية والاجتماعية وكان صراع الأجيال في / خربة// السراب/ وفي/ بقعة ضوء/ ذي اللوحات المتنوعة، الذي حمل الكثير منها قضايا أيضاً، إن كانت / البطالة/ / الفقر/ / الحب/ وغيرها الكثير..