وعلى أرض الواقع نجدها بدأت تترسخ في مجتمعنا وتتفشى بشكل سرطاني بين أوساط الشباب، لذلك لابد أن تبقى تحت الأضواء ومركز اهتمام المزيد من الأقلام وعدسات الكاميرات الصحفية علنا نصل إلى دراسات إحصائية دقيقة تبين الأسباب وتكون البداية لدراسة الواقع وإيجاد الحلول المناسبة.
فالزواج.. والاستقرار.. ووجود النصف الآخر المكمل
لحياتنا..والتلذذ بمشاعر الأبوة أو الأمومة هي أحلام تراود أي شاب وفتاة، لكن..وما إن تقترن بحزمة من الأرقام والعادات الاجتماعية والظروف المحيطة حتى تصبح كابوسا يطارد الشباب، ويجعلهم تائهين..عاجزين عن الإمساك بطرف الخيط ليكون البداية!!
وللوقوف عند المشكلات التي تواجه الشباب المقبلين على الزواج كانت لنا دردشة مع عدد منهم:
رامي خريج أدب انكليزي وموظف في إحدى الشركات الخاصة إن المشكلة التي يعانيها الشاب اليوم هي عدم توفر العمل أو الاستقرار فيه، و إن توفر فبدخل محدود يجعل الشاب لا يملك القدرة المالية على شراء منزل ما يجعله يعتمد على القروض المالية طويلة الأمد.
في حين وجد علاء وهو خريج علم اجتماع بأنه حتى لو توفرت الوظيفة وبأي دخل كان يبقى غلاء المهور والمتطلبات التي تندرج تحت بنود العادات والتقاليد وهي في النهاية من أجل (البروظة ) أمام الأقرباء والجيران هي العقدة التي نعانيها.
ولا يخفف الأمر كثيرا عند الفتيات فقد رأت آمال أن تأخر الشباب في الزواج يعود لحالة انعدام الوزن التي يعيشها مجتمعنا في هذه الفترة (عصر السرعة، البطالة، غلاء المعيشة، الصراع بين من لديه مخزون فكري من قيم وعادات وتقاليد وبين التحرر الفكري من كل تلك القيم ) كل ذلك يجعله في حالة تخبط وعدم استقرار مما يؤثر على الاستعداد النفسي للزواج.
-----------------------------------------------
(أسبابه اجتماعية..وقد تكون نفسية!!)
رغم أنه بمجرد الحديث عن مشاكل الزواج نغرق في الحديث عن الأرقام والماديات، إلا أن السيدة هناء المنصور وهي متخصصة في مجال الإرشاد الاجتماعي وجدت أن هناك جملة من الأسباب التي أدت إلى تفشي هذه الظاهرة فبدأتها بالأسباب الأكثر مرارة عند الشباب ألا وهي الاقتصادية كغلاء المهور وعدم القدرة على تأمين المسكن إلى جانب انخفاض مستوى الدخل، وهناك الأسباب الاجتماعية منها غياب دور الأسرة في توعية أبنائها على تحمل المسؤولية، وفهم معنى الزواج وإعداد أبنائها وبناتها للقيام بهذا الدور، وغياب المؤسسات الاجتماعية والهيئات في محاولة لإيجاد حلول فعلية واقعية تتناسب مع كل بيئة، بالإضافة إلى الاستسلام والانسياق وراء ما يبثه الإعلام من مفاهيم مغلوطة عن الأسرة والزواج.
وأما الأسباب النفسية فتتعلق بالخوف من اختيار الشريك أو البحث عن شريك بمواصفات خيالية ليست موجودة.
---------------------------------------------
(مفتاح الحل!!)
وحسب رأيها بيد الإعلام بالدرجة الأولى وذلك من خلال توعية الشباب بدورهم في بناء المجتمعات، وبث رسائل تحث على الزواج ومدى أهميته عبر جميع وسائلها، وتحذر من العلاقات غير الشرعية التي بدأت تظهر ملامحها مؤخرا ومدى خطرها على حياة الشاب وتوازنه النفسي والعاطفي.
وقيام المؤسسات التربوية ببث فكر وروح المسؤولية والتفاؤل في أوساط الشباب وحثهم على العمل وتغيير أنماط تفكيرهم السلبية.و يبقى للأسرة الدور الأساسي من خلال دور الآباء والأمهات في تيسير أمور الزواج وخفض المهور.
كما ندعو إلى إنشاء صناديق الزواج، و مهمة هذه الصناديق دعم الشباب المقبلين على الزواج دعما ماليا.
وفي دراسة حديثة أجراها الدكتور جلال السناد أستاذ في كلية التربية في جامعة دمشق على عينة من طلبة الجامعة تبين أن أهم خمس مشكلات تواجه مستقبل الشباب في الزواج مرتبة ترتيبا تنازليا حسب شيوعها وهي الاعتقاد بالقسمة والنصيب تليها أزمة السكن وغلاء الإيجار وارتفاع تكاليف المعيشة وحالة الأسرة الاجتماعية وغلاء المهور.
أما ترتيب هذه المشكلات وفقا لوجهة نظر الطالبات فهو أزمة السكن وغلاء الإيجار وارتفاع تكاليف المعيشة وعدم الرغبة بالسكن مع أهل الزوج.
فمن المهم بل الملح وجود مثل هذه الدراسات وأن تكون على مستوى أشمل للوقوف عند أسباب المشكلة وايجاد الحلول لها وعلها تكون بصيص أمل أمام واقع مادي يحكم قبضته على الشباب، ويبقى أن أقول بعاميتنا المحببة (سبحان مين وفق راسين على مخدة وحدة).